تصاعد الرفض، أمس، داخل الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة «الوفاق» الليبية، لتنفيذ بنود الاتفاق، الذي أبرمته برعاية أممية مع «الجيش الوطني»، والخاص بالانسحاب من مدينة سرت، وذلك تزامنا مع اندلاع اشتباكات مسلحة مفاجئة بين الطرفين في مدينة سبها جنوب البلاد.
ولم يصدر أي توضيح رسمي من الجانبين، لكن مصادر ووسائل إعلام محلية تحدثت عن اندلاع اشتباك بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قواتهما في سبها، بعد محاولة الكتيبة 116 مشاة التابعة للجيش الوطني السيطرة على مقر لقوات الوفاق.
وقال سكان إنهم سمعوا دوي انفجارات، في تأكيد لاستمرار الاشتباكات وانتشار قوات الطرفين في ضواحي المدينة، الواقعة على بعد 800 كيلومتر جنوب غربي طرابلس.
إلى ذلك، نفى آمر محور البحر والكتائب التابعة لقوات الوفاق في غرفة عمليات سرت الجفرة صدور أي تعليمات من الغرفة بالانسحاب، وأكد في رسالة للقائد الميداني للغرفة أن «قوات الوفاق ما زالت متواجدة في تمركزاتها وجاهزة لصد أي هجوم للعدو». واعتبر أن من انسحب يمثل نفسه فقط ولا يمثل المحور، في إشارة إلى كتيبة حطين التابعة لقوات الوفاق والتي أعلنت انسحابها اعتبارا من أول من أمس، لافتا إلى أن قوات الوفاق تدعم جهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لحقن الدماء وإخراج المرتزقة.
بدوره، أعلن صلاح بادي قائد ميليشيات الصمود في مدينة مصراتة بغرب البلاد، رفضه فتح الطريق الساحلي بين مدينتي سرت ومصراتة وفقاً لمخرجات اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال احميدة الجرو، المتحدث باسم ميليشيات بادي، المطلوب محليا ودوليا بتهمة ارتكاب جرائم حرب، إنه رفض انسحابها من تمركزاتها وفتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة ما لم ينسحب الجيش الوطني من مدينتي سرت والجفرة.
وفي تطور لافت للانتباه، اعتبرت بلدية سرت، أن المدينة تتعرض «للاختطاف على أيدي شخصيات مجهولة الهوية هدفها استمرار الأزمة وإشعال الفتنة بين أهالي المدينة في ظهر قوات الجيش الوطني»، مشيرة إلى مغادرة وفدها اجتماعا كان مقررا مع الحكومة الموازية في شرق البلاد برئاسة عبد الله الثني، احتجاجا على سوء المعاملة. وأوضحت في بيان لها أمس أن الوفد الذي ضم أيضا أعيان سرت ومراقبي عدد من القطاعات الخدمية تعرض للمماطلة لدى وصول الوفد إلى مقر الحكومة قادما من مطار بنينا الدولي، مشيرة إلى أنه تم إجبار الوفد على البقاء في الحافلة لأكثر من ساعتين فيما وصفته بـ«إذلال واضح ومتعمد» في محاولة لفرض «شخصيات جدلية مثيرة للفتن» على الوفد القادم من سرت.
وسعى أمس الجيش الوطني لاحتواء قلاقل في مدينة هون بمنطقة الجفرة وسط البلاد، عبر إرسال وفد ضم مسؤول توجيهه المعنوي اللواء خالد المحجوب برفقة زعماء قبائل، على خلفية إعلان سكان المدينة العصيان المدني احتجاجا على تواجد مسلحين فيها.
وقال مسؤول عسكري إن وفد الجيش وأعيان قبائل المنطقة الشرقية ناقشوا أمس مع حكماء وأعيان مدينة هون، شكاوى أهلها من تعرض بعضهم لاعتداءات من قبل تشكيلات مسلحة.
وكانت قوات الوفاق ووسائل إعلام محلية موالية لها ادعت مؤخراً، اقتحام متظاهرين في هون لمقر المنطقة العسكرية التابعة للجيش الوطني للمطالبة بخروج ومغادرة والقصاص من المرتزقة الفاجنر والجنجويد المتواجدين في المدينة، التي صعد سكانها من وتيرة احتجاجاتهم العلنية بعد مقتل خامس شاب أعزل في ظرف 3 أشهر.
وفي طرابلس، بدا أمس أن مقاتلين سوريين من المرتزقة الموالين لتركيا ويقاتلون إلى جانب قوات الوفاق، غادروا مطار معيتيقة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الليبية إلى إسطنبول.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر أن هذه الرحلة ليست الأولى من نوعها، مشيرا إلى أن دفعة أخرى من المرتزقة يتراوح عددهم ما بين 150 إلى 180، غادروا أول من أمس عبر نفس الأسلوب.
وبينما لم يصدر أي بيان رسمي من حكومة الوفاق أو قواتها، قال مسؤولون في «الجيش الوطني» إنهم رصدوا بالفعل نقل طائرات لمجموعات من المرتزقة السوريين لم يحدد عددهم، واعتبروا أنه من المبكر معرفة ما إذا كانت هذه المغادرة نهائية أو أنها جانبا من عملية إحلال وتبديل تقوم بها تركيا للمرتزقة الذين جلبتهم للقتال في صفوف الوفاق.
وكان العشرات من هؤلاء المرتزقة احتجوا علانية أول من أمس على عدم تلقيهم رواتبهم، في ظهور لافت للانتباه يمثل حرجا سياسيا لحكومة الوفاق المعترف بها من المجتمع الدولي.
من جهة أخرى، كان مقررا أن تعقد اللجنة القانونية للملتقى اجتماعا افتراضيا أمس لمناقشة مقترحات أعضائها بخصوص الاستحقاق الدستوري. وبدأت المفوضية الوطنية للانتخابات باتخاذ الإجراءات اللازمة لعمليات التجهيز لهذا الاستحقاق، حيث أعلن رئيسها عماد السايح في تصريحات تلفزيونية أمس أن المفوضية حصلت على تمويل كاف للانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن التنفيذ مرتبط بالقوانين الانتخابية التي تصدر وتسلم للمفوضية لتباشر تنفيذها.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الروسية تحرير 4 من الأسرى، كانوا محتجزين في ليبيا، بينهم روس. وقال رئيس صندوق حماية القيم الوطنية بروسيا ألكسندر مالكفيتش، في بيان، أن أحدهم مواطن أوكراني، والباقين من مواطني روسيا، مشيدا بدور نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط والدول الأفريقية ميخائيل بوغدانوف، الذي «نظم العملية، وقادها بنجاح»، على حد تعبيره.
تصاعد الرفض داخل قوات «الوفاق» لتنفيذ «اتفاق 5+5» الليبي
معلومات عن مغادرة مرتزقة موالين لتركيا العاصمة طرابلس
تصاعد الرفض داخل قوات «الوفاق» لتنفيذ «اتفاق 5+5» الليبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة