الجيش اللبناني يفكك سيارة مفخخة بـ25 كيلوغراما من المتفجرات في عرسال

مداهمات في البقاع تنفيذا للخطة الأمنية.. وتوقيف مشتبهين في مخيمات بالشمال

الجيش اللبناني يفكك سيارة مفخخة بـ25 كيلوغراما من المتفجرات في عرسال
TT

الجيش اللبناني يفكك سيارة مفخخة بـ25 كيلوغراما من المتفجرات في عرسال

الجيش اللبناني يفكك سيارة مفخخة بـ25 كيلوغراما من المتفجرات في عرسال

عثر الجيش اللبناني يوم أمس في منطقة عرسال في البقاع (شرق لبنان) على سيارة مفخخة بنحو 25 كيلوغراما من المواد المتفجرة، وفق ما جاء في بيان لقيادة الجيش، مشيرا إلى أنّ دورية من المخابرات عثرت على السيارة وهي من نوع «كيا» لون أسود من دون لوحات قرب حاجز عين الشعب في المنطقة وقد حضر على الفور الخبير العسكري وعمل على تفكيكها.
وفي الشمال، نفذت قوة من الجيش مداهمات عدة استهدفت أماكن تجمعات لنازحين سوريين في خراج بلدة خربة داود في عكار، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، مشيرة إلى توقيف عدد من المشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية.
وفي ظل الحديث عن انطلاق الخطة الأمنية في البقاع، وبعد الزيارة التفقدية لوحدات الجيش التي قام بها قائد الجيش جان قهوجي أوّل من أمس، إلى عرسال، اعتبر النائب في «كتلة حزب الله، كامل الرفاعي أن الزيارة حملت في طياتها رسالة إلى المسلحين في الجانب الآخر من الحدود اللبنانية، وهي أن الجيش اللبناني لديه القرار السياسي والأمني لمواجهتهم وعدم السماح لهم باستخدام الأراضي اللبنانية لأهداف سياسية».
ولفت في حديث لـ«وكالة الأنباء المركزية» إلى «انطلاق الخطة الأمنية في البقاع منذ يومين حيث شهدت منطقة بعلبك الهرمل الكثير من المداهمات وملاحقة المطلوبين، وهي لن تكون عبارة عن حواجز عسكرية بل عمل مخابراتي ثمّ تأتي عمليات الدهم»، مشدّدا على «تجاوب القوى السياسية مع هذه الخطة وهي ترفع الغطاء عن جميع المخلين بالأمن، مضيفا: «هناك تأييد شعبي وسياسي لهذه الخطة التي نتمنى أن تكون ناجحة وأن تتمتع بالسرية والعمل السريع لإلقاء القبض على الخارجين عن القانون، لكن على أساس المحافظة على كرامة المواطنين الأبرياء الذين يتعرضون أحيانا إلى مضايقات من قبل منفذي الخطة الأمنية».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.