بغداد ترفض عقوبات واشنطن على الفياض: «مفاجأة غير مقبولة»

الخارجية أكدت أنها ستتابع الأمر مع الإدارة الأميركية الحالية والمقبلة

فالح الفياض (أ.ف.ب)
فالح الفياض (أ.ف.ب)
TT

بغداد ترفض عقوبات واشنطن على الفياض: «مفاجأة غير مقبولة»

فالح الفياض (أ.ف.ب)
فالح الفياض (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة العراقية، وفي أول موقف رسمي ضد شمول مسؤول عراقي يُشمل بلائحة العقوبات الأميركية، رفضها للقرار. وقالت وزارة الخارجية في بيان أمس: «تعرب وزارة الخارجية عن استغرابها من القرار الصادر عن الخزانة الأميركية بحق السيد فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي». وأضاف البيان: «الوزارة إذ تؤكد أن القرار مثّل مفاجأة غير مقبولة، تشير إلى أن الوزارة ستتابع بعناية مع الإدارة الحالية والجديدة في واشنطن جميع القرارات الصادرة عن وزارة الخزانة الأميركية بحق أسماء عراقية، والعمل على معالجة تبعات ذلك».
من جهته، دعا قاسم الأعرجي، مستشار الأمن الوطني، وهو المنصب الذي كان يشغله الفياض، الإدارة الأميركية إلى تصحيح موقفها. ويُعدّ تصريح الأعرجي، هو الأول لمسؤول عراقي رفيع المستوى بخصوص العقوبات التي فُرِضت على الفياض، أول من أمس. وقال الأعرجي في تغريدة له على موقع «تويتر» أمس إن «قرار الخزانة الأميركية بفرض عقوبات على رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض خاطئ».
بدوره، قال مسؤول حكومي عراقي سابق إن قرار الخزانة الأميركية «لا قيمة له». وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق بهاء الأعرجي في بيان إن «الإدارة الأميركية تهدف من وراء هذا القرار إلى استمالة الفياض لجانبها في الصراع الأميركي - الإيراني». وأضاف أن «القرار ليس بالجديد حيث إن إدارة (دونالد) ترمب كانت تلوّح بذلك منذ أكثر من عام لترهيبه، بهدف أن يكون إلى جانبها في الصراع الأميركي - الإيراني».
من جانبها، أكدت سهام الموسوي، عضو البرلمان العراقي عن منظمة بدر المنضوية ضمن تحالف الفتح، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما حصل من قِبَل الخزانة الأميركية مرفوض بكل المعايير، لأنه استهداف لقيادات وشخصيات حكومية تترأس مؤسسات حكومية، مثل هيئة الحشد الشعبي التي يترأسها الفياض، والتي كان لها دور بارز في دحر الإرهاب بالعراق». وأضافت أن «الفياض سبق له أن ترأّس مؤسسات أمنية مهمة في الدولة، منها مستشارية الأمن الوطني وجهاز الأمن الوطني، وحالياً هو رئيس هيئة الحشد الشعبي التي تُعتبر مؤسسة ضمن المؤسسات الأمنية المهمة في البلاد».
إلى ذلك، وطبقاً لمصدر رسمي، فإن تحالف الفتح البرلماني الذي ينتمي إليه الفياض سيعقد اجتماعاً لرؤساء كتله بشأن قرار الخزانة الأميركية. وقال المصدر إن اجتماع التحالف، الذي يضم كتل «السند» و«صادقون» و«بدر» سيصدر عنه بيان خاص عن موقف التحالف بخصوص قرارات الخزانة الأميركية بحق فالح الفياض.
من جهته، عدّ رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، همام حمودي، أمس (السبت)، قرار العقوبات بأنه «إمعان في العدوانية»، وقال في بيان: «نعد ذلك انتهاكاً سافراً لسيادة الدولة العراقية». وأضاف حمودي أن «الحشد مؤسسة خاضعة لقيادة القائد العام للقوات المسلحة، والسيد الفياض شخصية حكومية ووطنية».
بدوره، أكد أحمد الجربا، عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى والقيادي في المشروع العربي الذي يتزعمه خميس الخنجر المدرَج على لائحة العقوبات الأميركية نفسها، رفض حزبه لإدراج الفياض، رغم الخلافات معه. وقال الجربا في بيان: «نحن مختلفون مع الفياض بسبب اختياره لبعض أمراء ألوية الحشد العشائري في محافظة نينوى، لأن عملية الاختيار تمت على أساس مساندتهم لكتلته في الانتخابات، وليس على أساس مهني»، مبيناً أن «هذا الخلاف لا يمنع أن نعلن رفضنا لقرار الخزانة الأميركية بإدراجه على لائحة العقوبات، حيث إننا نعد ذلك مجافياً للحقيقة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.