ألمانيا تسجل 944 وفاة بكورونا... وميركل تبحث تمديد الإغلاق

مجموعة من الألمان في أحد شوارع مدينة دوسلدورف غرب ألمانيا (إ.ب)
مجموعة من الألمان في أحد شوارع مدينة دوسلدورف غرب ألمانيا (إ.ب)
TT

ألمانيا تسجل 944 وفاة بكورونا... وميركل تبحث تمديد الإغلاق

مجموعة من الألمان في أحد شوارع مدينة دوسلدورف غرب ألمانيا (إ.ب)
مجموعة من الألمان في أحد شوارع مدينة دوسلدورف غرب ألمانيا (إ.ب)

وصل إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا إلى 1.8 مليون حالة حتى الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم (الثلاثاء) بتوقيت مدينة فرانكفورت، وفقاً لبيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز ووكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وأوضحت البيانات أن إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن مرض «كوفيد - 19»، الذي يسببه الفيروس وصل إلى 35 ألفاً و748 حالة، فيما وصل عدد المتعافين إلى 1.45 مليون شخص.
يشار إلى أنه مضى نحو 49 أسبوعاً على الإعلان عن أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا.
وعلى صعيد متصل، أعلن معهد «روبرت كوخ» الألماني اليوم (الثلاثاء)، أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت 11 ألفاً و897 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، فضلاً عن 944 حالة وفاة إثر الإصابة به في غضون 24 ساعة.
لكن المعهد أشار إلى أن تحليل البيانات حالياً يعد صعباً؛ لأنه تم اكتشاف حالات الإصابة خلال فترة أيام عيد الميلاد (الكريسماس) ورأس السنة وما حولهما وتسجيلها ونقلها بشكل متأخر.
يشار إلى أن أعلى عدد لحالات الوفاة إثر الإصابة بالفيروس خلال يوم واحد تم تسجيله يوم الأربعاء الموافق 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وبلغ آنذاك 1129 حالة وفاة. وتم تسجيل أعلى عدد لحالات الإصابة الجديدة بالفيروس خلال يوم واحد في يوم 18 ديسمبر الماضي بإجمالي 33 ألفاً و777 حالة إصابة، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف المعهد اليوم أن إجمالي عدد الإصابات بالفيروس منذ بدء تفشي الوباء بلغ مليوناً و787 ألفاً و410 حالات إصابة، وبلغ إجمالي عدد حالات الوفاة إثر الإصابة بالفيروس 35 ألفاً و518 حالة وفاة. وبحسب بيانات المعهد، بلغ عدد المتعافين من الإصابة بالفيروس في ألمانيا نحو مليون و424ألفاً و700 شخص.
وجاء في تقرير المعهد أمس (الاثنين)، أنه بلغ عدد إعادة إنتاج الإصابة بالفيروس في ألمانيا 0.85، فيما كان يبلغ أول من أمس (الأحد) 0.91، ويعني ذلك أن كل 100 مصاب بالفيروس يمكنهم نقل العدوى لـ85 شخصاً آخرين. وإذا ظل هذا العدد أقل من 1 لمدة طويلة، فإن ذلك يعني أن عملية حدوث العدوى تتراجع. ولكن المعهد أكد أنه يتم حالياً التقليل من قيمة إعادة إنتاج الإصابة بالفيروس بسبب التأخير في تسجيل الحالات الجديدة.
وفي سياق متصل، دعت رئيسة حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي لاتباع نهج حذر في المدارس ورياض الأطفال في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك قبل المؤتمر عبر الفيديو المنتظر بين ميركل ورؤساء حكومات الولايات عن أزمة كورونا اليوم (الثلاثاء).
وقالت أنيجرت كرامب - كارنباور التي تشغل أيضاً منصب وزيرة الدفاع الألمانية لوكالة الأنباء الألمانية بالعاصمة برلين: «أتمنى ألا يكون هناك أي حضور في المدارس ورياض الأطفال، أو أن يكون لدينا حضور محدود قدر الإمكان».
وفيما يتعلق بأسئلة المواطنين ومخاوفهم التي تتعلق باستراتيجية منح لقاح كورونا، دعت الوزيرة الألمانية لنقاش مفتوح ولتوعية.
يشار إلى أن ميركل ورؤساء حكومات الولايات يعتزمون التشاور بعد ظهر اليوم في مؤتمر عبر الفيديو بشأن القيود المشددة لمواجهة فيروس كورونا والمحدد مدة سريانها حتى 10 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وخلال الأيام القليلة الماضية، صار من الواضح أنه لن يتم استئناف الحياة العامة في الوقت الحالي بسبب ارتفاع عدد الإصابات. ويؤيد أغلب رؤساء حكومات الولايات تمديد إجراءات مواجهة كورونا لمدة ثلاثة أسابيع أخرى حتى نهاية الشهر الجاري.
وقالت كرامب - كارنباور: «عندما يكون الأساس لجميع الولايات الاتحادية هو تجنب الحضور الجسدي بالحصص المدرسية على نطاق واسع قدر الإمكان، يمكن أن يكون ذلك طريقاً جيدة. سيكون ذلك بمثابة إشارة مهمة للغاية»، وأكدت أن تقليل المخالطات الاجتماعية في اليوم المدرسي أيضاً لفترة طويلة قدر الإمكان يمكن أن يساعد في السيطرة على حدوث العدوى بالفيروس.
ورفضت رئيسة حزب ميركل الانتقاد الصادر من صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم لاستراتيجية الحكومة الخاصة بمنح لقاح كورونا. وقالت إنه صحيح أن هناك أسئلة مبررة وهناك أيضاً حاجة للتحسين في بعض المسارات، إلا أنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن انتقاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي يعد «محاولة رخيصة للقيام بحملة انتخابية وسط الوباء»، لافتة إلى أنه تم اتخاذ القرارات من قبل الحكومة المكونة من الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي معاً.
إلى ذلك، أعربت غالبية كبيرة من الألمان في استطلاع للرأي عن تأييدها لتمديد الإغلاق لاحتواء جائحة كورونا. وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد أبحاث الرأي «يوجوف» بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية، أن أكثر من ثلثي الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع ذكروا أنه تتعين مواصلة القيود على الأقل بنفس شدتها الحالية لما بعد العاشر من يناير (كانون الثاني) الجاري.
وبحسب الاستطلاع، أيد 41 في المائة من الألمان الإبقاء على القيود بنفس شدتها الحالية، بينما دعا 24 في المائة آخرون إلى زيادة تشديدها. وفي المقابل، دعا 17 في المائة فقط من الألمان إلى تخفيف الإغلاق، بينما يرغب 11 في المائة من الألمان في إلغاء القيود بالكامل.
وهناك تقارير عن إمكانية تمديد الإغلاق حتى نهاية يناير بدلاً من النهاية المخطط لها حالياً في العاشر من الشهر نفسه. وتم حظر الأحداث العامة الكبرى قبل ذلك الحين، وتقام الأحداث الرياضية القليلة المسموح بها في ملاعب دون جماهير.
وبينما أدت الإجراءات الحالية إلى انخفاض معدلات الإصابة، تفيد تقارير بأن معظم رؤساء حكومات الولايات يؤيدون تمديد الإغلاق، إلا أنه لا يزال من غير الواضح كيفية التصرف مع المدارس ومراكز الرعاية النهارية.
تجدر الإشارة إلى أن حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي هو الحزب الوحيد في البرلمان الألماني الذي يعارض بشدة تمديد تدابير احتواء كورونا.
وفي المقابل، أظهر الاستطلاع انقساماً بين أنصار الحزب، حيث أعرب 33 في المائة منهم عن رغبتهم في العودة الكاملة إلى الحياة الطبيعية، بينما دعا 23 في المائة آخرون إلى تخفيف الإجراءات، في حين ذكر 42 في المائة أن الإغلاق يجب أن يظل كما هو، أو أن يُشدد.
وبلغت نسبة مؤيدي الإبقاء على الإغلاق الصارم أو تشديده بين أنصار حزب الخضر 85 في المائة، مقابل 75 في المائة لكل من أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب «اليسار» والحزب الديمقراطي الحر، و73 في المائة لأنصار التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل.
شمل الاستطلاع، الذي أجري خلال الفترة من 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي حتى الرابع من يناير الجاري، 2021 ألمانياً فوق 18 عاماً.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».