السودان: عبور طائرة حربية إثيوبية الحدود «تصعيد خطير وغير مبرر»

معسكر للاجئين الإثيوبيين في قضارف السودانية على الحدود مع إثيوبيا (أ.ف.ب)
معسكر للاجئين الإثيوبيين في قضارف السودانية على الحدود مع إثيوبيا (أ.ف.ب)
TT

السودان: عبور طائرة حربية إثيوبية الحدود «تصعيد خطير وغير مبرر»

معسكر للاجئين الإثيوبيين في قضارف السودانية على الحدود مع إثيوبيا (أ.ف.ب)
معسكر للاجئين الإثيوبيين في قضارف السودانية على الحدود مع إثيوبيا (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات السودانية اليوم أن طائرة حربية إثيوبية عبرت الحدود بين البلدين، في «تصعيد خطير وغير مبرر»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
يأتي ذلك فيما وصل رئيس هيئة الأركان بالجيش السوداني الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين وعدد من كبار قادة الجيش السوداني إلى الشريط الحدودي لتفقد الخطوط الأمامية، وذلك بعد مقتل ست نساء وطفل على يد ميليشيات إثيوبية أول من أمس الاثنين.
ونقل موقع «سودان تريبيون»، اليوم الأربعاء، عن مصادر عسكرية موثوقة القول إن «رئيس هيئة الأركان وعدداً من كبار قادة الجيش، وصلوا إلى الشريط الحدودي». وأشارت إلى أن رئيس هيئة الأركان تفقد الخطوط الأمامية للجيش السوداني في الشريط الحدودي، كما تلقى تنويراً من قائد الفرقة الثانية مشاة بالقضارف اللواء ركن حيدر الطريفي عن الأوضاع.
وأكدت المصادر أن زيارة رئيس هيئة الأركان ستمتد حتى السبت المقبل.
ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه وكالة السودان الرسمية (سونا) عن تحطم طائرة مروحية عسكرية بعد إقلاعها من مطار ود زايد بولاية القضارف، حيث حاول الطاقم الهبوط مرة أخرى إلا أن الطائرة ارتطمت بالأرض واشتعلت النيران فيها ونجا الطاقم المكون من ثلاثة أفراد.
وأعاد الجيش السوداني منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي انتشاره في منطقتي الفشقة الصغرى والكبرى، وقال لاحقاً إنه استرد أراضي من مزارعين إثيوبيين كانوا يفلحونها تحت حماية ميليشيات إثيوبية منذ عام 1995.
وبسبب النزاع المستمر منذ عقود على الفشقة، وهي أرض ضمن الحدود الدولية للسودان يستوطنها مزارعون من إثيوبيا منذ وقت طويل، اندلعت اشتباكات بين قوات البلدين استمرت لأسابيع في أواخر العام الماضي.
وتتهم الخارجية الإثيوبية القوات المسلحة السودانية بتأجيج الأوضاع على الحدود بالتوغل في الآونة الأخيرة في الأراضي الإثيوبية واحتلال أراضيها الزراعية.
وكان تقرير إخباري، قد أفاد أمس الثلاثاء، بأن قوات إثيوبية مسلحة شنت أمس هجوماً على منطقة «اللية» بمحلية القرّيشة داخل الحدود السودانية بعمق خمسة كيلومترات في أراضي الفشقة، ما أدى لمقتل خمسة نساء وطفل وفقدان امرأتين.
ونقل موقع «سودان تريبيون» عن مصادر مطلعة أن الهجوم وقع أثناء عمليات حصاد الذرة بالشريط الحدودي، ما أدى إلى تدخل الجيش السوداني وتمشيط المنطقة وملاحقة القوات الإثيوبية. وأفادت بأن القوة الإثيوبية نصبت كميناً كان يستهدف الجيش السوداني بتمركز قناصة ببنادق آلية أعلى أشجار كثيفة لكن الكمين راح ضحيته مدنيون.
وفي سياق متصل، أدانت وزارة الخارجية السودانية الهجوم الذي وقع في القريشة بشرق السودان وأشارت في بيان صحافي أن ذلك الحادث المؤسف وقع بالتحديد بين قريتي ليّة وكولي الواقعتين بمنطقة الفشقة على بعد خمسة كيلومترات من الحدود مع إثيوبيا.
وأكد البيان «أن الوزارة تدين بأقوى العبارات هذا العدوان الغاشم، وتستنكر استهداف المدنيين العزل، فإنها تناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية إدانة هذه الأعمال الإجرامية والمطالبة بإيقافها فوراً، وتتقدم بصادق التعازي والمواساة للأسر المكلومة لضحايا هذا الاعتداء».
ووقع الهجوم بعد يوم من مناوشات دارت ليل أول من أمس الأحد بمنطقة «ود كولي» الحدودية تمكنت خلاله القوات السودانية من صد هجوم إثيوبي.



في خضم المعارك ضد «الفصائل»... الأسد يصدر مرسوماً بإضافة 50 % إلى رواتب العسكريين

صورة للرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق (أ.ف.ب)
صورة للرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق (أ.ف.ب)
TT

في خضم المعارك ضد «الفصائل»... الأسد يصدر مرسوماً بإضافة 50 % إلى رواتب العسكريين

صورة للرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق (أ.ف.ب)
صورة للرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق (أ.ف.ب)

أوعز الرئيس السوري بشار الأسد، (الأربعاء)، في مرسوم رئاسي، بإضافة نسبة 50 في المائة إلى رواتب العسكريين، في خطوة تأتي في خضم تصدي قواته لهجمات غير مسبوقة تشنها فصائل مسلحة في شمال محافظة حماة.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، نشرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» نص المرسوم الذي يفيد بـ«إضافة نسبة 50 في المائة إلى الرواتب المقطوعة النافذة بتاريخ صدور هذا المرسوم... للعسكريين»، ولا تشمل الزيادة مَن هم في الخدمة الإلزامية أو المتقاعدين.

وجاء ذلك في وقت يخوض فيه الجيش السوري مواجهات شرسة ضد الفصائل المسلحة، تقودها «هيئة تحرير الشام»، جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بـ«تنظيم القاعدة»، في ريف حماة الشمالي، لصد محاولات تقدمها إلى مدينة حماة. وكانت الفصائل المسلحة تمكنت من السيطرة على غالبية أحياء مدينة حلب، التي باتت بكاملها خارج سيطرة الجيش السوري للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في عام 2011. واستنزفت الحرب عديد وعتاد الجيش السوري الذي خسر في سنوات النزاع الأولى، وفق خبراء، نصف عديده الذي كان مقدراً بـ300 ألف، جراء مقتلهم في المعارك أو فرارهم. ويضمّ الجيش السوري إجمالاً ثلاث مجموعات رئيسة، وهم: المتطوعون في السلك العسكري، وهم المستفيدون من مرسوم الأسد، والملتحقون بالخدمة العسكرية الإلزامية، والمكلفون بالخدمة الاحتياطية. وكان الجيش السوري أعلن في يوليو (تموز) أنه يعتزم تسريح عشرات الآلاف من الخدمة الاحتياطية حتى نهاية العام الحالي، ومثلهم العام المقبل. وجاء التصعيد العسكري غير المسبوق وهو الأعنف منذ سنوات، بعد أكثر من 13 عاماً على بدء نزاع مدمر استنزف مقدرات الاقتصاد، وانهارت معه العملة المحلية، وبات أكثر من ربع السوريين يعيشون في فقر مدقع، وفق البنك الدولي. ولطالما شكّل الالتحاق بالخدمتين الإلزامية والاحتياطية هاجساً رئيساً لدى الشباب السوريين الذين يرفضون حمل السلاح، خصوصاً بعد اندلاع النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وأسفر عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.