علماء يحددون الحركة الخامسة للثعابين

الثعبان البنيّ
الثعبان البنيّ
TT

علماء يحددون الحركة الخامسة للثعابين

الثعبان البنيّ
الثعبان البنيّ

منذ ما يقرب من 100 عام، صُنفت جميع حركات الثعابين تقليدياً إلى أربعة أوضاع، وهي «تموج مستقيم» و«جانبي» و«انحراف جانبي» و«المطوية» (كونسرتينا)، ولكن باحثين أميركيين نجحوا في اكتشاف حركة خامسة في جزيرة غوام الأميركية، وُثقت في دراسة نشرت أول من أمس بدورية «كرنت بيولوجي».
وتعاني جزيرة غوام الأميركية من انتشار نوع من الثعابين يسمى «الثعابين البنية»، التي تسببت في اختفاء معظم طيور الغابات المحلية في جزيرة غوام، باستثناء عدد قليل نسبياً من طائر «الزرزور الميكرونيزي»، الذي يؤدي وظيفة بيئية مهمة من خلال تشتيت الفاكهة والبذور التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على غابات غوام.
وفي إطار مشروع بحثي مشترك بين جامعتي ولاية كولورادو وسينسيناتي الأميركيتين، لإيجاد الحلول لحماية أعشاش هذه الطيور، استخدم الفريق البحثي حاجزاً معدنياً أملس بطول ثلاثة أقدام لمنع الثعابين من التسلق إلى أعشاش الطيور، معتقدين أن الأوضاع الأربعة لحركة الثعابين لا تمكنهم من اجتياز هذه الحواجز، لكنهم اكتشفوا أن هذا الحاجز لا يشكل عقبة أمام الثعابين، التي فاجأتهم بحركة خامسة مكنتها من اجتيازه.
كانت الحركة الخامسة هي قيام الثعبان بلف جزء من جسده حول الأسطوانة بشكل يشبه الحبل الشوكي، ثم يدفع جسده لأعلى.
ويقول توم سيبرت الباحث في جامعة كولورادو، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، «اعتقدنا في البداية، نجاح الحاجز، ثم رأينا الثعبان يفاجئنا بهذه الحركة الجديدة لأول مرة».
ويضيف: «كدت أسقط من مقعدي عندما لاحظت هذا الشكل الجديد من الحركة لأول مرة، لقد شاهدت فيديو يوثقها حوالي 15 مرة، لقد كانت صدمة، فلا يوجد أي زاحف يمكن مقارنته بقدرة هذا الثعبان على التسلق».
وتتسلق الثعابين عادة أغصاناً شديدة الانحدار أو أنابيب باستخدام حركة تسمى حركة «كونسرتينا»، حيث ينحني الثعبان جانباً للاستيلاء على منطقتين على الأقل، ولكن مع الحركة الجديدة يستخدم الثعبان منطقة إمساك واحدة، وهذا يتطلب جهداً بدنياً أكثر من طرق التسلق الأخرى.
ورغم أن الثعابين البنية يمكنها التسلق باستخدام هذا الوضع، فإن ذلك يدفعها إلى بذل أقصى طاقتها لتتوقف بعدها لفترات طويلة للراحة، وفق سيبرت.



البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
TT

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)

تعُدّ محيطات الأرض، في بعض جوانبها، غريبة علينا مثلها في ذلك مثل الأقمار البعيدة داخل نظامنا الشمسي، حسب موقع «سي إن إن».
وتغطي المسطحات المائية الشاسعة أكثر عن 70 في المائة من سطح كوكب الأرض، وتشمل مناطق غامضة مثل «منطقة الشفق»، حيث يزدهر عدد استثنائي من الأنواع التي تعيش بمنأى عن متناول ضوء الشمس. وقد غامر عدد قليل من الباحثين بخوض غمار مثل هذه المناطق المبهمة.
عندما غاص العلماء في منطقة الشفق والمنطقة القائمة فوقها مباشرة في السنوات الأخيرة، عثروا على أسماك ملونة.
واليوم، تساعد ابتكارات تكنولوجية جديدة العلماء على كشف اللثام عن هذا النظام البيئي الصغير الذي جرى استكشافه في أعماق البحار في خضم عالم سريع التغير.
ويأمل الباحثون في تسليط الضوء على الحياة البحرية الخفية من خلال مشروع طموح يسمى «إحصاء المحيطات».
وتسعى المبادرة العالمية للعثور على 100.000 نوع غير معروف من الأحياء على امتداد السنوات العشر المقبلة. وفي الوقت الذي يعتقد علماء أن 2.2 مليون نوع بحري موجود في محيطات الأرض، فإن تقديراتهم تشير إلى عثورهم على 240.000 نوع فقط، حسب «إحصاء المحيطات».
من ناحية أخرى، من شأن تحديد الأنواع الجديدة تمكين أنصار الحفاظ على البيئة من إيجاد طرق لحمايتها، في خضم التغييرات التي تطرأ على الأرض بسبب أزمة المناخ.
ويحذر العلماء من أن أزمة المناخ ربما تقلل الأنواع الحية داخل «منطقة الشفق» بما يتراوح بين 20 في المائة و40 في المائة قبل نهاية القرن. وإذا لم تفلح جهود كبح جماح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن التعافي قد يستغرق آلاف السنوات.
ومن ناحيتها، تنقلنا الصور والأفلام الوثائقية إلى عالم مذهل بصرياً لمملكة الحيوانات. ومع ذلك، فإن الأصوات مثل نقيق الطيور تشكل المفتاح لفهمنا لكيفية عيش الكائنات المختلفة.
جدير بالذكر أن أول تسجيل منشور لحيوان صدر عام 1910 من جانب شركة «غراموفون المحدودة»، الأمر الذي سمح للناس بالاستماع إلى شدو طائر عندليب في المنزل.
ويعد هذا التسجيل واحداً من أكثر من 250.000 قطعة أثرية ضمن مجموعة الحياة البرية بحوزة المكتبة البريطانية بلندن، التي تقيم معرضاً جديداً بعنوان «الحيوانات: الفن والعلم والصوت».