نتنياهو يفكك الأحزاب المنافسة ليبقى «الليكود» هو الأكبر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

نتنياهو يفكك الأحزاب المنافسة ليبقى «الليكود» هو الأكبر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

اعترف مسؤول في معسكر اليمين المقرب من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بأن الخطة التي يسير عليها الليكود اليوم مبنية على تفكيك الأحزاب الإسرائيلية المنافسة له، سواء اليمينية والوسطية واليسارية، اليهودية والعربية، وذلك حتى يبقى الليكود أكبر كتلة، ويكون رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، مجبراً على تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة.
وقال المصدر إن نتنياهو، الذي وضع هذه الخطة، نجح بالفعل في تحقيق جزء كبير منها حتى الآن، ويتوقع أن يكمل مهمته. وكانت الخطوة الأولى في هذه الخطة قد تحققت بعد شهر من الانتخابات الأخيرة، حين فتت حزب الجنرالات «كحول لفان» وحطمه تماماً. فبعد أن كان هذا الحزب قد جرف عدداً مساوياً لعدد نواب حزب الليكود (35 نائبا) في الانتخابات الأولى من سنة 2019، (هبط إلى 32 في الانتخابات التالية وارتفع مجدداً إلى 33 نائباً)، وتمزق إلى 5 أحزاب، هي: «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس، و«يوجد مستقبل» برئاسة يائير لبيد، و«تيلم» برئاسة موشيه يعبلون، و«ديرخ ايرتس» برئاسة يوعز هندل، و«الإسرائيليون» برئاسة رون خلدائي وآفي نيسان كورن.
كما نجح نتنياهو في تفكيك «يمينا»، اتحاد أحزاب اليمين، إلى كتلتين، إحداهما برئاسة نفتالي بنيت، والثانية برئاسة بتسلئيل سموترتش، ويسعى الآن لضمان ألا تسقط كتلة سموترتش، ولذلك يفتش عن قوى في اليمين تنضم إليها. وأقنع وزير القدس عن حزب «البيت اليهودي»، رافي بيرتس، بالانضمام أولاً، ويحاول ضم حزب كهانا المتطرف برئاسة ايتان بن جبير، متعهداً لهذا التكتل المتطرف جداً، بأن يضمه إلى ائتلاف الحكومي ويمنحه وزارة أو أكثر.
ويواصل نتنياهو العمل على تفكيك «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية. فهذه القائمة تعاني من خلافات منذ أن ظهر تعاون بين أحد مركباتها، أي الحركة الإسلامية، وبين نتنياهو، في عدة قضايا، مقابل دعم مطالب تتعلق بسد احتياجات المواطنين العرب (فلسطينيي 48). وزادت الخلافات عندما أعلن رئيس كتلة الحركة الإسلامية، د. منصور عباس، استعداده لفحص إمكانية الشراكة في ائتلاف حكومي مقابل تحقيق مطالبه في قضية المساواة، حتى لو أدى ذلك إلى إطالة عمر حكم نتنياهو وإجهاض محاكمته. وقد هاجمه عدة ناطقين من الأحزاب العربية الأخرى، خصوصاً الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ويتضح أن هذه الخلافات بدأت تهدد بضرب وحدة الصف وخوض الانتخابات بقائمتين. لكن قادة الأحزاب لا يسارعون إلى خطوة كهذه، إذ إن مثل هذا الأمر حصل في سبتمبر (أيلول) 2019 عندما خاضوا الانتخابات في قائمتين منفصلتين، فانخفض التمثيل العربي من 13 إلى 10 مقاعد. وعندما توحدوا من جديد، وخرج رئيس القائمة، أيمن عودة، بتصريح قال فيه إن القائمة معنية بالتأثير على السياسة الإسرائيلية حتى لو كان ذلك بدخول الائتلاف، كانت النتيجة أن الجمهور منحها 15 مقعداً. واليوم، وقبل أن تتضح الصورة، يبدي الجمهور العربي نفوراً إزاء هذه الخلافات. وتشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن القائمة ستهبط من جديد إلى 10 أو 11 مقعداً.
وقد لوحظ أن نتنياهو انتهز هذه الفرصة ليعمق الخلافات أكثر في هذه القائمة ويساهم في تفكيكها، فوضع خطة للحصول على المقاعد التي تخسرها المشتركة، وبدأ نشاطاً في الشارع العربي للحصول على أصوات. وحسب مقربين منه، فإنه يخطط للحصول على مقعدين من العرب وعلى دعم نواب الحركة الإسلامية من خارج الائتلاف، في صفقة جديدة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».