حصة كردستان من موازنة 2021 محل خلاف برلماني

كتل شيعية تصر على وفاء الإقليم بالتزاماته

TT

حصة كردستان من موازنة 2021 محل خلاف برلماني

لا تزال حصة إقليم كردستان في موازنة 2021 محل جدل وخلاف بين الكتل البرلمانية، حيث يرى نواب أن على الإقليم تسليم إنتاجه من النفط كافة إلى الحكومة الاتحادية، مقابل تخصيص حصة للإقليم في موازنة 2021، فيما يرى نواب كرد أن حصة الإقليم من موازنة 2021 أصبحت دعاية انتخابية تستخدمها الكتل السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية العراقية.
وطالبت النائبة عن ائتلاف «العراقية الحرة» عالية نصيف وزارةَ المالية الاتحادية بعدم صرف حصة إقليم كردستان من الموازنة، إلا بعد قيام سلطة الإقليم بتسليم عائدات نفط الإقليم للسنتين الماضيتين. وقالت في بيان رسمي إنه «من غير المعقول أن تشارك جميع المحافظات بتسليم عائدات الثروات الطبيعية إلى الحكومة الاتحادية، وفقاً للدستور، فيما يمتنع إقليم كردستان عن ذلك، وينفرد بسياسة خاصة في قطاع النفط والطاقة»، مشددة على «ضرورة الالتزام بالدستور، وعدم تسليم حصة كردستان من الموازنة المالية الاتحادية إلا بعد قيام سلطة الإقليم بتسليم عائدات النفط لبغداد»، موضحة أن «هذا الإجراء يصب في مصلحة المواطن الكردستاني، ويضمن حقوقه في الثروات الطبيعية بشكل منظم دستوري».
أما النائب السابق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، فقد قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «أجواء الدعاية الانتخابية للانتخابات المبكرة تدفع أغلب الكتل السياسية الشيعية إلى استخدام مستحقات إقليم كردستان من موازنة 2021 دعاية انتخابية مبكرة»، مبيناً أن «هذه الكتل ستعارض تمرير الموازنة بصيغتها الموضوعة من قبل مجلس الوزراء، وفق معلومات مغلوطة لا أساس لها من الصحة، وعلى أساس عاطفي بعيداً عن لغة الموازنة المبنية على الأرقام والحسابات»، موضحاً أن «بعض النواب الذين لا يفقهون شيء في لغة الموازنة يصرحون بأن حصة الإقليم المكون من 3 محافظات هي أكبر من جميع المحافظات الباقية، دون أن يفهموا أن حصة الإقليم هذه تشمل رواتب الموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية والمنح والنفقات التشغيلية للوزارات، فهم يحتسبون ميزانية تنمية الأقاليم فقط، ويقارنونها بحصة الإقليم».
وأكد شنكالي إن «جميع هذه الكتل ستقف بالضد من تمرير حصة الإقليم في الموازنة ما لم يذهب وفد سياسي رفيع المستوى من الإقليم إلى بغداد لوضع تفاهمات بهذا الخصوص، خاصة أن الكاظمي ليس له أي ثقل نيابي في البرلمان».
وأشار مصدر مقرب من اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «نواب من كتل سياسية شيعية ترفض بأي شكل من الأشكال تمرير الموازنة بهذه الحصة للإقليم، بحجة أن الإقليم يسلم نصف إنتاجه النفطي، وسيتسلم حصة كاملة من الموازنة تعادل حصة جميع المحافظات الأخرى مجتمعة».
وأكد المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن «كتلتي (دولة القانون) و(سائرون) أكثر الرافضين لتمرير حصة إقليم كردستان في الموازنة، إضافة إلى نواب آخرين محسوبين على إيران».
ومن جهته، أعلن مدير الشركة الوطنية لتسويق النفط (سومو)، علاء الياسري، أن «إقليم كردستان يصدر 430 ألف برميل يومياً عن طريق ميناء جيهان التركي»، كاشفاً أن «مسودة موازنة 2021 تلزم حكومة الإقليم بتسليم 250 ألف برميل، إضافة إلى 50 في المائة من واردات المنافذ الحدودية».
وكان سمير هورامي، المتحدث باسم نائب رئيس وزراء إقليم كردستان، قد صرح لـ«الشرق الأوسط» بأن «حصة الإقليم في مسودة الموازنة تبلغ 12.67، مقابل أن يتكفل الإقليم بتسليم 250 ألف برميل نفط يومياً لشركة (سومو)، إضافة إلى 50 في المائة من واردات المنافذ الحدودية في الإقليم».
وفي 15 أغسطس (آب) الماضي، توصلت بغداد وأربيل إلى اتفاق يقضي بإرسال الحكومة الاتحادية 320 مليار دينار شهرياً إلى إقليم كردستان لحين التصويت على قانون الموازنة، ولمدة 3 أشهر، لكن البرلمان العراقي صادق في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على قانون تمويل العجز المالي، رغم انسحاب نواب الكتل الكردستانية اعتراضاً على المادة التي تنص على تحديد حصة إقليم كردستان من مجموع الإنفاق الفعلي، بشرط التزام إقليم كردستان بتسديد قيم النفط المصدر من الإقليم، بالكميات التي تحددها شركة (سومو) حصراً، والإيرادات غير النفطية الاتحادية. وفي حالة عدم التزام الإقليم، لا يجوز تسديد النفقات للإقليم.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.