أفادت مصادر سياسية، في رام الله، بأن الانعطاف في جهود إنهاء الانقسام والتقدم نحو المصالحة الفلسطينية الداخلية تحقق، بعدما قدمت خمس دول ضمانات للطرفين بأن تجري عملية الانتخاب بنزاهة في كل من قطاع غزة والضفة الغربية.
وقالت هذه المصادر إن طرفي الصراع، فتح وحماس، قد أبديتا شكوكاً في نزاهة الانتخابات. حماس اتهمت السلطة بأنها لن تحافظ على النزاهة في الضفة الغربية، وفتح اتهمت حماس بمنع انتخابات نزيهة في قطاع غزة. وقد تعهدت قطر وتركيا وروسيا بضمان نزاهة الانتخابات في القطاع، وتعهدت مصر والأردن، بضمان نزاهة الانتخابات في الضفة الغربية. وبناء على ذلك، تراجعت حماس عن رفضها إجراء الانتخابات ووافقت على اقتراح السلطة إجراءها بالتتابع، أولا للمجلس التشريعي، ثم للرئاسة بعد عدة شهور، ثم للمجلس الوطني ومؤسسات منظمة التحرير الموسعة بعد شهور أخرى.
وجاءت موافقة حماس في الرسالة الخطية التي بعث بها إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى الرئيس محمود عباس، قبل يومين، ولقيت ترحيبا غير عادي منه. ورد عباس برسالة مشابهة، أول من أمس، يبلغه فيها بأنه أعطى تعليماته للمباشرة بالإعداد لهذه الانتخابات. وقال المستشار الإعلامي لإسماعيل هنية، طاهر النونو، أمس، إن رسالة الرئيس عباس تتضمن التزامه والتزام حركة فتح ببناء الشراكة وتحقيق الوحدة باعتبارها هدفا استراتيجيا، معتبرا، الحوار الوطني هو الطريق لتجسيد ذلك. وقال النونو إن «رسالة الرئيس تشكل أرضية عمل مشترك للانطلاق باتجاه بناء الشراكة وإنهاء الانقسام، وتجسيد وحدة الوطن والشعب والقيادة والقرار من خلال عملية ديمقراطية حرة ونزيهة».
وكان هنية قد أكد في رسالته للرئيس عباس إجراء انتخابات المجلس الوطني والمجلس التشريعي والرئاسة، على قاعدة «التوالي والترابط»، في مدة أقصاها 6 أشهر، معبراً في الوقت نفسه عن ثقته بدور الدول الشقيقة والصديقة التي بذلت جهوداً لتحريك مسار المصالحة وضمان تطبيق الاتفاقات والتفاهمات الوطنية، خاصة مصر وقطر والأردن وتركيا وروسيا. وأعطى رئيس الحركة توجيهاته باستكمال الحوار عبر القناة المعتمدة ممثلة بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وإخوانه، للتواصل مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية كافة، من أجل تطبيق التفاهمات الوطنية وتجسيد الوحدة الفلسطينية.
وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أمس، إن أمينها العام نايف حواتمة، تلقى هو الآخر رسالة من إسماعيل هنية، أكد فيها استعداد حماس للمضي في عملية المصالحة والشراكة الوطنية، بدءاً من اتفاقات القاهرة، كان آخرها تفاهمات إسطنبول ومخرجات اجتماع الأمناء العامين. وأكد هنية في هذه الرسالة جاهزية حماس لإنجاز هذه الخطوات المطلوبة لدفع انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية، وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، «على أن يصار بعد ذلك إلى حوار وطني للاتفاق على جميع التفاصيل المتعلقة بإجراء الانتخابات في تواريخها».
وختمت الجبهة بالترحيب بما يمكنه أن تعكس هذه التطورات من أجواء توافقية، تؤدي في نتائجها إلى إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الداخلية، وتكريس مبادئ الشراكة الوطنية بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني كافة، واستنهاض وتعبئة القوى الوطنية في مواجهة الاحتلال والاستيطان والضم.
5 دول تقدم ضمانات لنزاهة الانتخابات الفلسطينية
فتحت الطريق أمام المصالحة بين «فتح» و«حماس»
5 دول تقدم ضمانات لنزاهة الانتخابات الفلسطينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة