«الشرعية» تتهم الحوثيين بارتكاب مجزرة في الحديدة

TT

«الشرعية» تتهم الحوثيين بارتكاب مجزرة في الحديدة

دشنت الميليشيات الحوثية مسلسل خروقها للهدنة الأممية في السنة الجديدة بمذبحة جديدة في محافظة الحديدة، حيث الساحل الغربي لليمن، سقط خلالها 14 مدنياً، أغلبهم من النساء. واتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين باستهداف حفل زفاف بقذيفة مدفعية في شارع المطار مساء الجمعة.
ونددت «الشرعية» بالمجزرة الجديدة، كما عبرت البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة عن «انزعاجها»، في الوقت الذي جدد فيه ناشطون يمنيون الدعوة إلى تجميد اتفاق «استوكهولم»، واستئناف تحرير الحديدة وموانئها، لوضع حد لانتهاكات الجماعة المتصاعدة.
وذكر الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة أن الجماعة استهدفت قاعة المنصور المخصصة لإقامة حفلات الزفاف والمناسبات، القريبة من خطوط التماس في شارع المطار، وهو ما تسبب في قتل 7 مدنيين، بينهم 5 نساء، إضافة إلى إصابة 7 نساء أخريات.
وفي السياق نفسه، جددت الميليشيات قصف حي منظر (جنوب الحديدة)، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي، ما تسبب في إصابة 3 مدنيين.
ونقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة عن مصادر طبية قولها إن «3 مواطنين أصيبوا بقصف صاروخي شنته ميليشيات الحوثي على الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في حي منظر (جنوب مدينة الحديدة)، وهم: حمود محمد مشعل، وأسامة حمود عواش، وعايش علي وبر، حيث أصيبوا بجروح بليغة في أجسادهم جراء القصف الحوثي الهمجي على منازل المواطنين».
وبحسب المصادر نفسها، قام الأهالي بإسعاف المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج والإسعافات الأولية اللازمة، وذلك بعد ساعات من ارتكاب الميليشيات الحوثية جريمة استهداف صالة الأفراح في شارع المطار.
وأدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، بشدة ما وصفه بـ«المجزرة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران» بقصف عرس نسائي في قاعة المنصور في شارع المطار بمدينة الحديدة بقذيفة هاون سقطت أمام القاعة، ما أسفر عن مقتل وإصابة 14 مدنياً، أغلبهم من النساء.
وقال الإرياني، في بيان رسمي: «إن هذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي تؤكد نهجها القائم على العنف والقتل وسفك الدماء وعدم الاكتراث بأرواح المدنيين».
وأضاف: «إن تمادي ميليشيا الحوثي واستمرار جرائمها نتيجة مباشرة لاستمرار صمت المجتمع الدولي وتغاضيه عن جرائم وانتهاكات الميليشيا المتواصلة منذ الانقلاب».
وفي السياق نفسه، أعربت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) عن «انزعاجها من التقارير التي تُفيد بمقتل عدد المدنيين، ووقوع إصابات أخرى، نتيجة القصف على مديرية الحْوك في الحُديدة، وسط خروقاتٍ أخرى لوقف إطلاق النار أُفيد بوقوعها».
ولم تحمل البعثة الميليشيات الحوثية صراحة مسؤولية القصف، واكتفت بالقول في تغريدة على حسابها بـ«تويتر»: «نحن نُدين جميع خروقات اتفاق الحُديدة، ونحذر الأطراف لتجنب إشعال مزيد من التوتر الذي يُلحق مزيداً من الخسائر الإضافية بين صفوف المدنيين».
إلى ذلك، ذكر الإعلام العسكري أن صياداً يمنياً أصيب (السبت) بانفجار لغم بحري من مخلفات ميليشيات الحوثي في ساحل منطقة الحيمة بمديرية التحيتا (جنوب الحديدة).
وأفادت المصادر في مستشفى الخوخة بأن الفرق الطبية استقبلت المواطن محمد وهبان علي حسن مصاباً بجروح خطيرة في أنحاء متفرقة من جسده.
وقالت إن الضحية أصيب بانفجار لغم بحري من مخلفات الحوثيين في ساحل الحيمة في أثناء مزاولة عمله في الصيد بالبحر، مشيرة إلى أنه تم تحويله إلى مستشفيات العاصمة عدن لاستكمال العلاج اللازم نظراً لخطورة حالته.
وتتهم الحكومة الشرعية الجماعة الحوثية بتحويل الساحل الغربي إلى أكبر منطقة لزرع الألغام في اليمن، الأمر الذي تسبب خلال السنوات الماضية في سقوط المئات قتلى وجرحى جراء هذه الألغام.
ويقول سياسيون يمنيون تحدثوا في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» إن بقاء الحديدة في يد الحوثي تعد ورقة ضاغطة بيده على الأطراف والوسطاء، كما أنها تمثل -علاوة على المنفعة العسكرية- مناورة سياسية ومتنفساً اقتصادياً، ومن الصعوبة الحديث عن هزيمة أو الضغط على الميليشيا وهي تملك هذه المساحة، أو حتى رضوخها للمطالب الدولية ومساق السلام، إذ إن الحديدة الآن هي القنبلة التي تلوح بها الميليشيا في وجه العالم.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.