ليبرمان يحاول إقامة جبهة تصدّ نتنياهو

متظاهرة إسرائيلية ضد نتنياهو تتشبه بتمثال الحرية في نيويورك (أ.ف.ب)
متظاهرة إسرائيلية ضد نتنياهو تتشبه بتمثال الحرية في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

ليبرمان يحاول إقامة جبهة تصدّ نتنياهو

متظاهرة إسرائيلية ضد نتنياهو تتشبه بتمثال الحرية في نيويورك (أ.ف.ب)
متظاهرة إسرائيلية ضد نتنياهو تتشبه بتمثال الحرية في نيويورك (أ.ف.ب)

في الوقت الذي يحاول فيه وزير من حزب «الليكود» إجراء مصالحة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقائدي حزبي اليمين؛ نفتالي بنيت زعيم تحالف أحزاب اليمين المتطرف «يمينا»، الذي كان موظفاً في مكتب نتنياهو ذات مرة، وغدعون ساعر، زعيم حزب «أمل جديد» المنشق عن «الليكود»، أعلن رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، أمس الأحد، أنه يحاول تشكيل كتلة تضم حزبه وجميع أحزاب اليمين والوسط، من أجل منع وصول نتنياهو إلى رئاسة الحكومة مرة أخرى.
وتوقع ليبرمان أن ينضم إلى هذا التعاون حزب «تيلم» بقيادة النائب موشيه يعلون، وزير الأمن السابق، الذي ينوي الانشقاق عن حزب «يش عتيد» بقيادة يائير لبيد. وقال ليبرمان إنه توجه إلى 3 أحزاب بهذا الخصوص هي: «يمينا»، و«أمل جديد»، وكذلك «يش عتيد» برئاسة يائير لبيد، «لاتخاذ موقف وطني يمنع التدهور الذي يجلبه نتنياهو وتوحيد الموقف من الآن، قبل أن تتحول الانتخابات إلى مماحكات غير مجدية». وأضاف أن الأحزاب الأربعة خطت خطوة مهمة على هذا الطريق، عندما وقعت على اتفاقيتي «فائض الأصوات» بين «أمل جديد» و«يمينا» وبين «يش عتيد» و«يسرائيل بيتينو»، فيما بقي حزب «الليكود» من دون اتفاقية كهذه بسبب عدم وجود حزب يميني يمكن توقيع اتفاق «فائض أصوات» معه، خصوصاً أن حزب «شاس» وكتلة «يهدوت هتوراه» سيوقعان اتفاقاً مشابهاً بينهما. ولذلك؛ فإنه يعتقد بأن هذه الأحزاب جاهزة لإقامة تعاون كهذا، خصوصاً بعد أحداث الكونغرس.
وعاد ليبرمان، أمس، ليحذر من تكرار حادثة «اقتحام الكونغرس»، في إسرائيل، بشكل أسوأ في حال خسارة نتنياهو الحكم. وقال: «نتنياهو أيضاً، مثل الرئيس دونالد ترمب، يعتقد أنهم يريدون سرقة الحكم منه وهو يريد الحفاظ عليه. أنا أعرفه جيداً، وهذا سيناريو يستعد له. وحتى لو خسر الانتخابات، فإنه لا يعتزم الاعتراف بذلك، ولا شك لدي في أنه سيدعو مؤيديه إلى الخروج لعملية مغامرة ويائسة ضد سلطة القانون. فلدى نتنياهو كل شيء رهن ببقائه السياسي الشخصي، وهو يستغل (كورونا) بشكل سافر، وكذلك يستغل اللقاحات و(الشاباك) والمظاهرات. جميعنا رهائن بقائه السياسي. وأنا أبذل جهداً يقضي بتشكيل كتلة مؤلفة من الأحزاب الأربعة تُجري المفاوضات الائتلافية بعد الانتخابات. وآمل أن تنضم أحزاب عدة أخرى، فعلينا تغيير الحكم، وهذه ليست مسألة (نعم) أو (لا) لنتنياهو فقط».
من جهته، أعلن وزير الاستيطان في حكومة نتنياهو، تساحي هنغبي، أمس، أنه دعا رئيس حزب «أمل جديد»، غدعون ساعر، الذي انشق عن حزب «الليكود» الشهر الماضي، إلى إيقاف مقاطعته نتنياهو، عادّاً أن «الأمور ستُفتح مجدداً بعد الانتخابات». وقال هنغبي لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، إن «ساعر جزء لا يتجزأ من (الليكود)، وسأحاول إقناعه بالعودة إلى الحزب الأم، والتوقف عن هذه المقاطعات، فلا جدوى منها وليست منطقية. وصحيح أن هناك ترسبات شخصية، لكننا شهدنا أموراً كهذه في الماضي، وأعتقد أن ساعر يدرك، حتى عندما يشاهد الاستطلاعات، الآن، أن قوة (الليكود) تتعزز. ولذلك؛ فإن الاحتمال أن يشكل حكومة، بالتعاون، مع قوى تتعارض مع أفكاره الأساسية، وهي عملياً قوى يسارية ومن دونها لا يتمكن من أن يصبح في حكومة مستقبلية. وأنا أؤمن أن الأمور ستُفتح من جديد بعد الانتخابات».
وأضاف هنغبي أن بإمكان نتنياهو تشكيل حكومة بعد انتخابات الكنيست، في مارس (آذار) المقبل... «أنا أؤمن بأنه إذا وصلنا إلى 61 عضو كنيست، وهذه عملياً مهمتنا المركزية، وهذا تحدّ، ووفقاً للاستطلاعات يوجد احتمال لحدوث ذلك، فإنه بالإمكان ضم قوى أخرى تريد الآن رؤية سقوط رئيس الحكومة، عندما يقول الجمهور كلمته، سيصحون ونتمكن من تشكيل حكومة متجانسة بشكل أساسي، وبإمكانها تحقيق غاياتها أيضاً».
وعقب حزب ساعر، بالقول، إن «على هنغبي إقناع نتنياهو بالتوقف عن جر إسرائيل إلى انتخابات مرة تلو الأخرى. ويدركون في (الليكود) أيضاً أن غدعون ساعر هو الوحيد الذي بإمكانه تشكيل حكومة مستقرة في إسرائيل تقود إلى وحدة».
يذكر أن المظاهرات ضد نتنياهو استمرت في نهاية الأسبوع، أيضاً، رغم الإغلاق المفروض بسبب «كورونا». وشارك فيها هذه المرة نحو ألفي شخص طالبوه بالرحيل. وقد شهدت اشتباكات عدة مع الشرطة، وانتهت باعتقال 6 متظاهرين؛ بينهم مسنّان تجاوزا السبعين من العمر. ومع أن هذه المظاهرات لا تؤثر جماهيرياً على نتنياهو، إلا إنها تثير غضبه وتجعله يهرب من مقر رؤساء حكومات إسرائيل ليمضي نهاية الأسبوع في بيت آخر.



إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.