رهف عبد الله: في الماضي كانوا يقولون {جميلة وتمثّل}... الآن يلمسون موهبتي

حاملة لقب ملكة جمال لبنان تجسّد شخصية {لارا} في مسلسل {رصيف الغرباء}

الممثلة رهف عبد الله في مشهد من مسلسل «رصيف الغرباء»
الممثلة رهف عبد الله في مشهد من مسلسل «رصيف الغرباء»
TT

رهف عبد الله: في الماضي كانوا يقولون {جميلة وتمثّل}... الآن يلمسون موهبتي

الممثلة رهف عبد الله في مشهد من مسلسل «رصيف الغرباء»
الممثلة رهف عبد الله في مشهد من مسلسل «رصيف الغرباء»

قالت الممثلة رهف عبد الله إنها اليوم تعمل على تثبيت حضورها كممثلة وليس فقط كحاملة لقب ملكة جمال لبنان. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد سبق وكان لي تجربتان في عالم الدراما ولكن في «رصيف الغرباء» واجهت تحديا كبيرا من خلال وقوفي أمام كوكبة من نجوم الشاشة الصغيرة. في الماضي كانوا يكتفون بالقول إنها جميلة وهي تمثل. أما اليوم فصار المشاهد يتابعني كبطلة مسلسل ويلمس موهبتي عن قرب».
وكانت رهف عبد الله قد انتخبت ملكة جمال لبنان في عام 2010 وشاركت في مسلسلين لبنانيين وهما «صمت الحب» في عام 2017 و«أهل الوفا» في العام المنصرم.
وفي مسلسل «رصيف الغرباء» الذي يعرض حاليا عبر شاشة «إل بي سي آي» تجسد شخصية لارا الرومانسية كبطلة للعمل الذي تدور أحداثه في السبعينات. وتعلق: «تعود قصة العمل إلى الحقبة الذهبية للبنان في السبعينات عندما كان مزدهرا ووجهة للزوار من الشرق والغرب. جميعنا لدينا الشعور بالحنين لتلك الفترة التاريخية. ومع أني لم أعشها ولكن أصداء السبعينات سمعتها من أشخاص كثيرين يتحدثون عنها بفرح. فالعصر الذي نعيشه اليوم لا يشبه بتاتا تلك الحقبة. وقد عرف كاتب العمل طوني شمعون كيف يبرز عناصرها وتفاصيلها ليعود ويسترجعها المشاهد ويستمتع بها. الأمر نفسه يطبق على مخرج ومنتج العمل ايلي معلوف صاحب شركة «فينيكس بيكتشرز» المشهور بنقله حقبات تاريخية إلى الشاشة الصغيرة ببراعة وتحقيقه أعلى نسب مشاهدة للدراما المحلية من خلالها».
وتتمنى رهف عبد الله لو كانت ولدت وعاشت في تلك الحقبة، وتقول في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «رغم كل الحداثة التي تحيط بنا اليوم وبأسلوب حياتنا وتخطيطنا للغد بسهولة، إلا أن فترة السبعينات لم تشهد الكوارث التي نمر بها اليوم.
يا ليتني عشت في تلك الحقبة عندما كان لبنان يعرف بـ«سويسرا الشرق». فجيلنا ذاق الأمرين منذ رؤيته النور حتى اليوم، ولا نزال نعاني من أزمات كثيرة وعقد سياسية تنعكس سلبا علينا».
وعن كيفية تحضيرها لدورها في العمل تقول: «كان همي أن أعرف طبيعة حياة الفتيات في تلك الفترة وتلقيت الأجوبة الشافية من والدتي. فكانت تحدثني عن أجواء السبعينات عامة وعن التقاليد الاجتماعية والتصرفات المفروضة على النساء فيها. فالشكل الخارجي إضافة إلى سلوك المرأة كان يحسب له ألف حساب.
شرحت لي خطوط الموضة والماكياج وتسريحات الشعر التي كانت رائجة فيها كي أعيش الدور قلبا وقالبا. حتى أنها تمنت لو كانت لا تزال تحتفظ بأزيائها من تلك السنوات كي استعين بها في الدور.
أجريت أبحاثا كثيرة عبر المحرك «غوغل» كي أكون على بينة من تطبيقي روح النص.
فلا تكون قراءتي له سطحية بل متعمقة يلمس فيها المشاهد الواقعية وتسهم في تحريك ذكرياته الجميلة لتلك الفترة الزمنية. كما دأب مخرج العمل أن تدور عملية التصوير في بلدات وقرى وأماكن لبنانية لا تزال تحتفظ عماراتها وشوارعها ببساطة السبعينات. فشعرت بسحر تلك الفترة وعشت الدور بحذافيره وكأني بالفعل أنتمي لتلك الفترة الزمنية».
وتتطلع رهف عبد الله إلى صقل موهبتها بالدراسة وخوضها ورش عمل في التمثيل.
وتوضح في معرض حديثها: «لا زلت في بداية مشواري التمثيلي وأتطلع لصقل موهبتي وتطويرها من خلال متابعتي لدروس في الخارج، وكذلك ورش عمل أكتسب منها المزيد.
وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور الذي لعبه منتج ومخرج العمل ايلي معلوف في تزويدي بالحرفية المطلوبة. فهو صاحب عين ثاقبة معروف بها في عالم الدراما فكان خير أستاذ تمثيل لي ووضعني على السكة المطلوبة. فهناك جهد بذلناه معا وهو ما انعكس إيجابا على الدور.
فهو متعاون جدا مع أفراد طاقم العمل أجمعين، ولذلك تشكل أعماله الدرامية الفرق على الشاشة الصغيرة».
وعما إذا كانت تفضل تقديم فرص أفضل للمسلسل وتحقيقه انتشارا أوسع لا يقتصر فقط على الساحة المحلية تقول: «كنت أتمنى لو أن الإنتاجات الدرامية اللبنانية يجري استثمارها بشكل أفضل فتحقق نجاحا وانتشارا كبيرين.
فالدراما المحلية تستأهل تقديرها من خارج لبنان، ولكن هناك سياسات تجارية متبعة في هذا الخصوص تؤخرنا. فنحن نحتاج إلى ثقة أكبر من القيمين على نشر الدراما ولا سيما عبر المنصات الإلكترونية.
وعلينا أن نعمل بهذا الاتجاه وتصبح أعمالنا معروفة انطلاقا منها».
تصف رهف عبد الله تجربتها في «رصيف الغرباء» بأنها غنية من كل الجهات. فهي تقف فيها إلى جانب نجوم كبار من بلادها وتقدم فيها أحد أكبر أدوارها مساحة، سيما وأن المسلسل يتألف من 140 حلقة.
فهل هي قلقة من متابعته بأكمله من قبل المشاهد؟ ترد: «لست خائفة من ذلك بتاتا فالتجارب السابقة برهنت لنا العكس في هذا المجال. كما أن القصة بحد ذاتها تحمل دائما الجديد في مجرياتها وأحداثها.
هي متنوعة وغنية ومشوقة وعرف إيلي معلوف كيف يغلفها بالإثارة لتحريك فضول المشاهد وحثه على متابعة المسلسل. فلم أشعر بالقلق من طول الحلقات منذ اللحظة الأولى لمشاركتي في العمل، سيما وأن نجوما كفادي إبراهيم وعلي منيمنة وكارمن لبس وغيرهم، يشاركون فيه. هناك مفاجآت كثيرة في انتظار متابعه وحتى هذه اللحظات لم تبدأ بعد الانطلاقة الحقيقية لأحداث رئيسية لا يمكن تفويتها. فلا نزال في الحلقات الأولى، وما ينتظرنا في الحلقات اللاحقة سيكون لافتا».
تهتم رهف عبد الله بردود فعل المشاهد تجاهها، فهي تعتبره الحكم الأول والأخير الذي يمكنه أن يقرر في موضوع إكمال مسيرتها التمثيلية. وتقول: «من وجهة نظري عشقت النص عندما قرأته والمخرج أسهم في ترجمته بشكل رائع.
وتفاعل المشاهد معي بإيجابية كبيرة وألمس ذلك من تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعي. فهو تماهى مع العمل وتعلق به، وهو أمر يفرحني جدا.
وأعتبر أن عملية الكاستينغ التي أدارها المنتج والمخرج للعمل إيلي معلوف هي التي لعبت دورا أساسيا في ذلك. فاختار الممثل المناسب في المكان المناسب واكتملت حبكة النص معهم فحقق المسلسل النجاح المطلوب».
لا يتسنى لرهف عبد الله متابعة أعمال درامية أخرى على الشاشة الصغيرة. فالمسلسل لم ينته تصويره بعد وتقول: «لقد شاهدت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لقطات من مسلسل «لا حكم عليه» للممثل السوري قصي الخولي. فلفتني أداؤه العفوي والطبيعي وشعرت وكأني أتابع عملا عالميا، سيما وأن شركة الصباح الرائدة تقف وراء تنفيذه.
ولكن بالنسبة للأعمال الأخرى فلم يتسن لي الوقت لمشاهدتها لانشغالي في تصوير المسلسل».
وعما إذا هي تنتمي للشباب الحالم بواقع أفضل في بلده تقول: «بالطبع أحلم بذلك كباقي أبناء جيلي. ولكني بطبيعتي أضع دائما أمامي إمكانية حصول الأسوأ كي لا أصاب بالصدمة. وأتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع متابعي بإيجابية، سيما وأن عائلات لبنانية كثيرة تعيش اليوم الوجع والألم بعد انفجار بيروت. فالحلم موجود وأتطلع إلى غد أفضل، رغم أن ما نمر فيه لا يخولنا الشعور بالثقة تجاه مسؤولينا وحكامنا».



بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.