إنتاج مضادات حيوية من بكتيريا النمل الأفريقي

النمل الأفريقي يحتمي بالمضادات الحيوية للبكتيريا
النمل الأفريقي يحتمي بالمضادات الحيوية للبكتيريا
TT

إنتاج مضادات حيوية من بكتيريا النمل الأفريقي

النمل الأفريقي يحتمي بالمضادات الحيوية للبكتيريا
النمل الأفريقي يحتمي بالمضادات الحيوية للبكتيريا

استخدم العلماء من مركز «جون إينيس» البريطاني، التطورات في تعديل الجينات لتحقيق زيادة قدرها عشرة أضعاف في إنتاج المضادات الحيوية من بكتيريا معزولة من النمل. وينتج المضاد الحيوي «فورميكاميسين» من «ستربتوميسيس فورميكاي»، وهي سلالة من البكتيريا الموجودة في أعشاش نوع من النمل الأفريقي يسمى «تترابونيرا بنزيغي»، حيث يستخدم النمل البكتيريا المنتجة للمضادات الحيوية لحماية نفسه.
واكتشف العلماء خلال السنوات العشر الماضية الإمكانيات الكبيرة للمضاد الحيوي «فورميكاميسين» على نطاق المعمل، حيث كان فعالاً في مقاومة المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، وهي عدوى بكتيرية خطيرة، ولكن كانت هناك صعوبة في التقدم نحو التجارب السريرية، لأن بكتيريا «ستربتوميسيس فورميكاي» تنتج المضادات الحيوية بكميات صغيرة فقط، غير ملائمة للإنتاج التجاري الكبير، وهي المشكلة التي نجح علماء مركز «جون إينيس» في حلها خلال الدراسة التي نُشرت أول من أمس، في دورية «سيل كيميكال بيولوجي».
واستخدم باحثو المركز تكنولوجيا تحرير الجينات (كريسبر- كاس 9) لإنشاء سلالة جديدة من البكتيريا تفْرط في إنتاج المضادات الحيوية، بمقدار يفوق البكتيريا غير المعدلة جينياً عشرة أضعاف، وحددوا في البداية عن طريق تسلسل الحمض النووي، مجموعة الجينات التخليقية الحيوية للمضاد الحيوي (فورمايسين)، والتي تتكون من 24 جيناً ويتم التحكم فيها من خلال نشاط ثلاث منظمات رئيسية.
وباستخدام تقنية (كريسبر- كاس 9) أجروا تعديلات في الجينات التنظيمية قادت إلى زيادة كمية المضادات الحيوية التي تم إنتاجها.
ويقول مات هاتشينغز، أحد الباحثين الرئيسيين بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمركز «جون إينيس»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «لا يزال هناك الكثير لنتعلمه وقد نتمكن مستقبلاً من زيادة الإنتاج أكثر من معدل عشرة أضعاف».
ويضيف: «سوف نستخدم السلالة المفْرطة الإنتاج، لإجراء تعديلات أخرى، وهذا أمر حيوي من أجل تطوير إنتاج المضادات الحيوية منها، لا سيما أنها أظهرت كفاءة مع الجراثيم الخارقة مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)».
ويوضح ريبيكا ديفين، الباحث المشارك بالدراسة، أن نصف المضادات الحيوية المعروفة تم عزلها من عائلة بكتيريا (ستربتوميسيس) التي تنتمي لها السلالة المنتجة للمضاد الحيوي «فورميكاميسين»، غير أن تشكيل الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية المستخدمة منذ أكثر من 60 عاماً، يتطلب دوماً البحث عن أنواع جديدة، وهذه قيمة ما فعله الفريق البحثي في الدراسة الجديدة.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».