خشية موالين لترمب... بايدن يختار طاقم حراسة جديداً

جو بايدن محاطاً بأفراد حراسته  (أ.ب)
جو بايدن محاطاً بأفراد حراسته (أ.ب)
TT

خشية موالين لترمب... بايدن يختار طاقم حراسة جديداً

جو بايدن محاطاً بأفراد حراسته  (أ.ب)
جو بايدن محاطاً بأفراد حراسته (أ.ب)

يسعى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لاختيار عملاء من جهاز الخدمة السرية، سبق أن تعامل معهم إبان توليه منصب نائب الرئيس السابق، باراك أوباما، خشية وجود موالين بين عناصر الجهاز للرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترمب، بحسب ما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مصادر.
وأوضحت الصحيفة أن جهاز الخدمة السرية يجري تغييرات بشأن المسؤولين عن حراسة بايدن ليتم الاستعانة بعملاء كانوا يحرسونه هو وعائلته عندما كان نائباً لأوباما.
ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن تلك التغييرات عادة تهدف إلى زيادة الثقة والراحة بين الرئيس والأفراد المكلفين بحمايته الذين غالباً ما يكونون إلى جانبه خلال المناقشات الحساسة، لكنها تحدث حالياً في وقت مثير للجدل بشكل خاص، حيث ألقى ترمب باللوم في خسارته في إعادة انتخابه على مزاعم لا أساس لها من تزوير الانتخابات، وسعى إلى منع إدارته من معاملة بايدن كرئيس منتخب، كما تعرض بعض العاملين في الخدمة السرية لانتقادات خلال فترة ترمب، لأنهم ظهروا وكأنهم يتبنون أجندته السياسية.
وأوضحت أنه على سبيل المثال، فقد حث بعض عناصر الخدمة السرية على عدم ارتداء الكمامات خلال جولاته، لأن ترمب اعتبره ضعفاً بما يتعارض مع الإرشادات الصحية العامة.
كما قام جهاز الخدمة السرية بخطوة «غير مسبوقة» بالسماح لأنتوني أورناتو النائب المساعد لمدير جهاز الخدمة السرية، ليصبح نائباً لكبير موظفي البيت الأبيض لشؤون العمليات، وقد ساعد ترمب لاحقاً في أن يظهر ممسكاً بالكتاب المقدس في حديقة البيت الأبيض، بعد إخلائها بالقوة من المتظاهرين السلميين.
وكذلك في تنظيم العديد من التجمعات الانتخابية لترمب رغم انتشار فيروس «كورونا» المستجد وفقاً لرغبات الرئيس الأميركي، وقد ألقي باللوم على التجمعات الجماهيرية في زيادة انتشار الفيروس في الأماكن التي عقدت بها، وكذلك بين عناصر الخدمة السرية.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن العشرات من عملاء الخدمة السرية الذين كانوا مكلفين بحماية ترمب ونائبه مايك بنس، إما ثبتت إصابتهم أو خضعوا للحجر الصحي بسبب التعامل مع زملاء مصابين.
ووصف أحد المسؤولين السابقين في الخدمة السرية تلك التغييرات بأنها «أمر ذكي لتوفير الراحة للرئيس حيث سيكون مع أشخاص يعرفهم ويثق بهم، وهم يعرفون كيف يعمل».
وذكرت «واشنطن بوست» أن المتحدث باسم البيت الأبيض ومسؤولين في فريق بايدن الانتقالي رفضوا التعليق.
وقالت المتحدثة باسم الخدمة السرية كاثرين ميلهوان، في بيان، إن الجهاز ملتزم بتنفيذ مهمته غير السياسية.
وذكرت الصحيفة أن جميع الرؤساء الجدد يحتاجون للشعور بالراحة والثقة تجاه فريق حمايتهم، وأن بعض الرؤساء لم يكونوا يشعرون بذلك لدى توليهم منصبهم، مثل بيل كلينتون وزوجته هيلاري اللذين لم يكونا واثقين في العملاء خشية من أنهم كانوا قريبين جداً من جورج بوش الأب وشك كلينتون من أنه هؤلاء العملاء كانوا مصادر التسريبات الصحافية بشأن حياته في أشهر حكمه الأولى.
وتابعت أن هذه المرة الأولى منذ عهد الرئيس السابق ريتشارد نيكسون التي يفوز فيها نائب رئيس في الانتخابات الرئاسية بعد سنوات من مغادرته البيت الأبيض.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.