إيران تعمل على إنتاج لقاح مشترك مع كوبا

منسق «الحرس الثوري» يحذّر قواته من اللقاحات الأجنبية

إيرانيات يرتدين كمامات أثناء السير في سوق وسط طهران الشهر الماضي (إ.ب.أ)
إيرانيات يرتدين كمامات أثناء السير في سوق وسط طهران الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

إيران تعمل على إنتاج لقاح مشترك مع كوبا

إيرانيات يرتدين كمامات أثناء السير في سوق وسط طهران الشهر الماضي (إ.ب.أ)
إيرانيات يرتدين كمامات أثناء السير في سوق وسط طهران الشهر الماضي (إ.ب.أ)

كشف المتحدث باسم منظمة الغذاء والأدوية في وزارة الصحة الإيرانية أن بلاده تعمل على إنتاج لقاح مشترك مع كوبا، مشيراً إلى أنه أحد الطرق الأربعة التي تسلكها بلاده لإنتاج اللقاح، نافياً التقارير بشأن وصول أول شحنات اللقاح الأجنبي.
وأعلن جهانبور أن اللقاح الإيراني - الكوبي اجتاز المرحلة الأولى من الاختبار السريري، موضحاً أن معهداً إيرانياً قد بدأ مرحلة ثانية من التجارب في كوبا، لافتاً إلى أن المرحلة الثالثة قد تجري قبل منتصف مارس (آذار) المقبل، في حال اجتاز المرحلة الثانية.
ورجح جهانبور توفر اللقاح المشترك بين إيران وكوبا قبل أن يتوفر اللقاح المحلي الذي بدأ تجاربه السريرية الأسبوع الماضي، لكنه أشار إلى أن اللقاحات الأجنبية التي يتم شراؤها من بلد أجنبي ستكون أول اللقاحات المتوفرة للمرضي في بلاده، قبل أن تحصل بلاده على حصتها من سلة برنامج كواكس الذي ترعاه منظمة الصحة العالمية.
وفي تغريدة عبر «تويتر»، قال جهانبور إن أياً من شحنات اللقاح لم تصل بلاده بعد. وقالت وكالة «إيسنا» إن تغريدة المسؤول الإيراني جاءت رداً على تقارير عن دخول أول شحنة للقاح إلى البلاد آتية من كوريا الجنوبية.
وفي غضون ذلك، نشر موقع «جماران»، التابع لمؤسسة الخميني، صوراً من وقفة احتجاجية لإيرانيين أمام مقر وزارة الصحة، للمطالبة بوقف شراء اللقاح الأجنبي. وكتب أحد المحتجين على لافتة: «لا للقاح الداخلي ولا للقاح الأجنبي».
وقال الموقع إن الوقفة الاحتجاجية لمن وصفتهم بأنصار «الطب الشرعي» تزامنت مع إعلان محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، أول من أمس، شراء 20 مليون لقاح من الصين وروسيا والهند.
ومن جانبه، حذر المنسق العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني، محمد رضا نقدي، من أن الشركات الدولية المنتجة للقاح كورونا «تسعى وراء خفض التعداد السكاني في العالم بنسبة 20 في المائة»، مطالباً قوات «الحرس الثوري - الباسيج» بتجنب اللقاح الأجنبي.
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن نقدي قوله إن «أصحاب تلك الشركات المنتجة للقاح كورونا يعتقدون أن التعداد السكاني في العالم كثير، ويجب خفض 20 في المائة من تعداده، وهذا الانخفاض يتحقق من زيادة الوفيات».
وذهب نقدي أبعد من ذلك، باتهام الشركات بالوقوف وراء «تحوير» لقاح كورونا، وقال: «وفق الوثائق المتوفرة، فإن تلك المؤسسات هي من قام بتحوير وتلويث الفيروس. في ظل هذه الأوضاع، كيف يمكن الوثوق بهم؟ أنا لا أثق». وقال نقدي إنه «لا يمكن أن أتخذ القرار، بدلاً من مسؤولي وزارة الصحة، وأصدر أحكاماً بحقهم. القرار يعود إلى مسؤولي وزارة الصحة، وإذا أردت التحدث للناس فإنه تدخل في شؤون وزارة الصحة».
ومع ذلك، قال إن «مجال مسؤوليتي ضباط الحرس الذين يعملون معي، وأنا مسؤول عن إدارة شؤونهم، ويمكن أن أصدر توصيات لهم، ولا يمكن لأحد أن يقول لي إن هذا تدخل في عمله».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، إن قواته «توصلت لمعادلة تصد كورونا».
وفي الأثناء، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية، سيما سادات لاري، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد بلغ مليون و233 ألفاً و429 شخصاً، مع تسجيل 6 آلاف و286 حالة جديدة خلال 24 ساعة. وأبلغت عن ارتفاع عدد الوفيات إلى 55 ألفاً و337، بعد وفاة 114 شخصاً آخرين. وأشارت إلى أن 5013 شخصاً في وضع حرج، بحسب وكالة «إرنا» الرسمية.
وأعربت المتحدثة عن قلقها إزاء مسار متزايد لتشفي الفيروس في محافظة مازندران (شمال البلاد)، ونقلت وكالة «إيسنا» عن لاري قولها: «من المؤسف أن عدد الوفيات وحالات الدخول للمستشفيات يرتفع بشكل مثير للقلق».
وتوقعت لاري أن تعود المحافظة للنطاق الأحمر مع ارتفاع عدد الإصابات. وتابعت المتحدثة أن 63 مقاطعة في حالة الإنذار بدرجة أخف من النطاق الأحمر، وأشارت إلى أن 381 مقاطعة في النطاق الأصفر، بدرجة أقل من حالة الإنذار.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)

أوقفت السلطات الإيرانية، اليوم الجمعة، رضا خندان زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده التي اعتُقلت عدة مرات في السنوات الأخيرة، بحسب ابنته ومحاميه.

ونشرت ابنته ميراف خاندان عبر حسابها على موقع «إنستغرام»: «تم اعتقال والدي في منزله هذا الصباح». وأكد محاميه محمد مقيمي المعلومة في منشور على منصة «إكس»، موضحاً أن الناشط قد يكون أوقف لقضاء حكم سابق.

ولم ترد تفاصيل أخرى بشأن طبيعة القضية أو مكان احتجازه، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوقفت زوجته ستوده البالغة 61 عاماً والحائزة عام 2012 جائزة «ساخاروف» لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي، آخر مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أثناء حضورها جنازة أرميتا غاراواند التي توفيت عن 17 عاماً في ظروف مثيرة للجدل. وكانت دول أوروبية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد أعربت عن دعمها للمحامية التي أُطلق سراحها بعد أسبوعين.

وقد دافعت عن العديد من المعارضين والناشطين، من بينهم نساء رفضن ارتداء الحجاب الإلزامي في إيران، وكذلك مساجين حُكم عليهم بالإعدام بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا قاصرين. وكان زوجها يساندها باستمرار، ويطالب بالإفراج عنها في كل فترة اعتقال. ويأتي توقيفه فيما من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة قانون جديد يهدف إلى تشديد العقوبات المرتبطة بانتهاك قواعد اللباس في إيران.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير إن النساء قد يواجهن عقوبة تصل إلى الإعدام إذا انتهكن القانون الرامي إلى «تعزيز ثقافة العفة والحجاب».