حملة واسعة لقوات النظام ضد «داعش» غداة «كمين البادية»

جرحى بإطلاق نار عشوائي احتفالاً بالسنة الجديدة

صورة وزعتها الرئاسة الأوكرانية أمس لنساء وأطفال كانوا في مخيم لإيواء عائلات يشتبه في ارتباطها بـ«داعش» في سوريا وتولت قوات أوكرانية نقل امرأتين و8 أطفال بطائرة وصلت من سوريا إلى مطار قرب العاصمة كييف في أول أيام السنة الجديدة (أ.ب)
صورة وزعتها الرئاسة الأوكرانية أمس لنساء وأطفال كانوا في مخيم لإيواء عائلات يشتبه في ارتباطها بـ«داعش» في سوريا وتولت قوات أوكرانية نقل امرأتين و8 أطفال بطائرة وصلت من سوريا إلى مطار قرب العاصمة كييف في أول أيام السنة الجديدة (أ.ب)
TT

حملة واسعة لقوات النظام ضد «داعش» غداة «كمين البادية»

صورة وزعتها الرئاسة الأوكرانية أمس لنساء وأطفال كانوا في مخيم لإيواء عائلات يشتبه في ارتباطها بـ«داعش» في سوريا وتولت قوات أوكرانية نقل امرأتين و8 أطفال بطائرة وصلت من سوريا إلى مطار قرب العاصمة كييف في أول أيام السنة الجديدة (أ.ب)
صورة وزعتها الرئاسة الأوكرانية أمس لنساء وأطفال كانوا في مخيم لإيواء عائلات يشتبه في ارتباطها بـ«داعش» في سوريا وتولت قوات أوكرانية نقل امرأتين و8 أطفال بطائرة وصلت من سوريا إلى مطار قرب العاصمة كييف في أول أيام السنة الجديدة (أ.ب)

باشرت قوات النظام السوري، بدعم روسي، عملية واسعة في البادية السورية مترامية الأطراف، في أعقاب تزايد الهجمات التي تشنها خلايا تابعة لتنظيم «داعش» وآخرها هجوم أوقع عشرات القتلى من «الفرقة الرابعة» في الجيش النظامي. وفي وقت بدأ النظام في تشييع قتلى «كمين البادية» الذي وقع بمنطقة كباجب في ريف دير الزور شرق البلاد، سُجّل استياء شعبي نتيجة إطلاق النار العشوائي الذي حصل في مناطق سيطرة النظام احتفالاً بقدوم السنة الجديدة في وقت كانت عائلات الجنود القتلى تستعد لوداعهم.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام، مدعومة بقوات «الدفاع الوطني» و«لواء القدس» الفلسطيني، بدأت حملة عسكرية واسعة منذ صباح أمس ضد مواقع انتشار تنظيم «داعش» في البادية الجنوبية لمحافظة دير الزور، وذلك بدعم جوي من الطائرات الروسية التي بدأت بدورها في تنفيذ عشرات الضربات الجوية على مواقع التنظيم في المنطقة ومناطق أخرى ضمن مثلث حماة «حلب» الرقة. وأوضح أن الحملة تأتي بعد يومين من كمين تنظيم «داعش» على طريق حمص - دير الزور، مشيراً إلى ارتفاع عدد قتلى «الفرقة الرابعة» وقوات النظام الأخرى إلى 39 بينهم 8 ضباط برتب مختلفة ممن قتلوا جميعاً في استهداف حافلات عسكرية على طريق حمص - دير الزور.
ووزع «المرصد»، في هذا الإطار، إحصائية توضح أن «داعش» تمكن خلال عام 2020 من قتل 819 عنصراً من قوات النظام والميليشيات الموالية له عبر كمائن واستهدافات وقصف واشتباكات ضمن البادية السورية، من ضمنهم 108 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، في حين خسر التنظيم 507 من مقاتليه في العمليات ذاتها وبالقصف الجوي من قبل طيران النظام والروس.
ووزعت وكالة «سانا» السورية الرسمية أمس العديد من الصور التي تُظهر عمليات تشييع قتلى «كمين البادية» انطلاقاً من المستشفى العسكري بحمص، حيث لوحظت مشاركة واسعة للجنود في حمل نعوش القتلى.
وفي إطار مرتبط بتزايد نشاط «داعش»، أشار «المرصد السوري» إلى أن دوريات تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» نفذت حملة دهم لعدد كبير من المنازل في قرية أبو النيتل بريف دير الزور الشمالي، فجر الجمعة، واعتقلت 18 مدنياً من بينهم طفلان و3 رجال مسنين، لأسباب مجهولة. وتابع أن «قوات سوريا الديمقراطية» اعتقلت في وقت متزامن ثلاثة أشخاص من منازلهم في قرية أبريهه في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، لأسباب مجهولة أيضاً.
إلى ذلك، رصد «المرصد» ما وصفه بـ«استياء شعبي» تشهده مناطق نفوذ النظام السوري، على خلفية عمليات إطلاق النار المكثفة التي شهدتها المحافظات السورية ابتهاجاً بقدوم العام الجديد، والتي أثارت «الرعب والهلع» في صفوف المواطنين. وتابع أن الاستياء مرتبط أيضاً بكون الاحتفالات جاءت بعد يوم واحد من الكمين الذين نفذه «داعش» ضد قوات النظام في البادية.
وأقرت وكالة الأنباء السورية «سانا» في تقرير أمس بأن «إطلاق نار عشوائي بمناسبة حلول العام الجديد» تسبب في إصابة عدد من الأشخاص بجروح في عدد من المحافظات. ففي مدينة السويداء (جنوب سوريا) أصيب شخصان بجروح جراء «رصاص طائش»، فيما أصيب 12 شخصاً في اللاذقية (الساحلية) جراء إطلاق رصاص ومفرقعات نارية.
وفي حلب (شمال) أصيب أربعة أشخاص بجروح جراء «رصاص عشوائي»، فيما سجّلت إصابة واحدة بالرصاص في درعا (جنوب).


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

الولايات المتحدة​  وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا (أ.ف.ب)

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لوكالة أسوشيتد برس إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إبقاء قواتها في سوريا لمنع تنظيم داعش من إعادة تشكيل تهديد كبير.

«الشرق الأوسط» (قاعدة رامشتاين الجوية (ألمانيا))
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

كشفت تركيا عن إجماع دولي على 4 شروط يجب أن تتحقق في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد وهددت بتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا وسط دعم من ترمب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.