أتباع نتنياهو يروّجون لقرب زيارة العاهل المغربي قبيل الانتخابات

مسؤول في الليكود دعا للحذر من «ألاعيب انتخابية»

نتنياهو يبحث عن حدث يسنده في الانتخابات المقبلة يماثل اتفاقات التطبيع أواخر العام الماضي (رويترز)
نتنياهو يبحث عن حدث يسنده في الانتخابات المقبلة يماثل اتفاقات التطبيع أواخر العام الماضي (رويترز)
TT

أتباع نتنياهو يروّجون لقرب زيارة العاهل المغربي قبيل الانتخابات

نتنياهو يبحث عن حدث يسنده في الانتخابات المقبلة يماثل اتفاقات التطبيع أواخر العام الماضي (رويترز)
نتنياهو يبحث عن حدث يسنده في الانتخابات المقبلة يماثل اتفاقات التطبيع أواخر العام الماضي (رويترز)

في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إقناع العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بتلبية دعوته القيام بزيارة رسمية إلى تل أبيب، أقدم عدد من نشطاء حزب الليكود الحاكم ذوي الأصول المغربية، إلى نشر إشاعة في الشبكات الاجتماعية، مفادها أن الملك سيزور إسرائيل في الأسابيع القريبة القادمة.
وقالت تقارير إعلامية عبرية، إن هذه الإشاعة سرت في الشبكات الاجتماعية، أمس الاثنين، كالنار في الهشيم، ولقيت ردود فعل ترحيبية واسعة، خصوصاً بين اليهود ذوي الأصول المغربية، وتحدثوا عنها كزيارة «يتفقد فيها الملك رعيته». وأكدت موران أزولاي، مراسلة الشؤون الحزبية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «المسؤولين في الليكود يأملون أن تكون هذه مفاجأة الانتخابات التي تخدم نتنياهو للفوز بالحكم من جديد». ولكن مسؤولاً في الليكود من أصول مغربية، دعا إلى الحذر من «ألاعيب انتخابية كهذه»، وأشار إلى أن نشر هذه الشائعة من دون أساس متين، سيكون تصرفا صبيانيا، قد يرتد إلى نحر نتنياهو يلحق ضرراً في علاقاته بالمغرب». وقال هذا المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن «المغرب يتسم بحساسية بالغة في هذه القضايا ولا يحب الطريقة الإسرائيلية في الألاعيب السياسية، وقد يأتي رده عليها سلبياً بصورة مضرة جداً». واقترح الكف عن طرح الموضوع على الإطلاق.
المعروف أن نتنياهو كان قد هاتف الملك محمد السادس قبل أسبوع، ونشر بيانا قال فيه إن الزعيمين «قدما لبعضهما البعض التهنئة على استئناف العلاقات بين البلدين وعلى التوقيع على الإعلان المشترك بهذا الشأن، وإن نتنياهو وجه دعوة رسمية للملك لزيارة إسرائيل». ولكن، تبين لاحقاً أن المغرب يحبذ أن يتقدم في علاقات التطبيع مع إسرائيل بوتيرة بطيئة. وقالت مصادر دبلوماسية في تل أبيب، إن هذا البطء نابع من «رغبة المغرب بانتظار معرفة موقف إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، من التزامات الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترمب». وحسب تصريحات نقلتها صحيفة «هآرتس»، الخميس الماضي، فإن الرباط لا تنوي الإعلان عن علاقات دبلوماسية كاملة حاليا وتكتفي بفتح مكاتب ارتباط في البلدين، وهي ليست معنية بالتوقيع على اتفاق فتح مكتبي الارتباط في حفل مهرجاني. والسبب في ذلك هو أنها تنتظر أن يتسلم الرئيس بايدن الحكم ويعطي رأيه في التزامات ترمب، خصوصا الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) وعزم الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة «من أجل تعزيز فرص الاقتصاد والاستثمار لفائدة المنطقة». كما أنه يريد معرفة موقف بايدن في تحريك الموضوع الفلسطيني، الذي يعتبره الملك محمد السادس التزاما وطنيا وأخلاقيا لا غنى عنه.
وكان وفد مغربي تقني قد زار إسرائيل في الأسبوع الماضي وتفقد مقر مكتب الارتباط القديم في تل أبيب، الذي اقتناه المغرب في سنة 1995 وأغلقه في سنة 2000، وقرر التوصية لحكومة الرباط باستخدامه من جديد. وكان مفترضا أن يصل وفد رسمي من المغرب إلى تل أبيب في الأسبوع الجاري، للتوقيع على اتفاق بين البلدين، على فتح مكتبي ارتباط وتسيير رحلات مباشرة بينهما. ولكن الوفد لم يصل.
ورغم ذلك، أعلنت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، أن نتنياهو يسعى لتحقيق «مفاجأة انتخابية كبيرة ترمي خصومه على أرضية الحلبة»، وهو معني أن تكون هذه «الخبطة» في مجال العلاقات الجديدة بين إسرائيل والدول العربية. فإن لم تكن تلك باستقبال ملك المغرب، فإنه يحاول تنظيم زيارة رسمية لإحدى الدول التي أقامت علاقات مع إسرائيل في السنة الماضية، الإمارات أو البحرين أو السودان. وقد رفض مكتب نتنياهو التعقيب على هذا النبأ.



​«هدنة غزة»: هل تسرّع نتائج الانتخابات الأميركية جهود الوسطاء؟

امرأة فلسطينية تبكي على أقاربها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على خيام النزوح بدير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية تبكي على أقاربها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على خيام النزوح بدير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

​«هدنة غزة»: هل تسرّع نتائج الانتخابات الأميركية جهود الوسطاء؟

امرأة فلسطينية تبكي على أقاربها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على خيام النزوح بدير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة فلسطينية تبكي على أقاربها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على خيام النزوح بدير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

يعول كثيرون على نتائج الانتخابات الأميركية، التي ستقود المرشح الجمهوري دونالد ترمب أو نظيرته الديمقراطية كامالا هاريس للبيت الأبيض، في إنجاز صفقة الرهائن، وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد نحو عام راوحت المفاوضات مكانها، وسط مطالبات لنحو 50 دولة بوقف تسليح إسرائيل.

تلك النتائج التي يترقبها، لا سيما دولتا الوساطة مصر وقطر، وطرفا الحرب «حماس»، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، قد تؤثر بشكل كبير على مسار المفاوضات بغزة، وتسرع من وتيرة إبرام الوسطاء صفقة تنهي أطول حرب بين الجانبين، لافتين إلى وجود حراك دولي وعربي نحو إتمام حل دائم للأزمة في القطاع، يظهر مع القمة العربية الإسلامية الوشيكة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، والجهود الدولية لوقف تسليح إسرائيل.

وفتحت مراكز الاقتراع، الثلاثاء، أبوابها أمام الناخبين الأميركيين بالانتخابات التي تُجرى لاختيار الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، بعد أيام كانت قضية غزة هي مثار حديث كلا المرشحين في حملاتهما الانتخابية في محاولة لخطب ود الأميركيين العرب الذين يقدر عددهم بنحو 3.7 مليون من أصل 337 مليون نسمة يعيشون في الولايات المتحدة، ويعد اللبنانيون أكبر جالية عربية بينهم، وفق تقديرات المعهد العربي الأميركي (غير حكومي).

وأكدت هاريس، الأحد، في خطاب «الحاجة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن»، وتعهدت بـ«بذل كل ما في وسعها من أجل حلّ الدولتين، ومنح الفلسطينيين حقّهم في تقرير المصير والأمن والاستقرار».

وتعهد ترمب، في تغريدة أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأنه سيحل السلام بالشرق الأوسط، وسيوقف المعاناة والدمار في لبنان إذا عاد إلى البيت الأبيض، في حين نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مصدرين مطلعين قولهما إن الرئيس الأميركي السابق أخبر نتنياهو أنه يريد أن تضع إسرائيل حداً لحربها في غزة بحلول موعد تسلمه للسلطة إذا فاز في الانتخابات.

وعشية الانتخابات الأميركية، طالب أكثر من 50 دولة مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة باتخاذ خطوات فورية لوقف بيع أو نقل الأسلحة إلى إسرائيل، وفق رسالة موجهة إلى الهيئتين التابعتين للأمم المتحدة والأمين العام أنطونيو غوتيريش: «اتهمت إسرائيل بانتهاك القوانين الدولية بشكل مستمر في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، وكذلك في لبنان وبقية الشرق الأوسط».

أطفال فلسطينيون يجمعون الدقيق من الأرض بعد سقوط كيس من شاحنة مساعدات كانت تسير على طريق صلاح الدين في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وبالمقابل، ندّد مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، بطلب الحظر، ووصف على منصة «إكس» ذلك الطلب بأنه «تحرك آخر من محور الشر ضد إسرائيل على الساحة الدولية».

غير أن هذا التحرك، وفق المحلل السياسي الأميركي، مايكل مورغان، يأتي ضمن «حراك عربي ودولي يريد وقف الحرب فوراً بغزة ولبنان، وقد تساعد تلك المطالبات وغيرها في إنهاء ذلك، لا سيما بعد الانتخابات الأميركية التي يعول على نتائجها في حسم استقرار المنطقة».

ويتوقع الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، تسريع جهود الوسطاء في إنهاء الحرب بغزة بعد إعلان الفائز بالسباق الرئاسي، مرجعاً ذلك إلى «رغبة الإدارة الأميركية الجديدة أياً كانت في تحقيق استقرار في المنطقة تحقيقاً للوعود، ويعلم الجانبان؛ الإسرائيلي ومعسكر المقاومة ذلك وربما يستعدان».

وتحرك الـ50 دولة لحظر تسليح إسرائيل، ينضم لحراك مصري باستضافة القاهرة على مدار الأيام الماضية اجتماعات «حماس» و«فتح» للتحضير لليوم التالي للحرب، وإنشاء لجنة لإدارة قطاع غزة، بجانب قمة عربية إسلامية مرتقبة بالرياض ستحمل فرصاً أخرى لتسريع حل أزمة غزة، وفق أنور الذي أكد أنها مؤشرات تقول إن ثمة انفراجة محتملة، واستعدادات عربية ودولية لإنهاء الأزمة بالمنطقة.

بالمقابل، يعتقد المحلل السياسي الأردني، صلاح العبادي، أن موقف الدول الخمسين «لن يكون مؤثراً على الدول المزودة لإسرائيل بالأسلحة؛ على اعتبار أن إسرائيل تحظى بدعم أميركي ودعم غربي واضح في الاتجاهات كافة»، غير أنه «قد يشكل ضغطاً على الجانب الإسرائيلي يسهم في تسريع إنهاء الحرب».

وتزامناً مع الانتخابات الأميركية نشرت صحيفة «واشنطن تايمز» مقالاً لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بعنوان «حل الدولتين ممكن بين الفلسطينيين وإسرائيل»، في إطار المساعي المصرية لحشد المجتمع الدولي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفق إفادة الخارجية المصرية، الثلاثاء.

وشدّد وزير الخارجية المصري على أنه «يجب التعامل مع الأسباب الجذرية للصراع وليس أعراضه، من خلال إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وممارسة الفلسطينيين حقهم في تقرير المصير»، مؤكداً أن «مصر تواصل العمل لتحقيق هذه الغاية».

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد في لقاء بالقاهرة الاثنين مع نظيره الفلسطيني، محمود عباس: «استمرار الجهود المصرية المكثفة والهادفة للتهدئة ووقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، ودعم مصر للسلطة الفلسطينية، وبذل جهود كبيرة لمساعدة الأشقاء في الوصول لتفاهمات وتوافق في الرؤى بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، لضمان مواجهة التحديات الجسيمة والتهديدات التي تواجهها القضية الفلسطينية».

وباعتقاد مورغان، فإن الموقف المصري ثابت في دعم القضية الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة، مؤكداً أن المطالبة المستمرة بحل الدولتين يشكل نوعاً من الضغط على ترمب وهاريس، لكنه سيواجه بتعنت إسرائيلي، وربما يقود لصفقة وقف إطلاق نار على الأقل لتفادي تلك المطالبة.

ويرى الأكاديمي المصري فؤاد أنور، أن «مطلب حل الدولتين بات يلاقي جدية في الطرح أكثر مما سبق خلال السنوات الماضية»، متوقعاً أن «تكون هناك مساع لإعلان قيام دولة فلسطينية من جانب واحد، وذلك في سياق طبيعي بعد التضحيات الكبيرة التي قدمتها فلسطين بالحرب الحالية».

ووفق المحلل السياسي الأردني، صلاح العبادي، فإن «ما ذهب إليه وزير الخارجية المصري في مقاله هو عين الصواب، وهو يشدّد على تمسك الدبلوماسية المصرية برؤيتها الواضحة والثاقبة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية».

ويؤكد أن «مصر تلعب دوراً دبلوماسياً كبيراً في التأثير على المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب على غزة، خصوصاً أن الدبلوماسية المصرية تتوافق مع الدبلوماسية الأردنية، وهناك تنسيق مشترك بينهما على صعيد تحشيد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية»، وأن «حل الدولتين أمر ممكن لكنه مرهون بحزمة من الإجراءات التوافقية لإنهاء القضايا الخلافية، والتوصل إلى قرار ملزم للجانبين».