حزب عبير موسي يهاجم اتحاد الشغل لإقصائه من الحوار التونسي

TT

حزب عبير موسي يهاجم اتحاد الشغل لإقصائه من الحوار التونسي

إثر إعلان اتحاد الشغل (نقابة العمال) المتزعم مبادرة الحوار الوطني في تونس، إقصاء الحزب الدستوري الحر (الليبرالي) الذي تتزعمه عبير موسي، و«ائتلاف الكرامة» (الإسلامي) الذي يرأسه سيف الدين مخلوف، هاجمت موسي بشدة قيادات اتحاد الشغل، واتهمت نور الدين الطبوبي رئيس النقابة بالوقوف في صف «الظلاميين والتكفيريين»، على حد تعبيرها، من خلال إشراكه حركة النهضة في الحوار الوطني وإقصاء أحزاب وطنية أخرى على غرار حزبها.
وأضافت موسي في فيديو قالت إنها بثته من أمام مقر اتحاد العلماء المسلمين بالعاصمة التونسية، حيث تنفذ اعتصاماً منذ أسابيع للمطالبة بمنعه من النشاط، أنها ستسعى إلى عقد لقاءات إعلامية يومية لكشف مجموعة من الأكاذيب.
وبشأن جلسات الحوار، اعتبرت عبير موسي أن الحوار الوطني «مجرد حوار عقيم لا فائدة ترجى منه وهو بلا فائدة تذكر»، واعتبرت في تصريح إعلامي، أن البلاد في حاجة إلى إنجازات وإصلاحات، وأن الحكومة الحالية التي يقودها هشام المشيشي تعلم جيداً ما يجب عليها أن تقوم به، ولديها الآليات الكافية للقيام بذلك، لكنها مكبلة بالتوافقات والصفقات التي تضمن البقاء في الكراسي، نافية وجود إرادة سياسية للإصلاح، على حد قولها.
ويرفض الاتحاد الجلوس مع هذين الحزبين حول طاولة حوار واحدة، نظراً لوجود خلافات حادة مع «ائتلاف الكرامة»، الذي اتهم قيادات نقابية في السابق بالثراء غير المشروع، أما حركة النهضة وائتلاف الكرامة فإنهما لن يقبلا التفاوض مع الدستوري الحر بدعوى انتمائه إلى منظومة الحكم السابقة التي أسقطها التونسيون.
ومن خلال تصريحات إعلامية، أكد نور الدين الطبوبي وجود خطوات نحو تطبيق مبادرة الحوار الوطني خلال الأيام المقبلة، قائلاً إن النقابة صاغت «أرضية وقدمت أفكاراً وطالبت بالجلوس على الطاولة نفسها للخروج من أزمة البلاد الحالية»، وأشار إلى انتظار الأطراف المزمع مشاركتها في الحوار إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد عن الانطلاق الرسمي للحوار.
وكشف الطبوبي عن الاستعداد لتشكيل لجنة مشتركة بين رئاسة الجمهورية واتحاد الشغل خلال ساعات قليلة، وهي التي ستتولى التحضير لمختلف مراحل الحوار الوطني. ومن المنتظر كذلك تشكيل «هيئة حكماء ووسطاء» تحت إشراف الرئيس التونسي، وستوكل لها مهمة الإعداد للحوار ومتابعة مختلف مراحله.
وطمأن الطبوبي عدداً من الأحزاب السياسية الممثلة حالياً في البرلمان بقوله إن الحوار الحالي سيكون مختلفاً عن حوار سنة 2013، وإن المبادرة لا تهدف إلى الذهاب لانتخابات مبكرة أو تحوير الحكومة أو كذلك تغيير نظام الحكم. وأضاف أن «مهمة الاتحاد تتمثل في جلوس الجميع على طاولة الحوار وتحمل كل طرف مسؤوليته: هناك سلطة تشريعية منتخبة... ووجب أن نكون شركاء في المخرجات ومراقبة تنفيذها».
وفاجأ الطبوبي الساحة السياسية التونسية حين أشار إلى أن موعد انطلاق الحوار لا يمكن أن يتجاوز ثلاثة أشهر من الآن، وهو ما يعني أن الجلسات قد تنطلق نهاية شهر مارس (آذار) المقبل، قائلاً إن المبادرة نصت على حوار في أقرب الآجال الممكنة.
يشار كذلك إلى أن مشاركة حزب «قلب تونس» في الحوار الوطني ما زالت قيد البحث، وهي ترتهن إلى موقف رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي قال إن «الفاسدين» لن يشاركوا في جلسات الحوار، في إشارة إلى نبيل القروي الذي صدرت بشأنه بطاقة إيداع بالسجن بتهمة تبييض الأموال والتهرب الضريبي.
ويبقى موقف حكومة المشيشي من هذا الحوار موضع تساؤل، ومن المنتظر أن تكون طرفاً مشاركاً في الحوار بكل تفاصيله، حيث أكد رئيس الحكومة أنه لم يتلقَ نص مبادرة اتحاد الشغل، في حين أن الحكومة ستكون أهم طرف منفذ لمخرجات الحوار الوطني.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.