تفقد ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أمس، بمدينة الداخلة، ثاني أكبر مدن الصحراء المغربية، مبنى القنصلية العامة الأميركية، الذي يجري إعداده لافتتاحه وفق المعايير والمواصفات الأميركية تفعيلا لقرار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب، القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء.
وكان مقررا حضور آدم بوهلر، مدير المؤسسة الأميركية للتنمية الدولية إلى الداخلة بيد أنه تعذر عليه السفر إليها لأسباب «تقنية»، حسب مصدر مطلع، واكتفى بتوجيه رسالة مصورة للحاضرين.
في سياق ذلك، قال السفير الأميركي في الرباط، ديفيد فيشر، في لقاء جرى داخل المبنى الذي يجري إعداده ليكون مقرا للقنصلية الأميركية في الداخلة: «أنا فخور بأن أكون أول سفير أميركي يحل بالداخلة»، معبرا عن إعجابه رفقة زوجته جينفير بجمال المدينة وطقسها. وأضاف فيشر «بوجودنا هنا اليوم اتخذنا خطوة مهمة أخرى في تأمين الشراكة بين دولتينا العظيمتين».
وذكر السفير الأميركي لدى المغرب أن إعلان الرئيس ترمب بأن «الصحراء مغربية» في 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يعني أن المغرب يملك «الحل الوحيد العادل والدائم لحل مصير الإقليم»، مضيفا أن «كل الإدارات الأميركية منذ الرئيس بيل كلينتون دعمت مخطط الحكم الذاتي المغربي كحل ناجع لتحقيق السلام». وأوضح فيشر أن حضوره رفقة مساعد وزير الخارجية الأميركي للداخلة جاء «لتفعيل الإعلان الرئاسي الأميركي» بخصوص مغربية الصحراء المعلن في 10 ديسمبر.
وحول التاريخ الرسمي لافتتاح القنصلية، قال فيشر إنه أتيحت له الفرصة إلى جانب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة «لزيارة العديد من المواقع التي تتمتع بإمكانيات كبيرة لتصبح القنصلية الأميركية المستقبلية».
وكشف السفير الأميركي أن «وفدا من الخبراء الأميركيين سيصلون في وقت لاحق من هذا الشهر» لتفقد المبنى المقترح وغيره من المباني، ولتقديم «المزيد من التوصيات حول كيفية تحضيرنا وفتحنا قنصلية في أسرع وقت ممكن». وقال إن عملية فتح قنصلية جديدة «ليست عملية نستخف بها»، بل «يجب أن تحظى هذه المدينة الخاصة بمبنى خاص مناسب لاستخدامه كقنصلية أميركية». من جهته، أشار وزير الخارجية المغربي إلى أن زيارة شينكر للداخلة كانت مناسبة لزيارة مبنى القنصلية، والسعي «لتكييفه مع المواصفات والمعايير الأميركية»، وقال: «قريبا سيتم افتتاحه». وأضاف موجها كلامه للمسؤولين الأميركيين «علمنا أنه بدأت مسطرة تعيين المسؤول الذي سيكلف بالمبنى».
وأشار بوريطة إلى أن شينكر يعد أول مسؤول أميركي يزور الصحراء المغربية، معتبرا ذلك حدثا «جد مهم». وذكر بوريطة أن علاقات المغرب وأميركا تسير في الآونة الأخيرة «بإيقاع غير مسبوق»، وأن التطور الذي تعرفه العلاقات المغربية - الأميركية بالاعتراف بمغربية الصحراء ستكون له انعكاسات إيجابية منها «تكييف» اتفاق التبادل الحر مع الولايات المتحدة، مع التطور الجديد للموقف الأميركي «لتمكين المنتجات التي مصدرها الصحراء المغربية من التصدير لأميركا».
وبشأن مسار تسوية نزاع الصحراء، أوضح بوريطة أن «المغرب القوي» بالدعم الأميركي سيبقى «متشبثا بالمسار الأممي» لكن شريطة أن يكون أفقه هو مقترح الحكم الذاتي. وتحدث بوريطة عن التعاون المغربي - الأميركي في المجال العسكري، وقال إن الرباط وواشنطن وقعتا أخيرا على اتفاقية تعاون عسكري لمدة عشر سنوات.
وكشف بوريطة أن اجتماعا سيعقد الأسبوع المقبل للجنة استشارية عسكرية مشتركة بهدف «تنزيل الاتفاق».
في غضون ذلك، وجه بوريطة من مدينة الداخلة رسائل لأعداء وحدة تراب بلاده، متوعدا إياهم بأن الرباط سترد بحزم على أي تهديد لاستقرار وسلامة أراضيها. وقال بوريطة إن الإعلان الثلاثي الموقع الشهر الماضي أمام العاهل المغربي الملك محمد السادس شكل منطلقا أساسيا لما سيأتي من تطورات في الأسابيع والأشهر المقبلة، مشيرا إلى أنه منذ الإعلان عن الاعتراف الأميركي بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه جرى اتخاذ مجموعة من التدابير منها تغيير خريطة المغرب في الإدارات الرسمية التابعة للولايات المتحدة، والتي أصبحت تدمج الصحراء في التراب المغربي.
من جهته، أشاد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالعلاقات بين المغرب والولايات المتحدة، وقال في تصريح صحافي أدلى به عقب إجرائه مباحثات مع الوزير بوريطة إن اعتراف الرئيس الأميركي ترمب بمغربية الصحراء، وربط الرباط علاقات مع إسرائيل يعد «من أهم التطورات التي وقعت أخيرا».
وذكر شينكر أن المغرب يبقى شريكا محوريا للاستقرار الإقليمي، مشيرا إلى أن هناك شراكة عسكرية واسعة، كما أنه يعد البلد الوحيد في أفريقيا الذي أبرمت معه الولايات المتحدة اتفاقية التبادل الحر، والتي ضاعفت الصادرات المغربية إلى الولايات المتحدة منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ عام 2006، كما نمت قيمة تجارة البلدين الثنائية خمسة أضعاف في نفس الإطار. وبخصوص مرسوم الرئيس ترمب حول الاعتراف بمغربية الصحراء، قال شينكر إن الرئيس الأميركي أعلن الشهر الماضي أن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وأن إسرائيل والمغرب، وهما من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، سيعززان علاقاتهما الدبلوماسية.
وبشأن هذه التطورات، قال شينكر إنها أضحت ممكنة بفضل قيادة الملك محمد السادس في الدفع ببرنامج إصلاح جريء وبعيد المدى على مدى العقدين الماضيين، ودعمه المستمر والقيم للقضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى جانب الاستقرار والتنمية. وأشار شينكر إلى جهود الرباط التي تساهم في تعزيز التسامح الديني والوئام، بدءا من تقاليدها العريقة لحماية الطائفة اليهودية، ووصولا إلى التوقيع على إعلان مراكش، وهي جهود، في نظره، تشكل نموذجا يحتذى به في المنطقة.
8:17 دقيقة
شينكر يتفقد مقر القنصلية الأميركية في الداخلة
https://aawsat.com/home/article/2733536/%D8%B4%D9%8A%D9%86%D9%83%D8%B1-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%AF-%D9%85%D9%82%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D8%A9
شينكر يتفقد مقر القنصلية الأميركية في الداخلة
اجتماع لجنة استشارية عسكرية بين الرباط وواشنطن الأسبوع المقبل
شينكر يتفقد مقر القنصلية الأميركية في الداخلة
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة