- «200 متر» ثغرة في الجدار
- إخراج: أمين نايفة
- الأردن ـ فلسطين | دراما اجتماعية (2020)
- التقييم: (***) جيد
بعد افتتاحه في مهرجان فينسيا الماضي - خلال شهر سبتمبر (أيلول) - انتقل «200 متر» إلى مهرجان لندن ومنه إلى مهرجان الجونة، ومن ذلك المهرجان المصري إلى الاشتراك في سباق أوسكار أفضل فيلم عالمي، تحت راية فلسطين.
وهو فيلم فلسطيني الموضوع، أردني الإخراج، وإيطالي- قطري- سويدي التمويل. مرجع ذلك هو أن التمويل المستقل لفيلم فلسطيني من داخل فلسطين ليس أمراً مُتاحاً في أيامنا الحاضرة، ولم يكن متاحاً إلا فيما ندر سابقاً.
يتطرق الفيلم إلى الموضوع الفلسطيني من زاوية غير مسبوقة. هناك مصطفى (علي سليمان) الذي يقطن بلدة بالقرب من طولكرم، وزوجته وأولاده الذين يسكنون على بعد مرمى حجر. كل ما في الأمر جدار يعزل قسمي المدينة ويحجز من هم في غرب فلسطين عمن هم في شرقها، ولو كانوا من عائلة واحدة.
هناك 200 متر تفصل العائلة، وفي كل ليلة يقوم مصطفى بالاتصال بزوجته وأولاده طالباً دفء العلاقة، ثم ينهي هذا التواصل بين الطرفين باستخدام ضوء البطارية، في إشارات متفق عليها تعني: «تصبحون على خير».
كنت متوجساً في البداية أن يظن الأمن الإسرائيلي أن هذه الإشارات الضوئية هي شيفرات لهجوم محتمل، فيداهمون منزل العائلة في القسم المحتل من المدينة؛ لكن هم الفيلم مختلف وحكايته تتبلور سريعاً. فسبب الانفصال ليس الجدار وحده؛ بل قرار مصطفى ألا يعيش تحت هيمنة الاحتلال؛ لكن زوجته عليها أن تؤم عملها كمدرسة في ذلك الجزء المنفصل من المدينة. لكن مصطفى بحاجة إلى زيارة الجانب الإسرائيلي لكي يمارس عمله كمعماري. والمخرج يصور معاناته وسواه في هذا الوضع قبل أن يدلف إلى لب الفيلم: تتصل به زوجته، وهو في جزئه من المدينة، لتخبره بأن أحد أولادهما تعرض لحادثة سيارة وهو يرقد في المستشفى. على مصطفى أن يجد وسيلة لكي يتم تهريبه عبر الفاصل الجداري كون رخصته منتهية.
من هنا، هو فيلم طريق؛ لأن الأمر بات يتطلب رحلة بالسيارة إلى موقع بعيد لعل مصطفى ينجح في ذلك التسلل. الرحلة تحتوي على شخصيات أخرى، بينها شخصية فتاة (آنا أونتربرغر) تدعي أنها مخرجة تسجيلية ألمانية بينما تكشف الأحداث لاحقاً أنها إسرائيلية. بينما يثور بعض الركاب عليها على اعتقاد أنها جاسوسة، يدرأ مصطفى الخطر عنها مع وصول السيارة إلى الموقع الذي سيتسلل منه مصطفى وبعض الركاب إلى ذلك الجزء المتواري وراء الجدار.
هو بالفعل فيلم حميمي ودافئ، كما اتفق معظم نقاد الغرب. وهو - علاوة على ذلك - فيلم يتخذ موقعاً مختلفاً للحديث عن تبعات الوضع القائم؛ لكنه في الوقت ذاته يحتوي على ثغرات عدة في تلك الرحلة التي تستغرق أكثر من يوم في عمر الأحداث، ونحو ساعة من عمر الفيلم ذاته. هناك مساحة فارغة في بعض مرافق هذه الرحلة، وحاجة لتطوير شخصيات ثانوية تطويراً صحيحاً يرفع من قيمة وحرارة الفيلم.
علي سليمان، برهن عربياً وعالمياً عن جدارته، وهو هنا يؤكد قدرته على ترجمة مشاعره إنسانياً، وإذكاء التوتر الذي يعايشه قلقاً على حالة ابنه، كما بحسبان المخاطر التي يتعرض لها في تلك الرحلة.
- I Am Greta
- إخراج: ناتان غروسمَن
- السويد | تسجيلي (2020)
- التقييم: (**) وسط
عن ابنة الخامسة عشرة غريتا ثونبيرغ التي بدأت قبل أعوام في الجلوس أمام مبنى البرلمان السويدي وهي تحمل لافتة تدعو للحفاظ على البيئة. من ذلك الموقف المنفرد، تنطلق غريتا في حملتها بعدما تجاوبت معها جماهير غفيرة. تبعاً لذلك تلقت دعوات لزيارة رؤساء جمهورية، وإلقاء كلمة في الأمم المتحدة، وكل ذلك لم يدفع أحداً لحل معضلات التلوث كما تريد.
فيلم مهم حول الموضوع؛ لكنه لا يخلو من التبسيط والدعاية الفردية. في مواقفها رفضت غريتا تسليط الضوء الإعلامي عليها: «لأنني لست القضية»؛ لكن فيلم غروسمن يفعل ذلك عمداً.
- Redemption Day
- إخراج: هشام حجي
- الولايات المتحدة | أكشن (2020)
- التقييم: (**) وسط
فيلم آخر من تلك التي عليها أن تدور في كنف العمليات الإرهابية التي يتعرض لها أبرياء، ما يستدعي على فرد أو مجموعة القيام بمغامرة محسوبة وخطرة لإنقاذهم. ينفذ المخرج الجديد هشام حجي فيلمه بالمسطرة التقليدية، وينجح فيما يريد تحقيقه وهو مبدئي. يتابع حكاية أفراد فريق علمي خطفتهم جماعة إرهابية في المغرب ونقلتهم إلى الجزائر. على البطل (غاري دوردن) ملاحقة الإرهابيين وإنقاذ الأبرياء.
- The Dig
- إخراج: سايمون ستون
- بريطانيا | دراما (2021)
- التقييم: (***) جيد
راف فاينس رائع كالعادة في دور يجمعه وكاري موليغن، في حكاية مستوحاة من مسرحية وضعتها مويرا بوفيني قبل 13 سنة، مستوحاة بدورها من أحداث حقيقية.
إديت أرملة حديثة كانت بدأت مع زوجها الراحل مشروع التنقيب عن آثار تتناقل الأساطير وجودها في مزرعتهما. بعد وفاته ينضم إليها في المهمة عالم آثار مطرود من الجمعية، وكلاهما يواصلان الحفر بنتائج مفاجئة. يتطرق المخرج إلى جملة مواضيع اجتماعية، مع إبقاء التطور الرومانسي بين الاثنين متداولاً.
(*) لا يستحق
(**) وسط
(***) جيد
(****) ممتاز
(*****) تحفة