حزب معارض ينتقد تأخر مصادقة الحكومة المغربية على القوانين الانتخابية

«الأصالة والمعاصرة» أشاد بـ«المصالحة الخليجية»

عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة»
عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة»
TT

حزب معارض ينتقد تأخر مصادقة الحكومة المغربية على القوانين الانتخابية

عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة»
عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة»

انتقد حزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض تأخر الحكومة «غير المفهوم» في المصادقة على جميع القوانين المرتبطة بالانتخابات المقررة هذا العام.
وعبر الحزب في بيان له، صدر الليلة قبل الماضية، عن انزعاجه من عدم إحالة هذه القوانين إلى المؤسسة التشريعية، محملاً الحكومة مسؤولية وعواقب هذا التأخر، الذي «ينعكس سلباً على ظروف الإعداد الجيد للانتخابات، وعلى توفير مناخ وشروط المناقشة داخل البرلمان»، وذلك في وقت يستعد فيه المغرب لتنظيم انتخابات محلية وجهوية وتشريعية في غضون هذا العام.
كما انتقد الحزب غياب «تصورات ومخططات» حكومية لمعالجة الأزمة «الاقتصادية والاجتماعية الشديدة القادمة نحو المغرب بسبب جائحة (كورونا)»، مشيراً إلى أن «تقارير عدة مؤسسات وطنية ودولية كبرى» تتوقع تراجعاً حاداً في معدل النمو، وفقدان أزيد من مليون ونصف مليون مغربي للشغل، منتقداً سياسة «الحلول السهلة» للحكومة المتمثلة في إصدار «بيانات الإغلاق وحظر التجول الليلي، دون طرح بدائل ودون إجراءات مواكبة».
وبخصوص الجدل الدائر حول تصفية نظام معاشات البرلمانيين المفلس، ثمن المكتب السياسي للحزب الموقف الذي عبر عنه الأمين العام للحزب عبد اللطيف وهبي، والقاضي بضرورة تصفية هذه الصناديق، «بعيداً عن المزايدات السياسية، وبروح وطنية تستحضر الإكراهات المادية التي تعيشها بلادنا».
كما عبر الحزب عن أمله في أن يكون نجاح هذه العملية مدخلاً لمراجعة «نظام معاشات أعضاء الحكومة»، وكذا «القطع مع ريع تعدد تعويضات المهام الانتخابية وغيرها من جوانب هدر المال العام».
وعلى المستوى العربي؛ أشاد الحزب بخطوة المصالحة التي جرت بمنطقة الخليج العربي، والتي «أنهت خلافاً عمر لأزيد من ثلاث سنوات بين أشقاء المغرب»، وتوقع أن تكون لها «انعكاسات إيجابية تصب في مصلحة دول المنطقة، ومصلحة المغرب بالنظر للشراكات التي تربطه بدول مجلس التعاون الخليجي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.