حين ينسحب الشعراء من المسرح

عشرات من الأسماء بدأت بالكتابة لكنها ذوت فجأة

رشيد ياسين - بدر شاكر السياب - عبد الرزاق عبد الواحد - رحيم العكيلي
رشيد ياسين - بدر شاكر السياب - عبد الرزاق عبد الواحد - رحيم العكيلي
TT
20

حين ينسحب الشعراء من المسرح

رشيد ياسين - بدر شاكر السياب - عبد الرزاق عبد الواحد - رحيم العكيلي
رشيد ياسين - بدر شاكر السياب - عبد الرزاق عبد الواحد - رحيم العكيلي

يُروى أن أبا العلاء المعري كان له مجلسٌ أدبي في بغداد، يرتاده مئات الشعراء، وكل شاعر يتأبط ديوانه، ولكنما بعد سنوات طويلة لم تستطع الذاكرة الشعرية أن تحتفظ بشاعرٍ واحد من هذا المجلس، وبقي المعري وحده فيه، حيث لم يكن بمقدور غربال الزمن أن يغربل شعر المعري، أو اسمه، أو قلقه، فيسقط منسياً، إنما بقي على عناد الذاكرة الشعرية الصعبة، وقبل المعري هناك المتنبي العظيم، الذي يُروى أيضاً أن مجلس سيف الدولة الحمداني كان يغص بالشعراء، فالعشرات والمئات منهم كانوا يموجون ويروجون في مجلسه، ولكن بعد سنوات لم يبق غير المتنبي راسخاً في وجدان الذاكرة، وطرياً حتى هذه اللحظة.
إن هناك نماذج كثيرة في خارطة الشعر العربي تُشبه هذين النموذجين في البقاء والخلود ومقاومتهم للزمن، وبهذا المدخل أردت الحديث عن الشعرية العراقية، ومدى إمكانية الشعراء في الصمود والبقاء في محنة الشعر، منذ النصف الثاني من القرن العشرين على أقل تحديد، وظهور فكرة الأجيال الشعرية وصراعات الحداثة والتجاوز، فقد تخبرنا سرديات الأدب من خلال تفوهات الشعراء، ومن خلال المدونات الموجودة لدينا، ولدى كثيرين أن أعداداً كبيرة وكثيرة من الشعراء تظهر في كل حقبة زمنية، وتستمر لسنوات بسيطة، ولكنها تختفي فيما بعد، وما يتبقى من هذه الحقبة أو الجيل الشعري إلا شعراء لا يتجاوزون أصابع اليد، أو اليدين على أكبر تقدير، هذا الكلام أسوقه بعد أن جمعتني بالقاضي رحيم العكيلي سهرة مع أصدقاء مثقفين، فقرأنا شعراً، فيما سمعنا قصيدة لرحيم العكيلي، فاستغربنا أن القاضي الحاد الملامح، والصارم، كان يكتب شعراً، وشعراً حديثاً معتمداً التفعيلة، وفيه مستوى رائع من النضج، فقلتُ له متى كتبتَ هذه القصيدة؟ فقال في عام 1986 أيام دراسته القانون، ومن بعدها أخذته الدراسة، ومن ثم إكماله الدراسة في معهد القضاء العالي، وكذلك العمل في هذا السلك القضائي، فنسي، أو تناسى الشعر، لتأخذه الحياة إلى مسلك آخر بعيد كل البعد عن الشعر.
ماذا لو استمر رحيم العكيلي في كتابة الشعر؟ هل سنربحه شاعراً جيداً ونخسره قاضياً عادلاً؟ أم أن بقاءه في القضاء أفضل للعدالة من بقائه في الشعر؟ والسؤال الذي بقي يراودني كيف يستطيع الشاعر أن يقتل شيطان الشعر الصغير الذي ولد معه، واقترن به في لحظة من اللحظات؟ كيف يتخلى الشاعر عن كم الموسيقى التي تحتل رأسه في الليل والنهار؟ وكيف يمكن للقصيدة أن تنسحب بهدوء دون أن تثير ضجة حولها أو تصرخ عالياً حين يسحبونها من روح الشاعر، وإلى أين ستذهب هذه القصيدة؟ وكأنها جنين يُجهض في الليل، هذه الطريقة في التعامل مع الشعر ذكرتني بسلالة الشعر العراقي وحقبه الكثيرة، فقد ذكر لنا مرة الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد أن السياب جاء به إلى المقهى وكان ذلك بداية الخمسينيات، وقد كان من ضمن الشعراء الجالسين في المقهى رشيد ياسين وكاظم جواد، حيث عرف السياب بعبد الرزاق، إذ لم يكن معروفاً ككاظم أو رشيد، وطلبوا منه أن يقرأ شعراً، يقول عبد الرزاق إن الجالسين لم يتفاعلوا معي، وكان رشيد ياسين أكثرهم خشونة معي، ولكن بعد سنوات خمس أصدر عبد الرزاق ديوانين وعُرف في الأوساط الشعرية كشاعرٍ مكرس، وأصبح صديقاً حميماً لـرشيد ياسين، يقول عبد الرزاق إنهما كانا يتمشيان هو ورشيد على جسر الأحرار ببغداد، فقال له رشيد: تذكر يا عبد الرزاق يوم جاء بك السياب إلى المقهى قبل سنوات، وقرأتَ لنا شعراً، بعدها غادرت، كنتُ أقول للجميع إن هذا الشخص كان عليه أن يشتغل «قصاباً» أولى به من كتابة الشعر، لأنه لا يصلح أن يكون شاعراً، فضحك عبد الرزاق وقال لرشيد ياسين كما روى لنا عبد الرزاق: «كنتُ أركض فلا أراكم، أسرعتُ من ركضي فرأيتُ غبار خيولكم، وبعد أشهر بدأتُ أراكم بشكل جيد، ومرتْ سنتان، فإذا بي أركض معكم في نفس المضمار، أما الآن فإني ألتفتُ خلفي، فلا أرى أحداً منكم»، يقول عبد الرزاق ما إنْ أكملتُ جملتي الأخيرة حتى أمسك بي رشيد ياسين وأقسم أن يرميني من على جسر الأحرار بنهر دجلة، لولا تمسكي بالسياج الحديدي للجسر. وبالفعل استطاع عبد الرزاق أن يستمر شعرياً فيما اختفى صوت رشيد ياسين، وليس له تأثير بمجمل الشعرية العراقية رغم وعيه العالية وثقافته الموسوعية، وكذلك كاظم جواد، الصوت المثقف في جيله الخمسيني، الذي يصفه السياب بأنه سيكون من أكبر الشعراء، ولكنه للأسف لم يستطع أن يواصل المشوار، واكتفى بمجموعة شعرية واحدة (من أغاني الحرية) فيما كان صوته الأعلى بين أبناء جيله، شاعراً ومترجماً ومثقفاً.
إن أمثال كاظم جواد العشرات من الأسماء الشعرية التي تظهر في بداية حركة أي جيل، حيث يُعرفون على نطاق واسع، ولهم حضور فاعل في الوسط، وفي كتابة الشعر، ونشره، ولكن يبدو أن لهم صلاحية محددة تنتهي بسنوات قليلة جداً، رغم أن البعض منهم يمتلك موهبة ممتازة، وربما هناك أسباب موضوعية تمنع الشاعر من التواصل، كالسجن أو النفي، خصوصاً في فترة الصراعات الآيديولوجية، وتكميم الرأي، والبعض منهم من أكلته الحروب، وأنهكته الحياة، وهناك من أخذته متاعب الأيام فسلك طرقاً أخرى، وترك الشعر وراء ظهره، والبعض منهم عُرفوا بتوقيعهم على بيانات شعرية تدعو لحداثة القصيدة، كما حدث مع عبد الحسين صنكور، الذي اختفى اسمه شعرياً من الوسط الثقافي، فيما بقي توقيعه حياً على بيان القصيدة اليومية، فكيف من كان مهموماً بتحديث القصيدة أن يكتفي بالتلصص على التجارب الشعرية من بعيد وينظر لها وهي تتفتح دون أن تكون له يدٌ بسقي بعض منها، فأين يختفي ذلك الشغف من روح الشاعر في الكتابة؟ أو الحضور في مهرجان؟ أو السفر من بلد إلى بلد آخر لقراءة قصيدة واحدة؟
إن هذه الظاهرة تنتشر في معظم الأجيال والحقب الشعرية، أما جيلنا التسعيني فتبدو عليه بشكل واضح ربما لمعرفتنا المباشرة بالأسماء الشعرية، لأن هناك العشرات من الأسماء التي بدأت بالكتابة أوائل التسعينيات، وانهمكت بالشعر كثيراً، وبالكتابة، واللقاءات، والنشر، والمهرجانات، ولكنها فجأة تذوي (كما تذوي الزنابق في التراب) كما يقول عبد الوهاب البياتي، فمثلاً كان الشاعر عباس دعدوش واحداً من بين أكثر أبناء جيلنا ــ وهو يكبرنا بعشر سنوات تقريباً ــ ولكننا كنا معاً، وهو دائم الحركة والقراءة، وله علاقات مع كبار الشعراء في البلد، وطبع على ما أذكر عملاً واحداً، ولكنه اختفى فجأة من الشعر، وحين نسأل عنه يقولون إنه ترك الشعر نهائياً، أين ذهب صخب عباس دعدوش وجنونه؟ ومثله كثيرون من أبناء جيلنا كالشاعر علي محمد سعيد الذي بدأ شاعراً وانتهى مخرجاً أو عباس فاضل عبد الذي أخذه الإخراج والتلفزيون أيضاً، وكذلك الشاعر الطبيب فائز يعقوب الحمداني الذي كان شغوفاً بالشعر، ولكنه الآن مختفٍ تماماً عنه، وعن تجمعاته، ونشره، وكذلك كان معنا شاعر آخر، نصف صعلوك أحببنا فيه روحه، وتمرده، وشقاوته، وحين قرأ لنا بعضاً من نصوصه انبهرنا به وبها، فهو يقول قبل أكثر من عشرين عاماً:
منفي فيك
صيرتُ دماءك فردوساً
وزرعتُ الروح شبابيك
لم نصدق أن يخرج هذا الشعر من هذا الصعلوك، وهو بأعلى مناسيب العذوبة والحزن، إنه واثق البيك، الاسم الذي كنا نتوقع أن يكون نجماً في سماء الشعرية العراقية، ولكنه انسحب بعد سنوات قليلة، ولم يطبع أي عمل، واتجه للجامعة، ليكمل دراسته في علم الاجتماع، فأكلته الأكاديمية، وسحبت الوظيفة أقدامه، فروضت ذلك الصعلوك المتمرد وأطفأت قنديل الشعر في روحه، وحين نلتقي ــ بعض المرات ــ في المقاهي، ليس لنا حديثٌ معه إلا السؤال الأزلي: أين ذهب ذلك الشغف بالشعر؟ فيجيبنا بالضحك أو الندم أو الصمت.



كنوز غزة.... قصة القطع الأثرية التي نجت من الدمار

تدمير المسجد العمري
تدمير المسجد العمري
TT
20

كنوز غزة.... قصة القطع الأثرية التي نجت من الدمار

تدمير المسجد العمري
تدمير المسجد العمري

قبل أن تشرح السيدة إلودي بوفار، المشرفة على معرض «كنوز غزة التي أنقذت، 5000 سنة من التاريخ»، أهمية هذا الحدث الثقافي الذي يحتضنه معهد العالم العربي في باريس إلى غاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، بدأت بالتذكير بأن «الأولوية هي لإنقاذ الأرواح البشرية قبل القطع الأثرية، لكن مساعينا انطلقت من الرغبة في إعادة الاعتبار لتراث غزة الذي طوته المأساة، نريد أن يرى العالم الوجه الآخر لغزة، المدينة الحضارية الغنية بتراث عمره أكثر من خمسة آلاف عام».

هذا الحدث الذي يسعى إلى إحياء الذاكرة الثقافية للمنطقة وإبراز عمقها الحضاري الذي طمرته الحرب هو الأول من نوعه في فرنسا بشهادة رئيسه جاك لانغ، وهو يعرض أكثر من 130 قطعة أثرية تشهد على تاريخ غزة الطويل الممتد على مدى ثماني حضارات مختلفة. المجموعات المعروضة مستمدة من التنقيبات الأثرية لفرق فرنسية وفلسطينية عملت معاً في غزة منذ 1995 بإشراف عالم الآثار الفرنسي القس الدوميناكي جان باتيست همبير (84 سنة). أقدمها تعود إلى العهد البرونزي، أي 3200 سنة قبل الميلاد، وأحدثها من العهد العثماني في نهاية القرن التاسع عشر: منها التماثيل والأحجار والجرار والقطع النقدية، ومنها ما يحمل قيمة تاريخية كبيرة كوعاء فخاري يعود إلى أربعة آلاف عام وفسيفساء بيزنطية تعود إلى القرن السادس وتمثال لأفروديت كشاهد على التأثيرات الهلنستية في المنطقة.

المعرض رفع النقاب أيضاً عن القصة المذهلة لهذه القطع الأثرية التي حلّت في باريس قادمة من سويسرا، حيث ظلّت عالقة في منطقة جنيف الحرة لمدة تناهز 17 سنة في انتظار عودتها إلى موطنها الأصلي بعد أن عُرضت في متحف جنيف في 2006. القطع التي لم يعرض منها في باريس سوى 150 من أصل 529 لم تتمكن من العودة إلى غزة بسبب الحصار وعرقلة السلطات الإسرائيلية، يومية «لوتون» السويسرية كانت قد وصفتها بـ«الكنوز التي أصبحت عبئاً»، وكان مصممو المعرض قد اختاروا عرضها في قواعد معدنية مثبتة على عجلات وكأنها مستعدة للرجوع إلى الوطن في أي لحظة في مفارقة محزنة بين النفي القسري الذي تعرضت له هذه الكنوز الأثرية التي تنتظر في المنفى منذ 17 سنة.

تضمن المعرض أيضاً جولة افتراضية ثلاثية الأبعاد داخل دير القديس هيلاريون، الذي شُيّد عام 329 ميلادياً، ويُعد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وقد أُدرج على قائمة الممتلكات الثقافية المحمية دولياً من قبل «اليونيسكو» في يوليو (تموز) 2024. وإن كان من الصعب إجراء جرد دقيق لكل المعالم الأثرية التي تعرضت للدمار منذ بداية الحرب على غزة إلا أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونيسكو) رصدت استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية الأضرار التي لحقت بأكثر من 94 موقعا أثريا في القطاع.

من هذه المعالم المسجد العمري الكبير، الذي شُيّد عام 700 ميلاديا على أنقاض كنيسة بيزنطية، وتحول لاحقاً إلى كنيسة في عهد الصليبيين ثم أعيد مسجداً في زمن المماليك، قبل أن يتوسع في الحقبة العثمانية، حيث تعرض للقصف مراراً، وكان آخرها في نوفمبر عام 2023، حيث تعرضت مئذنته لأضرار جسيمة، إضافة إلى متحف قصر الباشا الذي يضم قطعاً من العهود اليوناني والروماني والبيزنطي والإسلامي، وتعود بنيته إلى القصر المملوكي في زمن الظاهر بيبرس، ويعرف أيضا باسم «قلعة نابليون» لأن نابليون بونابرت أقام فيه ثلاثة أيام خلال رحلته لمصر. وقصفته قوات الاحتلال الإسرائيلي ودمرت أجزاء كبيرة منه في ديسمبر (كانون الأول) 2023، إضافة إلى تدمير الكنيسة البيزنطية وكنيسة القديس برفيريوس ثالث أقدم كنيسة في العالم.

وإن كانت الأولوية منذ بداية الحرب هي لإنقاذ الأرواح البشرية إلا أن كثيرا من المبادرات عرفت النور في محاولة لإنقاذ التراث أيضاً. فقد تم نقل مجموعات من متحفين إلى مناطق آمنة داخل قطاع غزة بدعم مالي من التحالف الدولي لحماية التراث (Aliph) الذي خصّص لها مبلغ 602 ألف يورو، كما تم أيضاً تدريب حوالي ستين محترفاً (عبر الإنترنت) من أجل التدخل الطارئ لحماية القطع أو استخراجها من الأنقاض. تشرح السيدة الودي بوفار المشرفة على معرض «كنوز غزة»: «لا نستطيع التدخل قبل وقف التدخل العسكري وترتيب الوضع الإنساني، وأول ما يمكن القيام به هو تأمين المواقع من أخطار الألغام ثم تفقّد حجم الأضرار والبدء في عمليات الجرد والتوثيق لإعادة بناء المواقع وترميمها».

وقد لاحظ رينيه إيلتر عالم الآثار في جمعية الطوارئ الدولية ومدير برنامج الحفاظ على دير سانت هيلاريون أن سكان غزة واعون بقيمة تراثهم وضرورة حمايته وهو مصدر فخر كبير، حيث أقيم مخيم للاجئين في محيط موقع دير سانت هيلاريون لكن السّكان لم يسعوا أبدا إلى دخوله، متهماً في نفس الوقت الجيش الإسرائيلي بسرقة المجموعات التي كان يحتويها متحف الباشا، حيث أردف: «أفضل القطع كانت في هذا المتحف، بعد القصف ذهب بعض زملائنا الفلسطينيين لتفقد الوضع فاكتشفوا أن الجنود الإسرائيليون قد فتحوا الصناديق وأخذوا منها بعض المقتنيات».

وكان مدير الآثار الإسرائيلي ايلي اسكوسيدو قد نشر تسجيلاً يظهر جنودا إسرائيليين محاطين بأوان فخارية قديمة من مستودع المدرسة الفرنسية للكتاب المقدّس والآثار بعد اقتحامه، مما أثار ردود أفعال منددة بسرقة التراث الفلسطيني.

إن قصة اكتشاف التراث التاريخي لغزة تعود إلى السنوات التسعين من القرن الماضي، فبعد إمضاء معاهدة أوسلو قامت السلطات الفلسطينية بإنشاء دائرة الآثار التي كانت تعمل بالتعاون مع المدرسة الفرنسية للكتاب المقدّس والآثار في التنقيب عن الآثار، وأسفرت الأبحاث عن العثور على الكثير من القطع الأثرية الثمينة، هذه الجهود لقيت أيضاً مساندة من قبل رجل الأعمال والمجمع الفلسطيني جودت الخضري الذي قام بشراء آلاف القطع الأثرية لحمايتها من التهريب والتجارة، بعضها كان معروضاً في «فندق المتحف» الذي أسّسه في 2008 وكان يضم قطعا نادرة من العصور الكنعاني والروماني والإسلامي قبل أن يدمره الاحتلال الإسرائيلي بالكامل في الـ3 من نوفمبر 2023.