استقالات جديدة من إدارة ترمب تعمّق أزمته

مشترعون يحضّون مسؤولي البيت الأبيض على البقاء في مناصبهم

الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (رويترز)
TT

استقالات جديدة من إدارة ترمب تعمّق أزمته

الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب (رويترز)

مع عودة الهدوء إلى العاصمة واشنطن إثر الاحداث التي شهدها مبنى الكابيتول، تواصلت الاستقالات من إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب لتشمل وزيرتين وعددا من المسؤولين. وكان من بين المسؤولين السياسيين الذين غادروا مناصبهم قبل أقل من أسبوعين على تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، موظفون كبار عملوا في إدارة ترمب منذ توليه الحكم عام 2017.
وانضمت بيتسي ديفوس، وزيرة التعليم التي كانت من بين كبار المانحين للحزب الجمهوري، ومن أشد الموالين لترمب، إلى قائمة المستقيلين. ووجهت له رسالة مساء الخميس تعلن فيها تنحيها من منصبها، واصفة ما جرى في الكونغرس بأنه «غير منطقي بالنسبة لأميركا». وكتبت: «لا شك أن خطابك هو الذي أثّر على الموقف، وهو نقطة انعطاف بالنسبة لي».
وفي اليوم نفسه، أعلنت إيلين تشاو وزيرة النقل وزوجة كبير الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، استقالتها على تويتر لتكون أول عضو في إدارة ترمب يقدم على هذه الخطوة. وقالت إن الاضطرابات في مبنى الكابيتول «أزعجتني بشدة بطريقة لا يمكنني ببساطة تنحيتها جانباً».
كما استقال ميك مولفاني الذي تولى منصب القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض سابقاً، من منصبه كمبعوث خاص لآيرلندا الشمالية ليلة الأربعاء، قائلا إنه لا يمكنه البقاء بعد أن شاهد الرئيس يشجع العصابات التي اجتاحت مبنى الكابيتول، وأنه أبلغ وزير الخارجية مايك بومبيو بذلك. لكنه أشاد بالذين دافعوا عن مواقف نائب الرئيس مايك بنس، مؤكدا ان العديد من المسؤولين يريدون الاستقالة لكنهم يخشون تعيين اشخاص غير أكفياء.
واستقال ماثيو بوتينغر، نائب مستشار الأمن القومي منذ العام 2019. وقد شغل سابقا منصب مدير إدارة آسيا في مجلس الأمن القومي، وهو متخصص في شؤون الصين. واستقال جون كوستيلو، أحد كبار مسؤولي الأمن السيبراني في البلاد الأربعاء، قائلا لمساعديه إن العنف في مبنى الكابيتول كان «نقطة الانهيار»، بحسب العديد من وسائل الاعلام الأميركية.
وقدم تايلر غودسبيد القائم بأعمال رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، استقالته الخميس. وقال في مقابلة بعد أن أبلغ رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز بقراره: «جعلتني أحداث الأمس غير قادر على الاستمرار».
ومساء الأربعاء، قدمت ستيفاني غريشام رئيسة موظفي السيدة الأولى ميلانيا ترمب والسكرتيرة الصحافية السابقة للبيت الأبيض، استقالتها بعد أكثر من 4 أعوام من العمل المتواصل مع عائلة ترمب. كما استقالت ريكي نيسيتا السكرتيرة الاجتماعية لميلانيا، التي شاركت في تنسيق احتفالات تنصيب ترمب.
وقدمت سارة ماثيوز نائبة السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، استقالتها الأربعاء، قائلة في بيان إنها «منزعجة للغاية مما ريأته اليوم».
وقد دعا مشترعون أميركيّون، أمس الخميس، أعضاء إدارة ترمب ومسؤولي البيت الأبيض إلى البقاء في مناصبهم لضمان نهاية مستقرّة للولاية الرئاسيّة.
وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الحليف المقرّب من ترمب: «إلى أولئك الذين يعتقدون أنّ عليهم ترك وظيفتهم من أجل بعث رسالة، أدعوكم إلى عدم فعل ذلك»، مشيراً إلى أنّ وجودهم إلى جانب ترمب يُعتبر ضماناً للاستقرار في الأيّام الأخيرة من ولاية الرئيس الجمهوري قبل تسلّم الرئيس المنتخب الديمقراطي جو بايدن مهمّاته في 20 يناير (كانون الثاني).
وقصد غراهام العديد من مسؤولي البيت الأبيض الذين قالت وسائل إعلام أميركيّة إنّهم يفكّرون في ترك مناصبهم، ومن بينهم كبير موظّفي البيت الأبيض مارك ميدوز ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين والمحامي بات تشيبولوني.
وقال السناتور خلال مؤتمر صحافي: «لن يعرف معظم الأميركيّين ما قدّمه مارك ميدوز وبات تشيبولوني، ومَن هم تحت قيادتهم، من خدمات لهذا البلد خلال العام الماضي». وأضاف: «روبرت أوبراين، لقد كنت محامياً جيّداً إلى جانب الرئيس. كُنتَ قوّة ثابتة ومستقرّة. (...) روبرت، ابقَ». وتابع: «إلى أولئك الذين يعملون من أجل الأمن القومي، نحن بحاجة إليكم أكثر من أيّ وقت مضى»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبه، قال السناتور الديمقراطي جو مانشين الذي كان في السابق مقرّباً جدّاً من ترمب: «أدعو الرجال والنساء المتميزين الذين يخدمون في كل مستويات الحكومة الفيدرالية، إلى البقاء في مناصبهم لحماية ديمقراطيّتنا».


مقالات ذات صلة

أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

الولايات المتحدة​ حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)

أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

أقامت الولايات المتحدة، الخميس، جنازة وطنية للرئيس السابق جيمي كارتر، لتتوّج بذلك تكريماً استمر أياماً عدة للحائز جائزة نوبل للسلام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 29 يونيو 2019 (رويترز)

البنتاغون يدرج شركات صينية جديدة على قائمته السوداء

أدرجت وزارة الدفاع الأميركية أكبر شركة صينية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية على القائمة السوداء ابتداء من يونيو 2026.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا  المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)

شولتس يرفض اقتراح ترمب زيادة الموازنة الدفاعية لدول حلف «الناتو»

أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس رفضه للدعوة التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب ترمب للدول الأعضاء في حلف (الناتو) لزيادة الحدّ الأدنى لإنفاقها الدفاعي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ المحكمة الأميركية العليا تحدد مصير تطبيق «تيك توك» وسط جدل حول الأمن القومي وحرية التعبير (رويترز)

المحكمة العليا الأميركية تستعد لحسم مصير «تيك توك»

تستمع المحكمة العليا الأميركية لمرافعات حول دعوات حظر تطبيق «تيك توك» وسط اتّهامات للشركة الصينية المالكة للمنصة بالتنصت على الأميركيين.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يواجه تحدي توحيد صفوف الجمهوريين في ظل غالبية ضئيلة

قبل أسبوعين فقط من تنصيبه، سيتعين أولاً على الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن يوحّد الصفوف في ظل غالبية جمهورية ضئيلة تعاني انقسامات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.