«أمل» ترد على باسيل: ليس البرلمان من يُسأل

TT

«أمل» ترد على باسيل: ليس البرلمان من يُسأل

ردت «حركة أمل»؛ التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس (الاثنين)، على تصريح رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من غير أن تسميه، مذكرة إياه بأن البرلمان أقر 55 قانوناً إصلاحياً «وليس هو مَن يُسأل عن عدم إصدار المراسيم التطبيقية لعشرات القوانين التي أُقرت ولم يُعمل بها».
وكان باسيل لمح، أول من أمس (الأحد)، في مؤتمره الصحافي الذي عقده، إلى تقصير مجلس النواب في إصدار قوانين إصلاحية، كما طرح ملف تعديل النظام السياسي، وانتقد من يختصرون الأزمة في قطاع الكهرباء، عادّاً أنه استهداف للتيار. وكان باسيل سأل عن أسباب عدم إنجاز وإصدار قوانين إصلاحية موجودة في مجلس النواب وهي مطلوبة من المجتمع الدولي وبالمبادرة الفرنسية، ورأى أن الأسباب تتمثل في أنه «ما من نية وإرادة للإصلاح».
وقال المكتب السياسي لـ«الحركة»، في بيان أصدره أمس، إن «أزمة لبنان وتعثر الإصلاح ومحاربة الفساد ليست في الميثاق والدستور الذي لم ينفذ، ولا في المجلس النيابي الذي قام بواجبه كاملاً»، عادّاً أنه لو طُبقت معظم القوانين التي أقرها البرلمان وكان لكتلة «التنمية والتحرير» ورئيسها دور أساسي فيها؛ «لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم».
وشدد بيان المكتب السياسي لـ«أمل» على أن «المجلس النيابي لا يُسأل عن عدم تثبيت مأموري الإحراج ومتطوعي الدفاع المدني ورجال الإطفاء والناجحين في مجلس الخدمة المدنية، ومعروف من وقف حائلاً دون إنصاف هؤلاء» في إشارة إلى باسيل. وأضاف: «المجلس النيابي لا يُسأل عن موضوع الكهرباء وعرقلة تعيين الهيئة الناظمة لهذا القطاع الذي تسبب بتكبيد خزينة الدولة أكثر من نصف الدين العام، ولو عينت هذه الهيئة قبل 14 سنة من الآن لما كان أحدهم قد توجه باتهامك أو اتهام غيرك».
وسألت «أمل»: «لماذا لا تشكل حكومة مهمة قادرة وفي أسرع وقت»، معلنة أن «الحل هو الدولة المدنية والتخلص من النظام الطائفي والانتقال من دولة المحاصصة إلى دوله المواطنة». وقال المكتب السياسي لـ«الحركة»: «مَن يجب أن يُسأل عن عدم التجرؤ على الإقدام على هذه الخطوة هو نفسه من يقبل بهذا الشعار الذي نحن من رفعناه أصلاً، ويمارس نقيضه في الحياة السياسية والوطنية»، داعياً إلى «إقرار قانون انتخابي موحد، وهو حاضر في المجلس النيابي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية، أو على أساس خمس أو ست دوائر كحد أقصى، بالتوازي مع إنشاء مجلس للشيوخ يحفظ حقوق الطوائف ودائماً على أساس النسبية».
وفي رد على طرح باسيل لتطبيق «اللامركزية الإدارية»، قالت «أمل» إنها «مطلب للجميع، لكن بشرط أن ترسخ أن لبنان واحد موحد خارج مشاريع التقسيم أو الفدرلة». وذكرت بأن «لبنان لا يحتاج إلى تجييش طائفي أو مذهبي؛ لبنان يحتاج في هذه المرحلة إلى شد العصب الوطني والإقلاع عن سياسة الاختباء وراء هواجس غير موجودة إلا في مخيلة البعض. كما أن لبنان يحتاج إلى ترسيخ القناعة عند الجميع بأنه كان وسيبقى ويجب أن يبقى وطناً نهائياً لجميع أبنائه».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.