اليمن من دون رئيس أو حكومة.. والجنوب لن ينفذ قرارات صنعاء

مصادر: البرلمان سيضغط باتجاه تراجع هادي > الحوثيون أوقفوا بث قناة عدن الرسمية > علي عبد الله صالح يعود إلى المشهد السياسي

يمنيون وعناصر من الحوثيين أمام مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة صنعاء عقب إعلان استقالته أمس (أ.ب)
يمنيون وعناصر من الحوثيين أمام مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة صنعاء عقب إعلان استقالته أمس (أ.ب)
TT

اليمن من دون رئيس أو حكومة.. والجنوب لن ينفذ قرارات صنعاء

يمنيون وعناصر من الحوثيين أمام مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة صنعاء عقب إعلان استقالته أمس (أ.ب)
يمنيون وعناصر من الحوثيين أمام مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة صنعاء عقب إعلان استقالته أمس (أ.ب)

أصبح مصير اليمن مجهولا بعد أن أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالته من منصبه، بعيد وقت قصير على استقالة حكومة الكفاءات برئاسة خالد محفوظ بحاح. وقالت مصادر في الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن استقالة هادي جاءت بعد عدم التزام الحوثيين بما تم الاتفاق عليه وقيامهم بممارسات تخل بالاتفاق الذي لم تمض 24 ساعة على توقيعه.
ووجه هادي استقالته إلى رئيس وأعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب وأعضاء المجلس.وأكدت وزيرة الإعلام المستقيلة نادية السقاف استقالة هادي، لكنها أكدت في تغريدة لها على «تويتر» أن «‏شرعية البرلمان اليمني الحالي من شرعية المبادرة الخليجية التي مددت له، وباستقالة الرئيس فإن المبادرة لم تعد فاعلة، وبالتالي البرلمان ينحل».
وفي وقت لاحق، أعلن مجلس النواب (البرلمان) رفضه لاستقالة هادي، ودعا إلى جلسة طارئة وعاجلة اليوم.
وتشير المصادر إلى أن البرلمان سيضغط باتجاه تراجع هادي عن استقالته، فيما تتحدث مصادر سياسية عن أن استقالة الرئيس وحكومته هي الحل الوحيد لقطع الطريق أمام استيلاء الحوثيين على السلطة عبر قرارات شرعية.
في هذه الأثناء قال شهود عيان إن الحوثيين يحاصرون مدخل البرلمان في العاصمة صنعاء أمس.
ومن المتوقع أن تثير خطوة الحوثيين بمنع عدد من الوزراء والمسؤولين من السفر، أزمة أخرى.
وقال الدكتور العزي شريم، وزير المياه والبيئة المستقيل لـ«الشرق الأوسط» إن هناك جملة من الأسباب التي أدت إلى استقالة الحكومة وسيكشف عنها في وقت لاحق، وذكر مصدر في حكومة بحاح لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين ذهبوا، أمس، إلى مكاتب الوزراء ومنازلهم لإجبارهم على التوقيع على قرارات بتعيين نواب لهم وهددوهم بعواقب وخيمة إن لم يفعلوا ذلك.
وجاءت استقالة الرئيس هادي وحكومة الكفاءات، أمس، بعد ساعات قليلة على وصول المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر إلى صنعاء وعقده اجتماعا فور وصوله مع الأطراف الموقعة على اتفاق السلم والشراكة.
في غضون ذلك, قال القيادي في حركة الحوثيين (أنصار الله) علي العماد إنهم سيشكلون مجلسا رئاسيا بعد استقالة الرئيس الانتقالي هادي وحكومة خالد بحاح, تأكيدا لما كشفت عنه {الشرق الأوسط} في عدد الأربعاء الماضي.
ورغم أن رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، حسب الدستور، هو الذي من المفترض أن يمسك بزمام السلطة في البلاد حتى موعد إجراء انتخابات رئاسية، فإن الرئيس السابق علي عبد الله صالح هو الذي يمسك بزمام الأمور فعليا باعتبار أن حزبه، المؤتمر الشعبي العام، يسيطر على البرلمان.
وأوقف الحوثيون، مساء أمس، بث قناة عدن التلفزيونية الرسمية التي تبث من محافظة عدن، وذلك بعد أن أعلنت القناة أنها ستبث بيانا مهما للجنة الأمنية في المحافظة بشأن التطورات الجارية في صنعاء.
ومن جهتها, أعلنت اللجنة الأمنية في إقليم عدن وقف تنفيذ أي توجيهات تأتي من العاصمة صنعاء، ودعت جميع أجهزة الدولة في محافظات عدن والضالع، ولحج، وأبين، إلى أخذ توجيهاتهم من السلطات المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.