الفلسطينيون يحذّرون من عشرات المشاريع الاستيطانية

تهدف لفرض حقائق على الأرض قبيل عهد بايدن

متظاهرون فلسطينيون يحاولون تحطيم جدار لإحدى المستوطنات في قرية كفر ثلث بالضفة (أ.ب)
متظاهرون فلسطينيون يحاولون تحطيم جدار لإحدى المستوطنات في قرية كفر ثلث بالضفة (أ.ب)
TT

الفلسطينيون يحذّرون من عشرات المشاريع الاستيطانية

متظاهرون فلسطينيون يحاولون تحطيم جدار لإحدى المستوطنات في قرية كفر ثلث بالضفة (أ.ب)
متظاهرون فلسطينيون يحاولون تحطيم جدار لإحدى المستوطنات في قرية كفر ثلث بالضفة (أ.ب)

حذرت جهات فلسطينية في رام الله، أمس (السبت)، من عشرات المشاريع الاستيطانية التي يتم تنفيذها بشكل متسارع لأجل فرض المزيد من الوقائع الجديدة على الأرض في الوقت المتبقي قبل انتقال السلطة في الولايات المتحدة الأميركية من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، الذي يؤيد الاستيطان، إلى الرئيس الجديد المنتخب جو بايدن، الذي يُبدي بعض التحفظات منه.
قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إن «حكومة الاحتلال الإسرائيلي موقنة بأنها فقدت داعماً كبيراً لخططها الاستيطانية والعدوانية التوسعية، لم تعرف من قبل مثيلاً له في الولايات المتحدة الأميركية. ولذلك فإنها، في الأسابيع القليلة الماضية منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي جرت في الثالث من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أقدمت على تصعيد في النشاطات والمخططات والعطاءات الاستيطانية وفي الاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم، حيث صادقت سلطات الاحتلال وما يسمى مجلس التخطيط في إدارتها المدنية التابعة لجيش الاحتلال على مخططات استيطانية جرى من خلالها السطو على مساحات واسعة من أراضي المواطنين».
وقدم التقرير مثلاً على ذلك من محافظتي بيت لحم وسلفيت، اللتين «كانتا المستهدف الرئيسي بهذه المخططات في الأسبوع المنصرم، حيث جرى الإعلان عن الاستيلاء على أراضٍ في بلدة الخضر في حوض (8) من موقع الشفا، ووادي الهندي وحوض رقم (1) من قسيمة أم الطلع في قرية أرطاس، وحوض (4) من موقع وعر أبو مهر والعقبان، وحوض (5) من موقع المروج في قرية التعامرة شرقاً والمصادقة على مخططات استيطانية قديمة- جديدة تبدأ بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي المواطنين، وكلها في محافظة سلفيت، ثم في محافظة بيت لحم حول حوض 8 من موقع الشفا ووادي الهندي في بلدة الخضر جنوباً، وحوض رقم 1 من قسيمة أم الطلع في قرية أرطاس، وحوض 4 من موقع وعر أبو مهر والعقبان، وحوض 5 من موقع المروج في قرية التعامرة شرقاً.
وأشار التقرير إلى أن هذا يأتي في وقت كانت فيه وزارة الداخلية الإسرائيلية قد نشرت إعلاناً صادراً عما يسمى مجلس التخطيط الأعلى التابع للإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي بخصوص إيداع مخطط استيطاني جديد، يقضي بمصادرة 1008 دونمات من أراضي قرية عزون الفلسطينية في محافظة قلقيلية لصالح البناء الاستيطاني، والذي يشمل بناء 1406 وحدات استيطانية جديدة جنوب شرقي مستوطنة «ألفي منشيه». كما أدرجت في المخطط الإسرائيلي عمليات إبادة المزروعات وعشرات الألوف من شتلات الزيتون لغايات التوسع الاستيطاني، بالاقتلاع أو برش السموم والمبيدات.
وخص التقرير مدينة القدس الشرقية المحتلة بفصل خاص، إذ إنها تحولت إلى «بؤرة تركيز سياسة التضييق على المواطنين وسياسة الترانسفير والتطهير العرقي الصامت». وأشار إلى قرار بلدية الاحتلال في جلستها الأخيرة إقامة مكبٍّ ضخم لجمع وفرز النفايات وحرقها على أراضٍ فلسطينية خاصة بين مستوطنة «معاليه أدوميم» والمنطقة الصناعية «ميشور أدوميم». وقال إن البلدية توافقت في هذا المشروع مع الحكومة الإسرائيلية، على نهج إقامة مكبات «محرقة نفايات»، كما يحصل في عدة مناطق من الضفة الغربية.
وأشار التقرير إلى عمليات هدم المنازل والمنشآت والجدران في أحياء مدينة القدس بشكل عام، وفي حي وادي الربابة في بلدة سلوان بشكل خاص، في محاولة للاستيلاء على المنطقة من أجل تنفيذ مخططات استيطانية وحدائق ومسارات توراتية. وهذا كله بالإضافة إلى عمليات اقتحام المسجد الأقصى المبارك، التي يقوم بها في كل يوم العشرات من حاخامات المدرسة التوراتية التابعة لـ«جماعات الهيكل»، والذين يقيمون «الصلاة الجماعية الصامتة» تحت حماية الجنود.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».