البرلمان المصري يبدأ عمله بعد إتمام انتخاباته الداخلية

لجانه تناقش اتفاقات دولية وتعديلات لدعم «ضحايا الإرهاب»

TT

البرلمان المصري يبدأ عمله بعد إتمام انتخاباته الداخلية

بدأ مجلس النواب المصري (البرلمان) الجديد عمله، أمس، بعد إتمام انتخابات لجانه الداخلية، ضمن الفصل التشريعي الثاني الممتد حتى عام 2026. وجرت نقاشات داخل عدد من اللجان، بخصوص اتفاقيات دولية، وتعديلات قانونية خاصة بدعم «ضحايا الإرهاب».
كان مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، برئاسة المستشار حنفي جبالي، قد انتهى من تشكيل لجانه النوعية التي يبلغ عددها 25 لجنة.
في غضون ذلك، وافقت لجنة «التضامن الاجتماعي والأسرة» بالبرلمان، أمس، على مشروع تعديل قانون تكريم «شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم». وقال النائب عبد الهادي القصبي، رئيس اللجنة، إن «رئيس مجلس الوزراء المصري طلب مناقشة مشروعات القوانين المقدمة من الحكومة، التي لم ينته منها مجلس النواب في الفصل التشريعي السابق».
وأقر مجلس الوزراء المصري، قبل أيام، «مشروع قانون شمل تعديل بعض أحكام القانون الخاص بصندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الإرهابية وأسرهم». وقالت الحكومة المصرية إن ذلك «يأتي في إطار استمرار دعم الدولة للفئات، التي يشملها الصندوق برعايته».
ونص التعديل الحكومي، الذي وافقت عليه «لجنة التضامن الاجتماعي»، أمس، على «تقديم خدمات جديدة بالمجان لهذه الفئات، تتضمن توفير الاشتراك والتجديد المجاني في مراكز الشباب والأندية، والمنشآت الرياضية التابعة لوزارة الشباب والرياضة، والأنشطة الرياضية المختلفة، وإتاحة الدخول المجاني لكافة المتاحف والمتنزهات، والحدائق والمسارح، وقصور الثقافة التابعة للدولة».
إلى ذلك، وافقت «اللجنة التشريعية»، أمس، على مشاريع قوانين تعلقت بـ«الصلح الواقي من الإفلاس، وإجراءات الوساطة والحجز الإداري». كما وافقت لجنة «الشؤون الأفريقية» على مذكرة التفاهم مع برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة للتعاون المشترك.
وتهدف هذه المذكرة إلى «إيجاد حلول مناسبة لتقديم إطار منهجي متسق للإجراءات الضرورية لتحقيق التطلعات الأفريقية، وأهداف التنمية المستدامة، وغيرها من الأهداف الإنسانية والإنمائية، المتفق عليها دولياً، وذلك من خلال إجراء حوار بشأن السياسات، ونقل المعارف بين دول الجنوب».
من جهة ثانية، وافقت لجنة «السياحة» في البرلمان على قرار الرئيس المصري بشأن الموافقة على الخطابات المتبادلة بين مصر والوكالة الإسبانية، تتعلق بتقديم منحة للحكومة المصرية بمبلغ 200 ألف يورو، قصد تمويل مشروع «دعم تهيئة بيئة عمل آمنة»، تحقق المساواة للمرأة في قطاع السياحة بمصر.
ووافقت «اللجنة الاقتصادية» على اتفاقية بين الحكومة المصرية واليابانية، بمنحة قدرها مليار ين ياباني، للمساهمة في تنفيذ برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما وافقت على اتفاقية بين الحكومة المصرية وحكومة الولايات المتحدة الأميركية لتحفيز التجارة والاستثمار في مصر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».