لبنان: مطالبة بتمديد الإغلاق مع تدفق المصابين إلى المستشفيات

متطوعون في الصليب الأحمر اللبناني (رويترز)
متطوعون في الصليب الأحمر اللبناني (رويترز)
TT

لبنان: مطالبة بتمديد الإغلاق مع تدفق المصابين إلى المستشفيات

متطوعون في الصليب الأحمر اللبناني (رويترز)
متطوعون في الصليب الأحمر اللبناني (رويترز)

طالب أطباء ومسؤولون في القطاع الصحي في لبنان بتمديد فترة الإغلاق العام في البلاد، مع استمرار تدفّق المصابين إلى المستشفيات وتسجيل معدلات إصابات ووفيات قياسية.
بدأ لبنان فجر الخميس إجراءات إغلاق عام أكثر تشدداً من سابقاتها تتضمن منع تجول على مدار الساعة لنحو أسبوعين للحدّ من ارتفاع معدلات الإصابات القياسية ولتخفيف الضغط عن القطاع الطبي المنهك مع بلوغ غالبية المستشفيات طاقتها الاستيعابية القصوى. وأعلنت وزارة الصحة الثلاثاء تسجيل عدد قياسي جديد للوفيات بلغ 61 في 24 ساعة.
ومنذ بدء انتشار الوباء، أحصى لبنان البالغ عدد سكانه نحو 6 ملايين نسمة 260 ألفاً و315 إصابة بفيروس كورونا، بينها 2020 وفاة، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الطبيب فراس أبيض، المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، المرفق الحكومي الرئيسي الذي يقود جهود التصدي للوباء، في سلسلة تغريدات الثلاثاء: «ارتفاع معدل إيجابية الفحوصات بشكل مستمر، إلى جانب الزيادة اليومية لأعداد مرضى العناية المركزة، يشيران إلى أن العدوى ليست تحت السيطرة».
وأضاف: «مع استمرار ارتفاع العدد اليومي لوفيات كورونا (...) فليس من المستغرب أن تختار السلطات اتباع نهج أكثر صرامة في اتخاذ القرار» بشأن تمديد الإغلاق. وفرضت السلطات أساساً إغلاقاً عاماً مشدداً لمدة 11 يوماً حتى 25 من الشهر الحالي. واستثنت العاملين في مرافق صحية وقطاعات حيوية والعسكريين والصحافيين من قرار حظر التجول التام. وتضمنت الإجراءات أيضاً إغلاق محال بيع المواد الغذائية، على أن تبقي على خدمة التوصيل.
إلا أنّ استمرار ارتفاع الإصابات حتى الآن فتح باب النقاش على احتمال التمديد. وشدّد أبيض على أنه «لا يمكن أن يجري تخفيف إجراءات الإغلاق إذا كان الفيروس ينتشر من غير رادع في المجتمع». ودعا رئيس الجمهورية ميشال عون الثلاثاء المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع استثنائي يوم الخميس، لبحث مسألة التمديد.
وفي السياق ذاته، أكدت عضو اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، بترا خوري، وجوب تمديد الإغلاق المشدد. وقالت: «نحتاج على الأقل إلى 3 أسابيع من الإغلاق التام عوضاً عن 11 يوماً». ويعود الارتفاع الكبير للإصابات في البلاد بشكل رئيسي، وفق مسؤولين، إلى تخفيف القيود في ديسمبر (كانون الأول) خلال فترة الأعياد، مع إعادة فتح الحانات والملاهي حتى ساعة متأخرة من الليل، في محاولة لإنعاش الوضع الاقتصادي المتردي.
وأعلنت مستشفيات عدّة خلال الأيام الأخيرة أنها تخطت طاقتها الاستيعابية، بينها مستشفى الجامعة الأميركية، أحد أبرز المستشفيات الخاصة في البلاد. وقال في بيان الجمعة: «نعجز عن تأمين أسرة حتى لأخطر الحالات». وأفادت منظمة الصحة العالمية الإثنين أن نسبة الإشغال في أسرة أقسام العناية المركزة في المستشفيات كافة في لبنان تبلغ 87.4 في المائة، بعدما بلغت 90.47 في المائة يوم الجمعة.
وقال نقيب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، الثلاثاء: «بالتأكيد يجب تمديد الإغلاق، نحتاج إلى 4 أسابيع على الأقل حتى نبدأ بمعاينة الأثر الإيجابي».
ونبّه إلى أن «الطاقم الطبي مرهق بالتأكيد، لكن ما يثير الخشية هو عدد المصابين الذين يتوجهون يومياً إلى المستشفيات».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.