ثلثا اليهود المتدينين يعتبرون العرب خطراً عليهم

اثنان من اليهود المتزمتين يؤديان الصلاة في موقف سيارات بتل أبيب (أ.ف.ب)
اثنان من اليهود المتزمتين يؤديان الصلاة في موقف سيارات بتل أبيب (أ.ف.ب)
TT

ثلثا اليهود المتدينين يعتبرون العرب خطراً عليهم

اثنان من اليهود المتزمتين يؤديان الصلاة في موقف سيارات بتل أبيب (أ.ف.ب)
اثنان من اليهود المتزمتين يؤديان الصلاة في موقف سيارات بتل أبيب (أ.ف.ب)

دلّت نتائج دراسة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، على أن ثلثي اليهود المتدينين، يعتبرون عرب 48 خطراً على مستقبل إسرائيل عموماً، وعلى مستقبل طابعها اليهودي بشكل خاص.
وحسب الاستطلاع المعمق الذي شملته الدراسة، فإن 82 في المائة من اليهود المتدينين (الذين يشكلون نسبة 20 في المائة من السكان، ولهم وزن سياسي مؤثر أكثر من حجمهم)، يقولون إنه «لكي يتم الحفاظ على الطابع اليهودي لإسرائيل، يجب أن يعيش اليهود والعرب منفصلين بعضهم عن بعض». وتبلغ هذه النسبة بين اليهود من فئة المتدينين الصهيونيين (الذين يعيش قسم كبير منهم في المستوطنات) 62 في المائة، وبين اليهود المحافظين على التقاليد 45 في المائة، وبين اليهود العلمانيين 25 في المائة.
وقال 92 في المائة من المتدينين المتزمتين، إنهم يعتقدون أن القرارات السياسية المصيرية لإسرائيل، التي تتعلق بقضايا السلام والحرب، يجب أن تؤخذ بأكثرية يهودية صرفة، بحيث لا يكون للعرب وزن فيها. ويتضح أن هذا الموقف يحمله غالبية اليهود عموماً، موزعين على 62 في المائة بين العلمانيين، و87 في المائة بين اليهود المتدينين المتمسكين بالتقاليد، و80 في المائة بين اليهود المتمسكين بالتقاليد من غير المتدينين.
وقال 52 في المائة من المتدينين اليهود، إنهم يفضلون أن يعالجهم طبيب يهودي، وليس طبيباً عربياً. وفقط 37 في المائة من المتدينين يوافقون على العمل في ورشة يكون مديرها عربياً (مقابل 79 في المائة بين العلمانيين). وفقط 12 في المائة من المتدينين قالوا إنهم مستعدون للعمل في بلدة عربية.
وعقّب د. غلعاد ملاخ، رئيس دائرة المتدينين في معهد الديمقراطية، على النتائج، بقوله، إن المتدينين اليهود هم أكثر شريحة في إسرائيل راضية عن الحياة فيها، ومع ذلك فإنها تطور لنفسها نهجاً من الشكوك في المجتمع الديمقراطي. وهم يشعرون أن هناك ديمقراطية زائدة وغير ضرورية في المجتمع الإسرائيلي، ويضعون قائمة طويلة من الأخطار على مستقبل إسرائيل كدولة يهودية، أولها الصراعات بينهم وبين العلمانيين، وثانيها الحرب التي يخوضها عدد من السياسيين ضد نفوذهم في السلطة، والثالثة هي العرب. وتضم هذه القائمة أيضاً الشرطة، التي لا يثق بها سوى 5 في المائة منهم، والصحافة التي تبلغ الثقة بها 15 في المائة فقط، والمحاكم 22 في المائة. وهم يرون أن الاتهامات لنتنياهو بالفساد كاذبة، وأن المؤسسة العلمانية طرحتها من أجل تفكيك حكومته وتشكيل حكومة علمانية بدون الأحزاب الدينية.
يذكر أن المتدينين الأرثوذكس، المقصودين بهذه الدراسة، يؤلفون 3 أحزاب شاركت في الحكم معظم سنوات إسرائيل، اثنان منها متحالفان في قائمة «يهدوت هتوراة»، وهما «أغودات يسرائيل» (تآلف إسرائيل) و«ديغل هتوراة» (علم التوراة). ويمثلان اليهود المتدينين الأشكناز ويتمثلان بـ7 مقاعد في الكنيست (البرلمان)، و«شاس» لليهود المتدينين الشرقيين، وله 9 مقاعد.
وجميع الرؤساء الثلاثة لهذه الأحزاب متورطون في شبهات فساد، وتنتظرهم لوائح اتهام في المحكمة. وهم ملتزمون بكتلة يمين متماسكة مع نتنياهو، لكنهم أبدوا مؤخراً الاستعداد للانضمام إلى حكومة برئاسة منافسه، غدعون ساعر، في حال عجز نتنياهو عن تشكيل الحكومة القادمة. وهم في العادة يغردون خارج السرب الإسرائيلي، حتى في القضايا الاجتماعية. وحسب استطلاع رأي آخر أجرته شركة «أسكاريا» للأبحاث، فإن واحداً من بين كل 132 فرداً منهم، أصيب بفيروس كورونا في السنة الماضية، بسبب عدم التزامهم بالقيود وعدم ثقتهم بتعليمات وزارة الصحة «العلمانية».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».