مع استمرار إغلاق «كورونا»... كيف تحفّز الأطفال على التعلم عن بُعد؟

طفل يحضر احد صفوفه عبر الإنترنت وسط تفشي كورونا بالولايات المتحدة (أ.ب)
طفل يحضر احد صفوفه عبر الإنترنت وسط تفشي كورونا بالولايات المتحدة (أ.ب)
TT

مع استمرار إغلاق «كورونا»... كيف تحفّز الأطفال على التعلم عن بُعد؟

طفل يحضر احد صفوفه عبر الإنترنت وسط تفشي كورونا بالولايات المتحدة (أ.ب)
طفل يحضر احد صفوفه عبر الإنترنت وسط تفشي كورونا بالولايات المتحدة (أ.ب)

إن تحفيز الأطفال على أداء واجباتهم المدرسية كان يعتبر أمراً صعبًا بدرجة كافية في أوقات ما قبل جائحة «كورونا». وبغض النظر عن مدى مهارة المعلم ومدى ذكاء الخطط المتبعة في إعطاء الدروس، سيجد معظم الأطفال بعض الأعمال الأكاديمية على الأقل شاقة بشكل كبير، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وتعاني العديد من العائلات بسبب التعلم عن بعد في ظل استمرار الإغلاق المرتبط بفيروس «كورونا»، خاصةً بعد أكثر من أسبوعين من العطلة الشتوية التي لم يطلب خلالها أحد من أي شخص حضور صفوف عبر تطبيق «زووم».
ويعتبر التحفيز آلية معقدة تعتمد على مزيج من العوامل البيولوجية والاجتماعية. يمكن أن تساعد العقوبات والمكافآت في دفعها في الاتجاه الصحيح. ومع ذلك، يحتاج الآباء إلى التفكير فيما هو أبعد من مجرد إنجاز الواجبات المنزلية.
*كيف تعمل التحفيزات؟
تتشكل أنظمة الدماغ وراء التحفيز بمرور الوقت، وتبدأ في السنوات الأولى. يحتاج الأطفال الصغار إلى مقدم رعاية داعم لتشجيعهم على اغتنام الفرص والاستكشاف، ومساندتهم عندما يجدون نشاطًا مجزيًا. بمرور الوقت، ستعزز المتعة التي يشعر بها الطفل من التغلب على التحدي أو الانغماس في الفضول رغبته في القيام بذلك مرارًا وتكرارًا.
وتشرح ورقة نشرت عام 2018 من قبل مركز تنمية الطفل بجامعة هارفارد آليات الدماغ وراء هذه العملية. وتنصح الآباء بالبدء في تحفيز أطفالهم مبكرًا، وتذكرهم بضرورة تحدي الأطفال ولكن بطريقة معتدلة.
وكتب المؤلفون: «منذ الطفولة فصاعدًا، يلزم بذل جهد للحفاظ على الحافز، لكن النجاح يجب أن يكون ممكنًا. فهم يفقدون الدافع عندما تكون المهمة سهلة للغاية، ولكن أيضًا عندما تكون صعبة بحيث لا يمكن التغلب عليها».
لجعل الأطفال أكثر تحفيزًا، يوصي الخبراء بمنح الأطفال أكبر قدر ممكن من الدعم، والحفاظ على المكافآت عند الحد الأدنى مع تعزيز الدافع الداخلي، وتذكر أن الظروف - بما في ذلك الموارد والوقت والدعم – مهمة.
*القيام بالمزيد من خلال عمل أقل
لم تخلق فترة ما بعد العطلة خلال الوباء الظروف المثالية للآباء لتحفيز الأطفال على العودة للدراسة.
وجدت ويندي أوستروف، الأستاذة المساعدة في العلوم المعرفية والتنموية بجامعة ولاية سونوما في كاليفورنيا، أن ابنها في الصف السادس كان يواجه صعوبة في التعلم عن بعد هذا الخريف.
وان أوستروف هي أيضًا مؤلفة كتاب «زراعة الفضول في الفصول الدراسية من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر: كيفية تعزيز التعلم العميق واستدامته»، وقالت: «كان يعاني كثيرًا من القلق، ولم يشارك في عمله... لقد كانت أحداث كثيرة بالنسبة له، وأدت إلى إخراج أسرتنا بأكملها عن مسارها».
وكانت مترددة في أن تكون «تلك الأم»، التي «تطلب معاملة خاصة» من المدرسة. لكن بعد شهرين، طلبت من المعلمين تقليص دروس الفن والموسيقى التي كانت صعبة على ابنها. وأوضحت: «أصبح طفلاً مختلفًا».
وتعتبر أوستروف ما حصل معها درسًا مهمًا وتأمل أن يتنبه إليه الآباء الآخرون. في بعض الأحيان، مع الأطفال، تكون حيلة التحفيز بسيطة مثل تقليل عبء العمل عليهم. إذا شعر طفلك بالإرهاق، فمن الصعب عليه أن يرى الإمكانات في نفسه أو في عمله.
* ضرورة تحديد وقت للعب
قالت أوستروف إن الأطفال ليسوا مصممين للتعلم افتراضيًا، بغض النظر عن مدى جودة التعليم. بدلاً من ذلك، يتعلم الأطفال بشكل أفضل من خلال اللعب والتفاعل الاجتماعي والتعاون، وكل ذلك من الصعب تحقيقه على الشاشة.
وأضافت: «علينا أن نعيد البهجة إلى التعلم لأن الكثير من الفرح قد انتهى»، موضحة أن المفاجآت واللعب هما ما ينشطان أدمغة الأطفال.
من أجل ضخ المزيد من ذلك في حياتهم، توصي أوستروف بتخصيص وقت في اليوم حيث يمكن للأطفال التعلم بطريقة أكثر مرحًا، سواء كان ذلك أثناء حضورهم صفوف المدرسة أم لا. استمع إلى الأطفال، وساعدهم على متابعة فضولهم، ولا تقلق بشأن ما إذا كانوا يضعون كل طاقتهم في كل مهمة عبر الإنترنت أم لا.
*مساعدة الأطفال على التفكير بشكل أعمق
في تلك اللحظات التي يكون هناك مقال لا ترغب ابنتك في كتابته أو مشكلة حسابية لا يريد ابنك اكتشافها، قد يكون من المفيد إعادة توجيه انتباههم إلى كيفية تأثير التعلم اليوم على مستقبلهم.
قال ديفيد ييغر، أستاذ علم النفس المشارك في جامعة تكساس في أوستن، إن الأمر لا يتعلق بمدى نجاحهم، لأن ذلك قد لا يبدو ملهمًا. حاول تحفيزهم في سياق كيفية تمكنهم من مساعدة الآخرين بشكل أفضل.
وأوضح: «أعد صياغة أي إحباط أو صعوبة يواجهها الطالب كجزء من مساهمته في العالم... أخبرهم أنه كلما كانت عقولهم أقوى، زادت قدرتهم على المساهمة في شيء أكبر من أنفسهم».
وقال ييغر إن هذا يستغل غريزتنا لمساعدة الآخرين، ويلمس هرمونات الشعور بالسعادة التي نميل إلى الحصول عليها من أفعال التعاطف.
*المكافآت
قال ييغر إن المكافآت والعقوبات يمكن استخدامها لجميع الأعمار، ولكن ليس لمكافأة النتائج أو الإنتاجية. يجب أن نكافئ الروتين والعادات التي تجعل الإنتاجية ممكنة.
وتابع: «لا تستخدم مكافأة لإكمال مكالمة (زووم) باهتمام كامل، استخدم المكافأة لشيء أصغر مثل الجلوس في الساعة 8:15 أمام الكومبيوتر... أنت تكافئ هذه العادة، أو الخطوة التي ستجعل من السهل على الأطفال التواجد في الفصل».
وأضاف: «اجعلهم يقومون بخطوات أصغر وسيكونون أكثر عرضة للقيام بخطوات أكبر بمفردهم».
بشكل عام، يعد اتخاذ خطوات صغيرة دائمًا نصيحة جيدة عند محاولة تغيير السلوك أو الموقف.


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

شاهد... لحظة سقوط مغني الراب الأميركي فاتمان سكوب على المسرح قبل وفاته

مغني الراب الأميركي فاتمان سكوب (صفحته على «فيسبوك»)
مغني الراب الأميركي فاتمان سكوب (صفحته على «فيسبوك»)
TT

شاهد... لحظة سقوط مغني الراب الأميركي فاتمان سكوب على المسرح قبل وفاته

مغني الراب الأميركي فاتمان سكوب (صفحته على «فيسبوك»)
مغني الراب الأميركي فاتمان سكوب (صفحته على «فيسبوك»)

توفي مغني الراب الأميركي فاتمان سكوب، على ما أفاد مدير أعماله، السبت، بعدما كان الفنان البالغ (53 عاماً) سقط على خشبة المسرح خلال حفلة موسيقية في اليوم السابق.

وكان فاتمان سكوب الذي اشتُهر بأغنيتيه «بي فيثفول» (Be Faithful) و«إت تيكس سكوب» (It Takes Scoop)، هوى خلال إحيائه حفلة في مدينة هامدن بولاية كونيتيكت (شمال شرقي الولايات المتحدة)، فنُقِل إلى المستشفى، لكنّ الأطباء لم يتمكنوا من إنعاشه، وفق ما أوضحت وسائل إعلام أميركية.

وأظهر مقطع فيديو، عرضه موقع «تي إم زي» المختص بأخبار المشاهير، مسعفين يُجرون عملية إنعاش لقلب الفنان عندما كان لا يزال على المسرح، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ونعاه مدير أعماله، بيرتش مايكل في منشور على شبكة «فيسبوك»، جاء فيه: «بقلب حزين، أعلن وفاة آيزك فريمان الثالث، المعروف مهنياً باسم فاتمان سكوب».

وأضاف في منشوره الذي أرفق به صورة لمغني الراب: «لقد علمتني أن أكون الرجل الذي أنا عليه اليوم. أحبك يا سكوب، شكراً جزيلاً لك على كل ما أعطيتني».

ووجهت نجمة الهيب هوب ميسي إليوت تحية إلى فاتمان سكوب، فكتبت عبر منصة «إكس»، أن ما تمتع به من «صوت وطاقة» أسهم طوال أكثر من عقدين في «كثير من الأغنيات التي أسعدت الناس وجعلتهم يرقصون». وأضافت: «تأثيرك ضخم ولن يُنسى أبداً».

وفي عام 2018، كان فاتمان سكوب موضع جدل في أستراليا، عندما نشر رئيس الوزراء آنذاك سكوت موريسون مقطع فيديو لأغنية «بي فيثفول» على «إكس».

وما لبث موريسون المحافظ والمنتمي إلى المذهب المسيحي الإنجيلي أن حذف منشوره بعد تلقيه انتقادات بسبب كلمات مغني الراب التي عُدّت غير مناسبة لقواعد البرلمان الأسترالي.