للذهاب إلى العمل، يرتدي الرقيب «أ» بزته العسكرية كسائق تاكسي كغيره من العسكريين في فنزويلا، لا يكفيه راتبه لتأمين مستلزمات الحياة، لكنه مع ذلك لا يترك الجيش، بل يستفيد من الامتيازات الواسعة التي يوفرها له.
يقول ضابط الصف البالغ 39 عاماً لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته «لدي عائلة، والراتب لا يكفيني في ظل الوضع الراهن في فنزويلا». ويضيف «تكسبني سيارة الأجرة أكثر، ولهذا السبب أفعل ذلك». وعلاوة على ذلك، يحظى السائق الذي يرتدي البزة العسكرية بتسهيلات كثيرة. ويقر الرقيب «أ» بأن بزته تتيح له «الدخول والخروج في أي مكان» لأنها «محل احترام».
غالباً ما يقطع الرقيب «أ» مسافات طويلة لتلبية طلبيات الركاب، كما هي الحال عندما ينتقل من سان كريستوبال في ولاية تاتشيرا على الحدود مع كولومبيا، إلى العاصمة كراكاس.
ويكسب السائق العسكري من هذه الطلبية التي تستلزم قطع مسافة 800 كيلومتر أكثر من 500 دولار، أي ما يربو على 60 ضعفاً من راتبه الشهري البالغ تسعة ملايين بوليفار، وهو ما يعادل ثمانية دولارات.
ويكشف الرقيب «أ» أنه بدأ «الهروب» من ثكنته للعمل كسائق سيارة أجرة خلال مرحلة تطبيق تدابير احتواء جائحة كوفيد - 19، إذ أن التنقل على الطرق يحتاج إلى تصريح يتولى إصداره الجيش حصراً.
ويلاحظ أوزيبيو كوريا، 57 عاماً، الذي عمل منذ سنوات سائق تاكسي أن السائقين العسكريين «لا يتعرضون للتوقيف عندما يمرون في شوارع المدن، ولا يعانون مشكلة بالنسبة إلى البنزين».
ويشكو أن «الجنود الذين من المفترض أن يحفظوا الأمن، باتوا الآن سائقين بالبزة العسكرية». ويشير خوسيه باستران في سان كريستوبال إلى أنه جاء إلى المدينة في حافلة قادها رقيب لمسافة 700 كيلومتر تقريباً. ويروي أن السائق تقاضى منه 20 دولاراً، «بالإضافة إلى دولار واحد مقابل حقيبة اليد». في ولاية تاتشيرا، ثمة «سائقو تاكسي عسكريون» من مختلف الرتب، حتى من الجنرالات. ويقول الرقيب «أ» إنه يعرف «الكثير منهم» يفعلون مثله، «حتى كبار الضباط»، موضحاً أنه يتظاهر بأنه مريض في مستوصف الثكنة لكي يؤذن له بالخروج ويتمكن تالياً من الانصراف إلى قيادة سيارة الأجرة.
سائقون بالبزة العسكرية لسيارات الأجرة في فنزويلا
سائقون بالبزة العسكرية لسيارات الأجرة في فنزويلا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة