الأنباريون يأملون في طرد «داعش» وعودة النازحين إلى ديارهم

وفد محافظتهم وصل إلى واشنطن.. وينتظرون التسليح المباشر

الأنباريون يأملون في طرد «داعش» وعودة النازحين إلى ديارهم
TT

الأنباريون يأملون في طرد «داعش» وعودة النازحين إلى ديارهم

الأنباريون يأملون في طرد «داعش» وعودة النازحين إلى ديارهم

يعلق أهالي محافظة الأنبار آمالا عريضة على زيارة وفد المحافظة إلى العاصمة الأميركية واشنطن الذي يهدف إلى الحصول على الدعم المادي والمعنوي والإسناد للقوات الأمنية ومقاتلي العشائر.
وقال الشيخ همام العلواني أحد شيوخ عشائر المحافظة لوكالة الأنباء الألمانية إن «تنظيم داعش يرتكب جرائم يندى لها جبين الإنسانية ضد أهالي المحافظة منذ سيطرته على الكثير من مدن المحافظة قبل عدة أشهر». معربا عن أمله في أن تكون الزيارة مثمرة لكي «تخلصنا من كابوس داعش الإجرامي، لا أن تكون كسابقاتها».
وبين الشيخ العلواني أن «أعضاء الوفد هم خير من يمثل المحافظة وينقل مطالب وهموم أهالي الأنبار بأمانة تامة إلى المجتمع الدولي، بالإضافة إلى أنه يضم شيوخ عشائر تقاتل تنظيم داعش حاليا».
وكان وفد من محافظة الأنبار قد توجه قبل أيام إلى العاصمة الأميركية واشنطن. ويضم الوفد المحافظ صهيب الراوي ورئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت ورئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة ورئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة أحمد حميد العلواني، وقائممقام حديثة عبد الحكيم الجغيفي، وقائممقام الفلوجة فيصل العيساوي، والشيخ مزهر الملة خضر أحد شيوخ قبيلة البوفهد، وحكمت سليمان أحد شيوخ العشائر، وحكمت الكعود أحد شيوخ عشيرة البونمر، فضلا عن مهدي صالح معاون المحافظ للشؤون القانونية.
ويترقب الأنباريون نتائج الزيارة بفارغ الصبر علها تكون استجابة لمعاناتهم وتسهم في إنهاء الوجود الإرهابي في المحافظة وبقية المدن العراقية فضلا عن إنقاذ ملايين النازحين الذين افترشوا الأرض بكافة المدن العراقية وإنهاء لمعاناتهم كونهم يعانون ظروفا سيئة غير مسبوقة لنفاد المواد الغذائية والطبية منهم فضلا عن انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر والتي أسهمت بحدوث حالات وفاة بين الأطفال وبين كبار السن.
من جانبه، أكد نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حامد المطلك أن «زيارة وفد من الأنبار إلى واشنطن ستسهم في إنهاء الوجود الإرهابي في العراق». مرحبا بأي خطوة ترمي إلى محاربة تنظيم داعش. وعزا زيارة وفد المحافظة لواشنطن لطلب السلاح لرفض الحكومة المركزية في بغداد تسليحهم ودعمهم، ما جعلهم يفكرون في اللجوء إلى الدول الأخرى بغية محاربة تنظيم داعش الذي بات يسيطر على مساحات واسعة في المحافظة.
وبين المطلك أن «مجلس محافظة الأنبار جهة رسمية وشيوخ عشائر الأنبار معروفون بولائهم للعراق لذلك نبارك زيارتهم إلى واشنطن»، متمنيا أن «يوفر الوفد الحلول الفورية الكافية لإنهاء أزمة أكثر من مليوني نازح من أهلنا هم الآن متشردون يعانون قسوة الحياة وصعوبة العيش وتركوا ديارهم وأعمالهم من دون ذنب».
وأثار موضوع زيارة وفد محافظة الأنبار الذي توجه إلى الولايات المتحدة الأميركية جدلا في الأوساط السياسية العراقية ومخاوف لدى البعض أن تكون خطوة ممهدة لإعلان إقليم الأنبار ضمن مخطط تعمل عليه بعض الجهات الحزبية بالتعاون مع أطراف دولية لم يفصح عنها بالاسم المشككون والمتخوفون، فيما يرى متخصصون في الشأن السياسي والأمني أن زيارة الوفد تهدف إلى تكوين قوة عسكرية غير نظامية وبعيدة عن إشراف الحكومة المركزية من أجل تنفيذ مخططات خطيرة.
ويعاني عشرات الآلاف من النازحين في مخيمات النزوح في أربيل والسليمانية ودهوك بإقليم كردستان من وطأة البرد والثلوج في خيام لا تتوفر فيها مستلزمات الحياة البسيطة وقد داهمتها الأمطار والثلوج وانسابت إلى داخلها الأمر الذي تسبب في وفيات كثيرة نتيجة برودة الجو مع غياب المدافئ والأغطية في خيام النازحين، حسب معلومات أدلى بها ناشطون في إغاثة النازحين بمخيمات أربيل ودهوك والسليمانية.
وأكد مسؤول لجنة النازحين الأنباريين في مخيمات أربيل عيسى العداي لوكالة الأنباء الألمانية أن «مخيمات النازحين التي تضم قرابة مليون نازح تعاني من نقص في الخدمات الصحية والخدمات الأخرى ومن قلة الكوادر لقلة الأموال المخصصة مع وجود أعداد كبيرة من النازحين خارج المخيمات في هياكل المباني والمنازل غير المكتملة والخيام وأن النازحين يعيشون وضعا مأساويا على الأرض في أربيل خصوصا مع موجة البرد والثلوج التي تجتاح كردستان العراق».
وتشهد محافظة الأنبار، كبرى مدن العراق، وضعا أمنيا محتدما نتيجة العمليات العسكرية التي تشنها القوات العسكرية بالإضافة إلى سيطرة تنظيم داعش على مدن عدة بالمحافظة وهي الفلوجة والقائم والرطبة والعبيدي وعنه وراوه وأجزاء من الرمادي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.