دراسة: التوائم المتطابقون ليسوا متشابهين بالدرجة التي كان يعتقدها العلماء

صورة لتوأم متطابقَين في مدينة نيجيرية (أرشيفية - رويترز)
صورة لتوأم متطابقَين في مدينة نيجيرية (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: التوائم المتطابقون ليسوا متشابهين بالدرجة التي كان يعتقدها العلماء

صورة لتوأم متطابقَين في مدينة نيجيرية (أرشيفية - رويترز)
صورة لتوأم متطابقَين في مدينة نيجيرية (أرشيفية - رويترز)

أظهرت دراسة نشرت أمس (الخميس)، أن الاختلافات الجينية بين التوائم الأحاديي اللاقحة، الذين تطلق عليهم عادة تسمية التوائم المتطابقين، يمكن أن تظهر في وقت مبكر جداً في التطور الجنيني، وهو اكتشاف يدفع إلى إعادة النظر في كيفية معرفة الباحثين من خلال التوائم ما هو فطري وما هو مكتسَب.
وتحدث ولادة التوائم الأحاديي اللاقحة الذين يُسمّون أحياناً التوائم المتشابهين عندما تنفصل البويضة (أو اللاقحة) الناتجة من الإخصاب إلى اثنتين، وبالتالي تشكّل جنينين. وتولي الأبحاث أهمية كبيرة للتوائم الأحاديي اللاقحة؛ إذ يُعتقد عموماً أن لديهم تركيبة جينية متشابهة، وأن اختلافاتهم الجسدية أو السلوكية مكتسبة من البيئة المحيطة بهم.
وركزت دراسة أعدها باحثون آيسلنديون ونُشرت في مجلة «نيتشر جينيتيكس» على درس التحوّرات التي تحصل في مرحلة مبكرة من التطور الجنيني، وخلصت إلى أن لدى كلّ من التوائم الأحاديي اللاقحة ما معدّله 5.2 تحوّر مختلف عن جينوم توأمه. ولاحظ معدّو الدراسة، أن لدى 15 في المائة منهم عدداً كبيراً من هذه التحوّرات المختلفة المبكرة.
واعتبر الباحثون، أن هذه النتائج تبيّن أن الدراسات السابقة قللت من شأن دور العوامل الوراثية في الاختلافات بين التوائم الأحاديي اللاقحة.
وفي تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال رئيس شركة «ديكود جينيتيكس» الآيسلندية التابعة لمجموعة الأدوية الأميركية «أمجين» كاري ستيفانسون، إن «النموذج التقليدي كان يقوم على استخدام التوائم المتطابقين للمساعدة في التمييز بين تأثير الجينات وتأثير البيئة في تحليل الأمراض. وإذا تم درس توائم متطابقين نشأوا منفصلين، وأصيب أحدهم باضطرابات التوحد، يكون التفسير التقليدي أن سبب هذه الاضطرابات هو البيئة».
إلا أن «هذا الاستنتاج خطير للغاية»، بحسب ستيفانسون؛ إذ إن ثمة احتمالاً أن يكون المرض ناتجاً من تحوّر جيني مبكرة حصل لأحد التوائم ولكن ليس للآخر. وأجرى فريق ستيفانسون البحثي تسلسلاً للجينوم الكامل لـ387 زوجاً من التوائم الأحاديي اللاقحة، بالإضافة إلى والديهم وأزواجهم وأطفالهم، للكشف عن التحوّرات الجينية.
وتبيّن أن أي تحوّر يحصل في الأسابيع الأولى من نمو الجنين يرجّح أن يشمل كل خلايا الفرد (أي الخلايا الجسدية، كتلك الموجودة في العضلات والأعضاء وما إلى ذلك، ولكن أيضا الخلايا التناسلية أو الأمشاج)، وأن ينتقل إلى نسله. واكتشف الباحثون في أحد أزواج التوائم التي شملتها الدراسة تحوّراً في كل خلايا أحد التوأمين - مما يعني أنه تحوّر حصل في مرحلة مبكرة من النمو - لكنّ هذا التحوّر لم يحصل إطلاقاً لدى توأمه.
وأوضح كاري ستيفانسون، أن «أحد التوأمين هو نتاج انقسامات الخلية التي حدث فيها التحوّر (ضمن مجموعة الخلايا الناتجة من الانقسامات الأولى للبويضة)، وفقط في هذه الخلية»، بينما تَشَكّل التوأم الآخر من الخلايا الأخرى. وأكد أن «هذه التحوّرات مثيرة للاهتمام؛ لأنها تتيح استكشاف الطريقة التي يحصل بها الحمل بتوأم».



تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.