جنوب أفريقيا تبحث عن مخرج قبل انتهاء رئاستها للاتحاد القاري

TT

جنوب أفريقيا تبحث عن مخرج قبل انتهاء رئاستها للاتحاد القاري

قبل نحو شهر على انتهاء رئاستها للدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، تسعى دولة جنوب أفريقيا لإيجاد مخرج يُسهم في حلحلة مفاوضات «سد النهضة» المتعثرة بين مصر وإثيوبيا والسودان، والتي تجري تحت رعاية الاتحاد القاري، منذ يوليو (تموز) الماضي، دون أي توافق.
وأعربت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا عن أسفها لوصول المفاوضات إلى «طريق مسدود»، وعدم تحقيق الاختراق المأمول. وذكرت أنها سوف ترفع تقريراً إلى الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، للنظر في الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع هذه القضية في الفترة المقبلة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، أمس، إن بلاده في انتظار أن يقدم رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي تقريراً عن التطورات إلى رئيس الاتحاد الأفريقي، متهماً السودان بالمسؤولية عن تعثر الجولة الأخيرة. وذكر السفير دينا، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية، أن إثيوبيا ومصر اتفقتا على الاقتراح المقدم من قبل الاتحاد الأفريقي، بينما رفضه السودان، واقترح تعزيز اختصاصات الخبراء كشرط مسبق.
واقترح رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي أن تعقد الدول الثلاث اجتماعاً ثنائياً لمدة ثلاثة أيام مع خبراء الاتحاد الأفريقي المعينين، يليه اجتماع ثلاثي، وتقدم تقريراً بالنتيجة إلى المكتب، غير أن السودان رفض المقترح متمسكاً بتعزيز دور الخبراء كشرط مسبق.
وبررت القاهرة رفضها اقتراح السودان، بحسب وزارة الخارجية، بأن خبراء الاتحاد «غير مؤهلين فنياً وهندسياً لبلورة مثل هذا الاتفاق».
وتتطلع جنوب أفريقيا إلى أن تنهي دورتها الحالية للمنظومة القارية بحل عقدة ظلت مستعصية لأكثر من 10 أعوام؛ حيث من المنتظر أن تسلِّم جنوب أفريقيا رئاسة الاتحاد، في فبراير (شباط) المقبل، إلى الكونغو الديمقراطية؛ لكن يبدو أن الوقت لن يسعفها للحل.
ويقول اللواء محمد إبراهيم، نائب المدير العام لـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، إنه لا يرى أي دلائل حتى الآن على إمكانية أن ينجح الاتحاد الأفريقي في التوصل إلى تسوية مقبولة لهذه الأزمة، متوقعاً عودة القضية مرة أخرى إلى مجلس الأمن الذي قد يُحيل الأمر مرة أخرى للاتحاد الأفريقي، رغم أنه من الواضح عدم امتلاكه أي إمكانية لحل هذه الأزمة.
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «المفاوضات التي قادها الاتحاد الأفريقي منذ نحو 7 أشهر لم تؤدِّ إلى تحريك الموقف المتجمد، وليس هناك مجال أمام مصر سوى مزيد من التنسيق الثنائي مع السودان من جهة، والتنسيق الجماعي مع دول وأطراف أخرى من جهة ثانية، من أجل الضغط على إثيوبيا للقبول باتفاق ملزم وعادل لجميع الأطراف».
وسبق أن وجهت القاهرة، في مايو (أيار) الماضي، خطاباً إلى مجلس الأمن، طالبات فيه بممارسة مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم، إلا أن المجلس قرر منح الاتحاد الأفريقي الفرصة لحل النزاع. وتؤكد مصر عدم ممانعتها للجهود التنموية في إثيوبيا، بشرط حفظ «حقوقها المائية»، وتحقيق المنفعة للجميع، عبر التوصل إلى اتفاق «قانوني عادل وملزم» للجميع، يلبي طموحات جميع الدول في التنمية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.