«الاتحاد الاشتراكي» المغربي يحصل على مقعد نيابي جديد

TT

«الاتحاد الاشتراكي» المغربي يحصل على مقعد نيابي جديد

فاز حزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» المغربي (غالبية حكومية) بمقعد جديد في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، متفوقاً على مرشحي حزبي «العدالة والتنمية»، متزعم الائتلاف الحكومي (مرجعية إسلامية)، و«التجمع الوطني للأحرار» (غالبية)، وذلك إثر انتخابات جزئية جرت أول من أمس في مدينة الرشيدية (شرق المغرب).
وتسجل هذه النتيجة تراجعاً واضحاً لحزب «العدالة والتنمية»، الذي كانت هذه الدائرة الانتخابية تعد أحد معاقله. وفاز حميد نوغو، مرشح «الاتحاد الاشتراكي»، بـ10756 صوتاً، فيما حصل مرشح حزب «التجمع الوطني للأحرار»، عمر أوجيل، على 10729 صوتاً، وحل مرشح حزب «العدالة والتنمية»، عبد الله صغيري، ثالثاً، بـ9201 صوت. وتشير هذه الأرقام إلى فقدان «العدالة والتنمية» لعدة أصوات مقارنة مع ما حصل عليه في الدائرة الانتخابية نفسها خلال اقتراع 2016 حين تصدر النتائج بأزيد من 26 ألف صوت. وعزا مصدر من حزب «العدالة والتنمية» هذه النتيجة، إلى العزوف الكبير عن التصويت، الذي سجلته هذه الانتخابات الجزئية، وقال إن المتعاطفين مع الحزب أيضاً فضلوا العزوف عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، بسبب ما وصفه بـ«القلق من الوضع السياسي العام».
من جهة أخرى، أشارت مصادر أخرى إلى أن هزيمة حزب «العدالة والتنمية»، تعود إلى تشكيل تحالف شبابي ضده في المنطقة يعارض النخب الحزبية المحلية، أطلق عليه اسم «الحركة التصحيحية للمشهد السياسي بجهة درعة تافيلالت». ويعتبر المرشح الفائز حميد نوغو (40 عاماً) أحد أبرز وجوه هذه الحركة، إذ اختار الترشح باسم حزب «الاتحاد الاشتراكي»، وحضي بدعم شبابي وجماهيري كبير.
ونوغو شاب حاصل على الإجازة في الجيولوجيا، ومستثمر سياحي يدير وكالة أسفار. ويرى مراقبون أن النتيجة الإيجابية التي حققتها «الحركة التصحيحية للمشهد السياسي» في الرشيدية، التي تحالفت مع «الاتحاد الاشتراكي»، يمكن أن تتطور في الانتخابات التشريعية العامة المقررة صيف هذا العام، لقلب الموازين ضد حزب «العدالة والتنمية»، بيد أن تحليلات أخرى تعتبر أن الانتخابات الجزئية لا تشكل مقياساً لمدى قوة حزب «العدالة والتنمية»، الذي يهمين على الجماعات المحلية (البلديات) في المنطقة، من خلال رئاسته لمجلس جهة (منطقة) درعة تافيلالت، ورئاسة مجلس بلدية مدينة الرشيدية.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.