فيما وصفه مراقبون بأنه «تحرك مهم للمساهمة في التصدي للأفكار والآراء (المتشددة) على بعض مواقع التواصل الاجتماعي»، تدرب مصر أئمة ودعاة لـ«التعامل مع الفضاء الإلكتروني». وتؤكد وزارة الأوقاف المصرية أنه «ينبغي على الإمام الإحاطة بالتقنيات الحديثة، للاستفادة منها، والاحتراز من مخاطرها، وكذلك مواجهة عناصر (جماعات العنف) التي تنشر على بعض مواقع التواصل، وتستخدم (صفحات وحسابات إلكترونية مجهولة) لنشر الفوضى والأفكار المتطرفة، فضلاً عن سعى هذه الجماعات لتجنيد الشباب».
وسبق أن وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ«تطوير برامج تدريب الأئمة والواعظات في مصر، وإيلاء أهمية لتضمين تلك البرامج وسائل الدعوة الحديثة والدراسات الإنسانية، لصقل قدرات الأئمة، وتعظيم مهاراتهم في التواصل».
وتناشد «الأوقاف المصرية» من وقت لآخر الخطباء والأئمة بضرورة «تحري أقصى درجات الحيطة فيما ينشرون أو يشاركون على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، أو ما يعلقون به على صفحات الآخرين». كما تدعوهم إلى «عدم الخوض في مساجلات، لا تتسق وشخصية الإمام أو الخطيب، عبر حساباتهم الشخصية».
وأطلقت «الأوقاف» في يناير (كانون الثاني) عام 2019 أكاديمية لتدريب وتأهيل الأئمة وإعداد المدربين من داخل مصر وخارجها. وأكدت «الأوقاف» حينها أن الأكاديمية «ترجمة عملية لما طلبه الرئيس السيسي من ضرورة تكوين رجل الدين المثقف المستنير». وانطلق أخيراً بالأكاديمية تدريب آخر لتأهيل الأئمة والدعاة، معرفياً وثقافياً، للمساهمة في «(تفنيد الشبهات) والتصدي لأصحاب الفكر المتطرف».
في غضون ذلك، وقّعت «الأوقاف» وجامعة الأزهر، أمس، برتوكول تعاون لعقد «برامج تدريبية للأئمة والواعظات بجامعة الأزهر»، تتضمن دورات في «اللغة العربية، والإرشاد النفسي، وأساسيات علم الاجتماع، وبناء المهارات الإعلامية، وتقييم المسابقات الخطابية والثقافية والبحثية».
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، خلال توقع البرتوكول مع الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أمس، إن «توقيع البروتوكول يأتي في إطار سلسلة متتابعة من البروتوكولات مع عدد كبير من الجامعات المصرية»، لافتاً أن «هذه البروتوكولات تهدف إلى الدمج والتواصل المجتمعي للأئمة والواعظات مع مختلف مؤسسات المجتمع العلمية والثقافية والمدنية، بما يسهم في اتساع المدارك الحياتية للعاملين في الحقل الدعوي، ويسهم في التعرف عن قرب عن مدى الرؤية العصرية التي وصل إليها مستوى الأئمة والواعظات، وإبراز صوت وصورة الإسلام الوسطي السمح، من خلال الفكر (المتفتح المستنير) الذي يتسم به هؤلاء الأئمة والواعظات».
تدريب أئمة بمصر على «التواصل الاجتماعي»
للمساهمة في التصدي للأفكار والآراء «المتشددة»
تدريب أئمة بمصر على «التواصل الاجتماعي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة