في مستهل 2021... ترمب يذكر «الانتصارات التاريخية»... وبايدن متفائل

دونالد ترمب وجو بايدن (أ.ف.ب)
دونالد ترمب وجو بايدن (أ.ف.ب)
TT

في مستهل 2021... ترمب يذكر «الانتصارات التاريخية»... وبايدن متفائل

دونالد ترمب وجو بايدن (أ.ف.ب)
دونالد ترمب وجو بايدن (أ.ف.ب)

في رسالة في ليلة رأس السنة، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب التذكير بإنجازاته ووصفها بأنها «انتصارات تاريخية»، بينما تحدث الرئيس المنتخب جون بايدن بلهجة تفاؤل وتطلع للمستقبل، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وبعد التعهد على مدى أسابيع بالفوز في جهاده للبقاء بالمنصب، قال الجمهوري ترمب في مقطع فيديو على موقع «تويتر»، «ينبغي أن تتذكرونا لما أنجزناه».
ولم يسلّم ترمب بعد بهزيمته في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) أمام منافسه الديمقراطي، وقد عاد إلى واشنطن مبكراً قادماً من منتجعه بولاية فلوريدا وسط معركة مع الكونغرس بخصوص مشروع قانون دفاعي وحزمة إعانات للتخفيف من أثر أزمة «كورونا».
أما بايدن فأثنى خلال كلمة من ولاية ديلاوير على العاملين بقطاع الصحة وشجع الناس على تلقي التطعيم الواقي خلال ظهور قصير مع زوجته في برنامج خاص مطول على قناة «إيه بي سي» بمناسبة رأس السنة.
وقال بايدن الذي يتولى الرئاسة رسمياً في 20 يناير (كانون الثاني)، «أنا على يقين تام من أننا سنعود، بل سنعود أقوى مما كنا»، وكرر دعوته لتوزيع اللقاحات على نحو أسرع.
وكثيراً ما هوّن ترمب، الذي أصيب بـ«كوفيد - 19» في أكتوبر (تشرين الأول)، من خطورة الجائحة وأشرف على أسلوب تعامل مع المرض انتقده كثير من خبراء الصحة ووصفوه بأنه يفتقر للتنظيم ويتسم بالاستعلاء ويتجاهل أحياناً العلم والمنطق وراء انتقال الفيروس.
لكن ترمب أشار في تصريحاته إلى أن الولايات المتحدة أنتجت لقاحاً واقياً من «كوفيد - 19» في وقت قياسي، وأن حدسه بحدوث ذلك قبل انتهاء العام كان صحيحاً.
والولايات المتحدة من أكثر الدول تضرراً بالجائحة وتتصدر قائمة الوفيات الناجمة عنها؛ إذ تجاوز العدد بها 340 ألفاً.
وكان من المقرر في الأصل أن يمضي ترمب ليلة رأس السنة في منتجعه في مار الاغو.
ولم يقدم البيت الأبيض سبباً لعودة ترمب المبكرة إلى واشنطن، لكنها تتزامن مع معركته مع الكونغرس لاستخدامه حق النقض (الفيتو) لحجب مشروع قانون دفاعي رئيسي ومطلبه زيادة إعانات تخفيف آثار «كوفيد - 19»، إضافة إلى تصاعد التوتر مع إيران.
كان زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قد وجه، الأربعاء، لطمة قوية قد تقضي على محاولات ترمب رفع قيمة الإعانات للمتضررين من «كورونا»؛ إذ أحجم عن تحديد موعد لإجراء تصويت عاجل على مشروع قانون لرفع مبلغ الإعانة إلى 2000 دولار أميركي بدلاً من 600، وذلك ضمن حزمة مساعدات بقيمة 892 مليار دولار أقرها الكونغرس هذا الشهر.
وكان الجمهوريون في الكونغرس مساندين لترمب بشكل كبير خلال سنوات حكمه الأربع، لكنه انتقدهم في الأيام الماضية لعدم إبداء دعم كامل له فيما ردده بلا سند عن تزوير الانتخابات ورفضهم مطلبه القيام بمراجعة أكبر.
ورفض ماكونيل مجدداً، أمس (الخميس)، التصويت على مشروع قانون يزيد من الإعانات المالية للأميركيين، وقال إنه يخدم الأغنياء ووصفه بأنه «طريقة سيئة للغاية لمساعدة الأسر التي تحتاج المساعدات حقاً».
وأقر مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون مشروع القانون يوم الاثنين.
وقال ماكونيل أيضاً إنه يجب ألا يكون هناك ما يثير الجدل في إقرار ميزانية السياسة الدفاعية التي تصل إلى 740 مليار دولار والتي اعترض عليها ترمب لأنها لا تلغي حمايات قانونية محددة لشركات التكنولوجيا.
وتعهد الجمهوري جوش هولي، عضو مجلس الشيوخ، الأربعاء، بأن يطعن في فوز بايدن بانتخابات الرئاسة عندما ينعقد الكونغرس يوم السادس من يناير لإحصاء أصوات المجمع الانتخابي رسميا، وهو ما قد يطلق جدالاً مطولاً في مجلس الشيوخ وإن كانت فرص إبطال النتيجة تبدو منعدمة.
وكان بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين قد أيدوا زيادة المدفوعات بمن فيهم ديفيد بيردو وكيلي لوفلر اللذان يواجهان انتخابات إعادة في ولاية جورجيا في الخامس من يناير ستحدد الحزب الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ في عهد بايدن.
وفي غضون ذلك، تصاعدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة مجدداً.
واتهم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، أمس، الولايات المتحدة بمحاولة إيجاد ذريعة لشن هجوم على بلاده وتعهد بأن تدافع طهران عن نفسها رغم أنها لا تسعى للحرب.
وكانت قاذفتا قنابل أميركيتان من طراز «بي - 52» قد حلقتا فوق الشرق الأوسط يوم الأربعاء فيما وصفه مسؤولون أميركيون بأنه رسالة ردع لإيران قبل الذكرى السنوية الأولى لمقتل قائدها العسكري البارز قاسم سليماني بضربة من طائرة أميركية مسيرة في الثالث من يناير 2020.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.