للمرة الثانية في غضون أسبوع جدد الرئيس العراقي برهم صالح الحاجة إلى عقد سياسي جديد بين العراقيين بعد أن فشلت منظومة الحكم التي تأسست بعد عام 2003. وقال صالح خلال مشاركته في حفل تأبيني بذكرى حادثة مطار بغداد الدولي، الذي أقامته هيئة الحشد الشعبي أمس الثلاثاء إن «العراق أمامه تحديات واستحقاقات مهمة، أبرزها الانتخابات المبكرة النزيهة، بعيداً عن التزوير». وأضاف صالح خلال الحفل، الذي غاب عنه دون إبداء الأسباب كل من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، أن «من أبرز القضايا حاليا هي الشروع في الإصلاحات وتعزيز الأجهزة الأمنية وضبط السلاح المنفلت».
وأوضح صالح أن «هناك من يريد أن ينشغل العراقيون بصراعات داخلية تستنزفهم وتضعف وتهدد كيانهم، فلا يمكن الاستمرار والبلد مستباح والدولة منتهكة ومخترقة، ولن تستقيم أوضاع البلاد من دون أن يكون شعبه سيد نفسه بعيدا عن أي وصاية أو تدخل خارجي».
وتابع رئيس الجمهورية أن «هناك حاجة لعقد سياسي جديد يمكّن العراقيين في بناء دولة بسيادة كاملة، يعالج الأخطاء المتراكمة التي أدت لتصدع منظومة الحكم القائم، ولن يتحقق ذلك من دون الإصلاحات ومعالجة مكامن الخلل، من أجل تغيير واقع العراقيين وتحقيق حياة كريمة تليق بهم». ولفت صالح، إلى أن «العراقيين يعيشون الآن في ظروف بالغة التعقيد والحساسية، في ظل تحديات إقليمية وأزمات اقتصادية تتطلب من الجميع النظر لها بروح المسؤولية الوطنية، وضبط النفس وعدم السماح لأحد بالتلاعب بمقدرات البلد». وشدد صالح على أن «العراق المستقل ذو السيادة الكاملة هو قرار وإرادة تلتزم بمرجعية الدولة والدستور، وهو ركن أساسي لمنظومة إقليمية قائمة على احترام حق الشعوب ونبذ الصراعات، ولا يمكن القبول بأن يكون البلد ساحة صراع الآخرين أو منطلقا للعدوان على أحد».
وفيما أشاد صالح بفتوى «الجهاد الكفائي» التي أصدرها المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، فإنه أشار إلى أن العراق أمامه «تحديات جسمية واستحقاقات مهمة؛ أبرزها الانتخابات المبكرة النزيهة، بعيداً عن التزوير أو التلاعب بإرادة العراقيين في اختيار ممثليهم، والشروع في الإصلاحات وتعزيز الأجهزة الأمنية وضبط السلاح المنفلت». وأكد صالح «إننا نعيش في ظروف بالغة التعقيد والحساسية، في ظل تحديات إقليمية وأزمات اقتصادية تتطلب من الجميع النظر لها بروح المسؤولية الوطنية، وضبط النفس وعدم السماح لأحد بالتلاعب بمقدرات البلد».
وحول دعوة الرئيس العراقي، سواء لعقد سياسي جديد أو إبعاد العراق عن أن يكون ساحة لتصفية الحسابات بين الآخرين، يقول أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية الدكتور فاضل البدراني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «من الواضح أن الرئيس برهم صالح بدأ يستشعر خطورة الوضع العراقي ومآلاته وحالة الانسداد السياسي ومخاطره». وأضاف أن «الرئيس كان صريحا بطرحه أمام القوى السياسية بالتخلي عن منهج الارتهان بيد القوى الخارجية التي تستهين بسيادة العراق».
وأوضح البدراني أن «رسائل الرئيس صالح ابتعدت هذه المرة عن أي مجاملة وتعد في الواقع تحذيرا أخيرا للفاعل السياسي بالتحلي بالفعل الوطني»، مبينا أنها «في الوقت نفسه بمثابة إحراج للجميع بأن منهجهم خاطئ»، مضيفا أنه «في ثنايا رسالة رئيس الجمهورية إشارة إلى أنه ما لم يتبدل منهج الجميع فإن القضية العراقية ذاهبة إلى التدويل».
صالح يجدد الدعوة لإبعاد العراق عن الوصاية والتدخلات الخارجية
شارك في حفل تأبين في ذكرى حادثة المطار بغياب الكاظمي والحلبوسي
صالح يجدد الدعوة لإبعاد العراق عن الوصاية والتدخلات الخارجية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة