6 ملايين دولار.. أول منحة أميركية مباشرة للمعارضة السورية

رمضان لـ «الشرق الأوسط»: طعمة والوزراء قد يباشرون العمل من الداخل خلال 6 أشهر

طفلان بين أبنية دمرها القصف في معرة النعمان بريف إدلب أول من أمس (رويترز)
طفلان بين أبنية دمرها القصف في معرة النعمان بريف إدلب أول من أمس (رويترز)
TT

6 ملايين دولار.. أول منحة أميركية مباشرة للمعارضة السورية

طفلان بين أبنية دمرها القصف في معرة النعمان بريف إدلب أول من أمس (رويترز)
طفلان بين أبنية دمرها القصف في معرة النعمان بريف إدلب أول من أمس (رويترز)

في خطوة أميركية هي الأولى من نوعها، أعلن الائتلاف السوري المعارض يوم أمس أن الولايات المتحدة الأميركية قدمت منحة مالية بقيمة 6 ملايين دولار إلى الحكومة السورية المؤقتة لاستخدامها في مشاريع داخل المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك بعد أيام من إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن الجيش الأميركي يعتزم نشر أكثر من 400 جندي لتدريب قوات المعارضة السورية في معركتها ضد تنظيم «داعش».
وجاء في بيان صادر عن الائتلاف أن المنحة «هي المساعدة المادية الأميركية الأولى المباشرة» إلى الحكومة التي يرأسها أحمد طعمة، وتنشط خصوصا في ريف إدلب شمال غربي البلاد وبعض مناطق حلب شمالا.
وأشار الائتلاف إلى أن الحكومة ومن خلال هذا المبلغ ستساهم في تمويل مشاريع، بينها توزيع الحبوب والمواد الغذائية وتفعيل الخدمات الحكومية ودعم المجالس المحلية التي تمثل المعارضة في تلك المناطق.
وكان طعمة أعلن في مؤتمر صحافي عقده بوقت سابق هذا الأسبوع بمدينة غازي عنتاب التركية، أن المشاريع التي ستمول بواسطة المنحة الأميركية تندرج ضمن إطار برنامج «بالأخضر» للتنمية الذي تنفذه حكومته.
وأوضح أن من أهداف البرنامج «تنفيذ مشاريع تنموية، وإطلاق برامج إغاثية لتخفيف المعاناة الإنسانية، وتفعيل السلطة المدنية عن طريق تمكين المجالس المحلية ووزارات الحكومة المؤقتة».
وشرح مدير برنامج «بالأخضر» أنس طعمة من جهته في المؤتمر، أنه تم توقيع اتفاقيتين مع الوكالة الأميركية الدولية للتنمية، الأولى تبلغ قيمتها 4.4 مليون دولار، و«تهدف إلى تزويد المديريات التابعة للحكومة المؤقتة بآليات ومعدات لتأهيل بعض المناطق، وتشمل توزيع آليات ثقيلة متنقلة كسيارات النظافة وناقلات الحبوب ومعدات ثابتة ثقيلة، كالمخابز والمطاحن، ومولدات الكهرباء الضخمة، بالإضافة إلى مواد أخرى للبنية التحتية، ومضخات المياه».
وتغطي المنحة الثانية البالغة قيمتها 1.6 مليون دولار «تقوية مديريات الحكومة والمجالس المحلية، لتتمكن من الاستجابة العاجلة للأحداث، وتشمل توزيع سلال غذائية وشتوية، ومعدات تعليمية، ومساعدات للمخابز كالطحين والخميرة»، وغيرها.
وأوضح وزير الاتصالات والنقل والصناعة في الحكومة المؤقتة محمد ياسين نجار، أن وزاراته ستستفيد من المنحة الأميركية بدعم ملف التعليم المهني والصناعة، من خلال تأهيل اليد العاملة في الداخل السوري وحثّها على البقاء في سوريا لتكون عناصر منتجة بوقت لاحق، لافتا إلى إمكانية الاستفادة من المنحة من خلال برنامج «بالأخضر» لدعم التعليم الإلكتروني ومشاريع الطرق.
وشدّد نجار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على وجوب أن تتوجه كل المساعدات الدولية إلى الحكومة المؤقتة التي تحدد كيفية توزيعها والاستفادة منها بشكل صحيح، لافتا إلى أن اجتماعا عقد يوم أمس الخميس بين ممثلين عن مجموعة أصدقاء سوريا وأعضاء الحكومة أثنت فيه المجموعة على تطور أداء الحكومة، مشيرا إلى أنه تخلله أيضا إعلان تركيا عن تقديم 50 ألف طن من الطحين للحكومة المؤقتة.
ونشأ برنامج «بالأخضر» منتصف العام الفائت لدعم عمل الحكومة المؤقتة والمجالس المحلية، ولملء الفراغ الأمني والإداري في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر والكتائب المقاتلة.
وقدّم الائتلاف مطلع الأسبوع الحالي مساعدات لوجستية بقيمة 45 ألف دولار أميركي للناشطين السوريين المنتشرين على كامل الأراضي السورية، تنفيذا لقرارات ملتقى الداخل الأول الذي جمع الائتلاف مع الناشطين في فترة سابقة. وتضمن الدعم معدات بث فضائي وشحن إنترنت.
وتحدث عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد رمضان عن «إشارات واضحة وصلت للائتلاف من دول أصدقاء سوريا وخاصة من أميركا وبريطانيا وفرنسا، تؤكد فيها أنّها ستعزز من تعاملها مع الحكومة والائتلاف على حد سواء، وخاصة بعدما أعطى الاجتماع الأخير للهيئة العامة للائتلاف دلالة واضحة على تماسك قوى المعارضة وقدرتها على مواجهة التحديات»، لافتا إلى أن المسار السلس للانتخابات التي شهدها الائتلاف شكل عاملا دافعا لهذه الدول.
واعتبر رمضان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنّه حتى ولو لم يكن المبلغ الذي تقدمت به الولايات المتحدة للحكومة المؤقتة كبيرا، إلا أنه قد يصل وبإطار مشروع «بالأخضر» لنحو 100 مليون دولار أميركي.
وأشار رمضان إلى أن جزءا من الصف الثاني من الحكومة المؤقتة كما الصف الثالث بالكامل، أي نحو 4000 موظف يعملون من داخل الأراضي السورية، لافتا إلى أن انتقال الصف الأول المكون من رئيس الحكومة والوزراء إلى الداخل قد يتم خلال 6 أشهر مع استكمال الإجراءات الخاصة، بتشكيل قوى عسكرية تؤمن حماية المناطق التي ستتواجد إدارات الحكومة فيها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.