«اجتماع القاهرة» يدعو لاستئناف «فوري» للمحادثات الفلسطينية ـ الإسرائيلية

بحضور وزراء خارجية مصر والأردن وفرنسا وألمانيا

وزراء خارجية فرنسا ومصر والأردن وألمانيا خلال مؤتمر صحافي بالقاهرة أمس (إ.ب.أ)
وزراء خارجية فرنسا ومصر والأردن وألمانيا خلال مؤتمر صحافي بالقاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

«اجتماع القاهرة» يدعو لاستئناف «فوري» للمحادثات الفلسطينية ـ الإسرائيلية

وزراء خارجية فرنسا ومصر والأردن وألمانيا خلال مؤتمر صحافي بالقاهرة أمس (إ.ب.أ)
وزراء خارجية فرنسا ومصر والأردن وألمانيا خلال مؤتمر صحافي بالقاهرة أمس (إ.ب.أ)

دعا وزراء خارجية مصر، والأردن، وفرنسا وألمانيا، خلال اجتماع في القاهرة، أمس، إلى «الاستئناف الفوري للمحادثات» الفلسطينية - الإسرائيلية، منوهين بأن «تسوية الصراع على أساس حل الدولتين مطلب لا غنى عنه لتحقيق سلام شامل في المنطقة».
وعبر بيان مشترك، أكد الوزراء «التزامهم بحل الدولتين القائم على ضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على أساس خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وقرارات مجلس الأمن الدولي؛ التي من شأنها أن تُفضي إلى العيش إلى جانب إسرائيل آمنة ومعترف بها». كذلك شددوا على «ضرورة الحفاظ على تكوين وطابع ووضعية الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، وأهمية التمسك بالوضع التاريخي والقانوني القائم للأماكن المقدسة في القدس».
ويأتي اجتماع وزراء الدول الأربع بعد أقل من أسبوع على مباحثات هاتفية، أجراها وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيريه الفلسطيني رياض المالكي، والإسرائيلي غابي أشكينازي، وضمن سياق مساعٍ مصرية برعاية دولية لاستئناف «مباحثات السلام» في الشرق الأوسط.
وتطرق البيان المشترك إلى «دور الولايات المتحدة في السياق (مباحثات السلام)، وأعربوا عن استعدادهم للعمل مع واشنطن من أجل تيسير المفاوضات التي تؤدي إلى سلام شامل وعادل ودائم في المنطقة، على أساس المحددات المعترف بها دولياً، ومن أجل إعادة إطلاق عملية سلام ذات مصداقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وفيما بدا محاولة لتهيئة الأجواء لنجاح مساعيهم، أكد الوزراء ضرورة «امتناع الأطراف ذات الصلة عن أي إجراءات أحادية الجانب تقوض من مستقبل التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع، وجددوا الدعوة إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، بهدف الوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك بالقدس الشرقية، واتفقوا أيضاً على أن بناء وتوسيع المستوطنات ومصادرة المباني والممتلكات الفلسطينية، كل ذلك يُعد انتهاكاً للقانون الدولي يقوض من إمكانية حل الدولتين».
كما حظيت اتفاقات السلام الموقعة أخيراً بين دول عربية وإسرائيل، بجانب من مباحثات الوزراء، الذين «أكدوا أهمية أن تُسهم الاتفاقات، في حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين وبما يُحقق السلام الشامل والدائم». وتعهد الوزراء كذلك بدعم «جهود مصر والرامية لإنهاء الانقسام بين الفلسطينيين»، مرحبين بـ«التطورات الأخيرة ذات الصلة بجهود تحقيق المصالحة الفلسطينية، ورحبوا باستعداد السلطة الفلسطينية لإجراء الانتخابات المقبلة».
وخلال مؤتمر صحافي في أعقاب الاجتماع، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن «مصر تؤمن أنه لا سبيل لتحقيق السلام في المنطقة إلا عبر التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية»، وقال إن «مصر تلتزم بشكل كامل ببذل كل الجهود لتحقيق هذا الهدف»، مشيراً إلى الاتصالات التي أجراها خلال الفترة الماضية مع نظيريه الفلسطيني والإسرائيلي. وأشار إلى أن مصر «تتطلع للعمل مع الولايات المتحدة وكل الشركاء الإقليميين والدوليين والرباعية الدولية لتحقيق هذا الهدف». وأضاف شكري أن «الموقف المصري من محددات التسوية ثابت ولم يتغير، فتسوية القضية وفق حل الدولتين، وبما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المتصلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو موقف مصري مستقر على مدى عمر القضية. وتؤمن مصر تماماً بأن تحقيق ذلك يجب أن يحدث دون الإخلال بأمن دولة إسرائيل، فوجود دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة إلى جانب دولة إسرائيل آمنة هو الضمانة الرئيسية لتحقيق الاستقرار في منطقتنا».
وانتقد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، خطط الحكومة الإسرائيلية لبناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة، قائلاً إن هذه الخطوة «تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي». وتابع بقوله: «مثل هذه الإجراءات لا تخلق بيئة تدفع قدماً نحو استئناف المفاوضات».
بدوره، أعرب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، عن تخوفه من «ألا تكون عملية السلام في الشرق الأوسط، على رأس أولويات الإدارة المقبلة في واشنطن»، لافتاً إلى أن «الفترة المقبلة ستشهد إجراء الانتخابات الإسرائيلية وأيضاً انتخابات فلسطينية، وبالتالي نتوقع أن يتم اتخاذ خطوات خلال النصف الثاني من العام الحالي». أما وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، فشدد على الرغبة «لأن نقيم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة والتنسيق فيما يتعلق بعملية السلام، ومجموعاتنا أكدت ضرورة تحريك عملية السلام». وأكد أن الاستيطان يخالف القانون الدولي، وإذا استمر «فسوف يقوّض إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وبالتالي نحن نطالب دائماً إسرائيل بالتوقف عن بناء المستوطنات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.