نائبة جمهورية تتعهد بحمل السلاح في الكونغرس... والشرطة تعتزم التعامل معها

لورين بوبرت النائبة المنتخبة بمجلس النواب الأميركي (أ.ف.ب)
لورين بوبرت النائبة المنتخبة بمجلس النواب الأميركي (أ.ف.ب)
TT

نائبة جمهورية تتعهد بحمل السلاح في الكونغرس... والشرطة تعتزم التعامل معها

لورين بوبرت النائبة المنتخبة بمجلس النواب الأميركي (أ.ف.ب)
لورين بوبرت النائبة المنتخبة بمجلس النواب الأميركي (أ.ف.ب)

تعهدت لورين بوبرت، النائبة المنتخبة بمجلس النواب الأميركي، بحمل مسدس خلال فترة عملها في واشنطن العاصمة بدافع حماية نفسها «بشكل قانوني» وحتى داخل الكونغرس الأميركي.
وظهرت عضوة الكونغرس المنتمية للحزب الجمهوري، في مقطع فيديو شاهده أكثر من مليوني شخص، وهي تحمل مسدساً قبل أن تتجول في المدينة. وقالت إنها: «ستحمل سلاحاً في العاصمة والكونغرس».
وأضافت بوبرت: «بصفتي امرأة طولها خمسة أقدام و100 رطل، اخترت حماية نفسي بشكل قانوني»، موضحةً أنها ترفض التنازل عن حقها على الرغم من أنها تعمل في «أكثر المدن ليبرالية في أميركا».
من جانبه، قائد شرطة العاصمة الأميركية روبرت كونتي إنه يعتزم التحدث إلى النائبة الجمهورية بشأن القواعد الصارمة لحمل الأسلحة النارية.
وأضاف كونتي: «ستخضع عضوة الكونغرس لنفس العقوبات التي تقع على أي شخص آخر يُقبض عليه في شوارع العاصمة وهو يحمل سلاحاً نارياً».
وتمتلك السيدة بوبرت مطعماً في بلدة ريفل الأميركية بولاية كولورادو، حيث تشجع العاملين فيها على حمل الأسلحة علانية، كما هو مسموح به بموجب قوانين الولاية. وشكّلت قضية حقوق السلاح جزءاً رئيسياً من الحملة الانتخابية للنائبة الجمهورية في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وبينما يكرس دستور الولايات المتحدة حق الناس في الاحتفاظ بالأسلحة وحملها، فإن القواعد التي تحكم ذلك تختلف، حيث يُسمح لأعضاء الكونغرس بالاحتفاظ بالأسلحة النارية في مكاتبهم ونقلها في واشنطن العاصمة. ويلزم للحصول على تصريح لحمل السلاح في شوارع المدينة، فضلاً عن تسجيل الأسلحة المستوردة من الدول الأخرى لدى السلطات المحلية.
واقترحت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، الشهر الماضي، تشريعاً جديداً لتشديد قواعد حمل السلاح الحالية لأعضاء الكونغرس.



الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
TT

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

تعود أحداث فيلم «صيفي»، الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات، حيث يأخذ المشاهد في رحلة درامية مشوقة تسلط الضوء على طموح الثراء السريع والتحديات التي تواجهها المجتمعات في تلك الحقبة.

الفيلم، المرشح لجائزة مسابقة الأفلام الطويلة، يحكي قصة رجل أربعيني يُدعى صيفي محمد، الذي يعيش وهم تحقيق ثراء سريع باستخدام مهاراته المحدودة، إلا أنه يجد نفسه محصوراً بين فرقته الشعبية التي تُحيي الأفراح الجماعية، وإدارة متجره الخاص «شريط الكون» الذي يبيع فيه أشرطة كاسيت متنوعة، لا سيما تلك التي تتعلق بالخطب الإسلامية الممنوعة، التي يحصل عليها من المهدي حسام الحارثي، المستشار الديني لرجل الأعمال الشيخ أسعد أمان.

وفي خضم حياة مليئة بالتجارب الفاشلة، يعثر صيفي على شريط يحتوي على تسجيل سري بين الشيخ أسعد والمهدي، يكشف عن فضيحة تضع مكانة الشيخ الاجتماعية على المحك، بعدها يقرر صيفي خوض مغامرة خطيرة لابتزاز المهدي مالياً، مستغلاً سراً يمكن أن يُدمّر حياة الجميع. ومع تسارع الأحداث يضطر صيفي للاختباء في منزل طليقته رابعة، التي تشارك في جلسات تطوير الذات واستشفاء الطاقة، إلى جانب أختها رابية، حينها يجد في علاقتهما المضطربة فرصة للبقاء عندها أطول فترة ممكنة.

مخرج الفيلم وكاتب السيناريو، وائل أبو منصور، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرة الفيلم جاءت من شخصية صيفي التي كانت مثيرة بالنسبة لي، فهو شخص يعيش وهم النجاح ولكنه لا يمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك، وهذا التناقض جذبني لشخصيته، وحاولت أن أقدم شخصية معقدة ترسخ في ذاكرة المشاهد.

وأوضح أبو منصور أن الفيلم يناقش قضايا حساسة مثل الابتزاز والفساد الديني، وهي مواضيع قد تثير الكثير من الجدل، وأضاف: «كان التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو الحفاظ على التوازن في طرح هذه القضايا دون الإساءة للمعتقدات أو المجتمع أو الأجيال المختلفة، في المقام الأول، لقد كان من الضروري أن نكون حذرين في تقديم هذه المواضيع، بحيث لا نوجه اتهامات مباشرة أو نظهرها بطريقة يمكن أن تضر بالمجتمع أو تؤذي مشاعر الناس».

وتابع مخرج العمل: «حاولنا أن نعرض هذه القضايا من خلال السياق الدرامي الذي يثير التساؤلات ولا يقدم إجابات قاطعة، بل يحفز المشاهد على التفكير والنقد بشكل مفتوح، كانت هناك حاجة لإيجاد طريقة لتقديم هذه المواضيع بشكل واقعي، مع الحفاظ على احترام الأبعاد الاجتماعية والدينية. لكن الأهم من ذلك هو إيجاد الأسلوب الذي يعكس التعقيد البشري لهذه المواضيع، بدلاً من أن نقدمها بشكل سطحّي أو مسيء».

وفي ختام حديثه يقول أبو منصور إنه حرص على أن يكون «صيفي» متوازناً بين إظهار الحقيقة التي قد تحيط بهذه القضايا، والتأكيد على أن هذا لا يعكس المجتمع ككل، بل يعكس جزءاً من واقعه المعقد، وكان الهدف فتح حوار بنّاء بين الأفراد والمجتمع حول هذه القضايا، بدلاً من استغلالها لأغراض إثارة الجدل أو الهجوم.

تجدر الإشارة إلى أن الفيلم الذي تم تصويره في مدينة جدة الساحلية مطلع عام 2023، واستغرق العمل عليه 28 يوماً، روعي فيه اختيار مواقع تصوير تعكس تلك الحقبة الزمنية لتجنب إرباك المشاهد؛ حيث تم اختيار أحياء ومواقع قديمة من المدينة، ومنها حي الرويس وحي البغدادية العتيقة لتكون ساحات لتصوير مشاهد الفيلم».