حُكم مصري بمصادرة أموال 89 «إخوانياً»

من بينهم بديع والشاطر وورثة مرسي

TT

حُكم مصري بمصادرة أموال 89 «إخوانياً»

قضت محكمة «الأمور المُستعجَلة» في مصر، أمس، بنقل أموال 89 من أعضاء وقيادات «جماعة الإخوان» (تصنفها السلطات إرهابية) إلى الخزانة العامة للدولة، ويطال الحكم عدداً من الأسماء البارزة منهم «ورثة الرئيس الأسبق الراحل محمد مرسي، والمرشد العام للجماعة، محمد بديع، ونائبه الأول خيرت الشاطر».
وجاء قرار المحكمة، أمس، بعد قبولها لدعوى أقامتها «لجنة التحفظ على أموال الإخوان» في سبتمبر (أيلول) الماضي، وطالبت فيها بالحكم بـ«تمكينها من التصرف في أموال قيادات بـ(الإخوان)، ونقلها للخزانة العامة للدولة».
ومن بين أبرز الأسماء التي تضمنتها الدعوى أيضاً ويسري عليهم الحكم الأحدث، كل من، النائب البرلماني الأسبق محمد البلتاجي، والداعية صفوت حجازي، وعبد الرحمن البر الملقب بـ«مفتي الجماعة»، والقياديين محسن راضي، وأسعد الشيخة، وغيرهم.
ويخضع عدد من قيادات «الإخوان»، وغيرها لقانون «الكيانات الإرهابية والإرهابيين» الذي أقرته مصر للمرة الأولى عام 2015، في أعقاب الإطاحة بحكم «جماعة الإخوان» من السلطة بعد «مظاهرات حاشدة» ضد استمرار الرئيس الراحل محمد مرسي في السلطة خلال «ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013».
وأدخلت مصر تعديلات على القانون، أسهمت في توسيع نطاقه، كان آخرها في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، وكان منها أن «يترتب على إدراج كيان أو شخص في قوائم الإرهاب أن يتم تجميد الأموال أو الأصول الأخرى المملوكة للكيان، وأعضائه من الإرهابيين، أو التي يتحكم فيها بشكل مباشر أو غير مباشر»، بينما كانت النسخة السابقة تشترط أن يتم «تجميد أموال (الإرهابي) متى استخدمت في ممارسة النشاط الإرهابي».
وفي سياق قريب، أمر النائب العام المصري، المستشار حمادة الصاوي، بإحالة متهم محبوس واثنين هاربين إلى «محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ)»، لمحاكمتهم عن الاتهامات التي وجهتها لهم النيابة بـ«تولي قيادة في جماعة (المرابطون) الإرهابية».
وجماعة «المرابطون» أسسها القيادي، هشام عشماوي، الذي أعدم في مارس (آذار) الماضي بعد إدانته بارتكاب «جرائم إرهابية»، وتمويلها والتحاقه بجماعة (تنظيم القاعدة) الإرهابية بليبيا».
وبحسب بيان للنيابة المصرية فإن محققيها استجوبوا المتهم المحبوس فـ«أقر بانضمامه للجماعة، وتمويلها وتلقيه تدريبات عسكرية في كنفها، والتحاقه بجماعة (تنظيم القاعدة) بليبيا، وأنه بعد تمكنه من الخروج من محبسه في غضون عام 2011، انضم إلى جماعة (إرهابية) بالبلاد وسافر بتكليفات من قائدها إلى ليبيا؛ لتأهيله وآخرين للعودة لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر» بحسب نص الاتهامات.
وقال البيان إن «التحقيقات تضمنت اعترافات المتهم، بأنه أثناء وجوده في ليبيا التقى (الإرهابي) المحكوم عليه هشام عشماوي وآخرين، وأسس المحكوم عليه جماعة تسمى (المرابطون) تهدف لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر، فانضم إليها وآخرون منهم المتهمان الهاربان، ومكث مع مؤسسها فترة باشر فيها نشاطاً تنظيمياً في تلك الجماعة حتى ألقي القبض عليهما بمعرفة القوات المسلحة الليبية، وتم ترحيلهما لاحقاً إلى مصر»، على حد البيان المصري.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.