بينما تتأهب حكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج، لإطلاق عملية عسكرية وأمنية موسعة تحت اسم «صيد الأفاعي» في المنطقة الغربية للبلاد، تجاهلت اقتراحاً مفاجئاً لمسؤول في الحكومة الموازية والمنافسة لها في شرق البلاد لعقد اجتماع بينهما على غرار اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة المعروفة باسم (5+5).
وقال فتحي باشاغا وزير الداخلية بحكومة الوفاق، في تصريحات إعلامية أمس، إنه وضع خطة مع رئاسة الأركان بقوات الوفاق والمنطقة العسكرية الغربية لإطلاق عملية تحمل اسم «صيد الأفاعي»، لافتاً إلى أن العملية تستهدف مواجهة الخلل الأمني الذي خلّفه ما وصفه بالعدوان على مدن المنطقة الغربية، في إشارة إلى العملية العسكرية التي شنها الجيش الوطني، لتحرير العاصمة طرابلس وانتهت بالفشل العام الماضي.
وأوضح باشاغا أن العملية المخصصة لمواجهة ما وصفها بالفوضى المقصودة من بعض أجهزة مخابرات الدول التي لا تريد لليبيا الاستقرار، ومنع عودة بعض أعضاء تنظيم «داعش» للمنطقة الغربية، ومكافحة النشاط المنتعش للجريمة المنظمة، وتهريب الوقود والبشر، تلقى دعماً من بعض الدول بالإضافة إلى وعود من دول أخرى لم يحددها. ولفت إلى أنه تم إعداد هذه العملية التي لم يكشف موعد تنفيذها رسمياً، منذ فترة طويلة، وسط ما سمّاه دعماً دولياً لتأمين المنطقة الغربية من التطرف الإرهابي وعودة «داعش» إليها مجدداً.
بدوره، أدرج صلاح النمروش وزير الدفاع بحكومة الوفاق، اجتماعه المفاجئ أمس، مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بمدينة إسطنبول، في إطار مساعيه لتطوير وتعزيز التعاون الثنائي مع تركيا. ونقل عن أكار قوله إن بلاده تدعم الحلول السياسية كافة في ليبيا وجهود الأمم المتحدة من أجل إحلال السلام والاستقرار وحكومة الوفاق الشرعية المعترف بها دولياً. ولم يتطرق باشاغا أو النمروش إلى الاجتماع الأمني الموسّع الذي عقداه بحضور 16 من قادة الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق مع مسؤولين من الحكومة التركية في إسطنبول.
لكن عملية «بركان الغضب» التي تشنها قوات حكومة الوفاق، ادّعت في بيان لها مساء أول من أمس رصدها 22 رحلة لشركة طيران «أجنحة الشام» السورية لنقل المرتزقة من سوريا لدعم حفتر منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حتى الآن. وزعمت أن طائرات الشركة المملوكة لصهر الرئيس السوري بشار الأسد وتخضع لعقوبات أميركية لنقلها مقاتلين وأسلحة ومعدات بين روسيا وسوريا، تُقلع من مطاري دمشق وقاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، وتهبط في مطار بنينا في بنغازي أو قاعدة الخادم جنوب المرج.
بموازاة ذلك التزمت حكومة الوفاق الصمت حيال مبادرة اقترحها عبد الهادي الحويج، وزير الخارجية بالحكومة الموازية في شرق البلاد، بعقد اجتماع مع ممثلين لحكومة الوفاق من الوزارات السيادية على غرار لجنة «5+5» العسكرية، وقال في تغريدة له عبر «تويتر»: «علينا أن نكون في مستوى التحديات وإيقاف التدخل الأجنبي وأن نقدم تنازلات مؤلمة لليبيا أفضل من أن يفرض المجتمع الدولي علينا شروطه وربما قبعاته الزرقاء. معاً لنصنع السلام، سلام الشجعان».
ونقلت وسائل إعلام موالية للوفاق عن أحد أعضاء وفدها للجنة المشتركة عضو «5+5» أن موعد وصول المراقبين الدوليين لمراقبة تنفيذ الاتفاق لم يحدَّد بعد، وأكد أن المراقبين الذين سيتم اختيارهم من المدنيين، سيخضعون لإشراف اللجنة، كما توقع أن يحمل اليومان القادمان أخباراً طيبة بخصوص تنفيذ اتفاق جنيف.
من جانبها، قالت فرنسا في بيان لسفارتها في ليبيا إنها تشارك مع البعثة الأممية في رئاسة المجموعة الأمنية لدعم لجنة «5+5» لتطبيق وقف إطلاق النار مع التركيز على ضرورة فتح الطريق الساحلي وخروج القوات الأجنبية ونزع سلاح الميليشيات.
إلى ذلك، قال رئيس حكومة الوفاق فائز السراج إنه ناقش مساء أول من أمس، في العاصمة الإيطالية روما، مع السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، وستيفاني ويليامز رئيسة بعثة الأمم المتحدة بالإنابة، في اجتماعين منفصلين، مستجدات الوضع وما تحقق من تقدم في مسارات حل الأزمة الليبية، وتأكيد ضرورة وقف التدخلات الخارجية السلبية. ونقل السراح عن ويليامز ترحيبها بتأكيده التزام حكومته بتسخير كل الإمكانيات لتمكين المفوضية العليا للانتخابات من إنجاز الاستحقاق الانتخابي في الموعد المتفق عليه نهاية العام الجاري بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة.
في المقابل، أعلن بيان مشترك لعمداء بلديات ونواب وقادة كتائب من طرابلس والمنطقة الغربية رفضهم لما وصفوها بالمشاريع الدولية والمؤدلجة.
وطالبوا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الذين أعلنوا دعمهم له بتشكيل حكومة وحدة لتسيير الأعمال لحين إجراء الانتخابات المقبلة. ورفض البيان مشاركة كل من دعم الهجوم على طرابلس بقيادة خليفة حفتر، وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب، الذي اتهمه بمنح الشرعية لحفتر وهجومه.
بدوره، أكد حفتر الذي ظهر بالزيّ المدني وهو يتفقد معرض بنغازي للكتاب، أهمية «تنوير العقول ومحاربة الأفكار الضالة التي تستهدف شباب الوطن وتجرهم إلى مصير مجهول». وقال بيان لمكتبه إن الزيارة تأتى تعبيراً عن دعمه للحركة الثقافية في البلاد.
7:57 دقيقة
«الوفاق» تُعد لعملية «صيد الأفاعي» في غرب ليبيا
https://aawsat.com/home/article/2733526/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%82%C2%BB-%D8%AA%D9%8F%D8%B9%D8%AF-%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%C2%AB%D8%B5%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8A%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7
«الوفاق» تُعد لعملية «صيد الأفاعي» في غرب ليبيا
- القاهرة: خالد محمود
- القاهرة: خالد محمود
«الوفاق» تُعد لعملية «صيد الأفاعي» في غرب ليبيا
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة