عون يأمل في عدم تأخير الحكومة... ومستشاره يتحدث عن «عقبات قابلة للحلّ»

الرئيس اللبناني ميشال عون يأمل في معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة مع حلول العام الجديد (رويترز)
الرئيس اللبناني ميشال عون يأمل في معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة مع حلول العام الجديد (رويترز)
TT

عون يأمل في عدم تأخير الحكومة... ومستشاره يتحدث عن «عقبات قابلة للحلّ»

الرئيس اللبناني ميشال عون يأمل في معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة مع حلول العام الجديد (رويترز)
الرئيس اللبناني ميشال عون يأمل في معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة مع حلول العام الجديد (رويترز)

عبّر الرئيس اللبناني ميشال عون عن أمله في عدم التأخير بتشكيل الحكومة في وقت كان هذا الموضوع محور اللقاء الذي جمع مستشاره الوزير السابق سليم جريصاتي مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، حيث لفت الى وجود عقبات كثيرة أمام التأليف {لكنها قابلة للحلّ}.
وفي معايدة له بمناسبة السنة الجديدة كتب عون على حسابه على {تويتر} قائلاً: {نعمل لكي تحمل السنة الجديدة معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لا سيما بعد جريمة التفجير في مرفأ بيروت، ما يستوجب تشكيل حكومة فاعلة يؤمل ألا يتأخر تشكيلها اكثر مما حصل}.
وفي الأجواء الحكومية نفسها أقرّ جريصاتي بوجود عقبات كثيرة وقال بعد لقائه الراعي «إن العقبات كثيرة ولكنها تبقى عقبات قابلة للحل، إن صفت النيات لدى الذين يتداولون في الشأن الحكومي وأصحاب الربط، والجميع يعرفون أن هناك حلولاً ممكنة عند تأليف الحكومات والحل الواحد هو الذي يعطينا إياه الدستور وهو العيش المشترك أي المشاركة الفعلية في إنشاء السلطات».
وأضاف: «نعتبر أن الصرح البطريركي هو صرح وطني كبير ولا نقارب الموضوع بنَفَس فئوي أو مذهبي أو طائفي، وقد تبادلنا الآراء في مواضيع كثيرة واستمعنا إلى رأي البطريرك، وسمع رأينا الموضوعي، ورأينا بالتجربة ما الذي حصل أخيراً في موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية. وكان البطريرك مستمعاً فطناً كالعادة ومساهماً في وضع الأمور في نصابها المؤسساتي والدستوري الصحيح».
ورداً على سؤال عما إذا شعر أن البطريرك الراعي غاضب على رئيس الجمهورية أو على النائب جبران باسيل، قال جريصاتي: «نحن نعتبر أن مرجعية بكركي مرجعية وطنية بكل المفاهيم والمعايير، والبطريرك والرئاسة على خط متواز في موضوع خلاص لبنان، ولم أر أي تباين في وجهات النظر. على العكس رأيت تشجيعاً من البطريرك في أن نذهب جميعاً إلى النفس المؤسساتي أي خلاص لبنان، ليس على أساس جهوي، فئوي، مذهبي، طائفي، إنما قال: اذهبوا إلى المؤسسات. وقال أنا والرئيس متفقان على موضوع عمل المؤسسات وإنشاء السلطات الدستورية بشكل صحيح ومتوازن عملاً بالأحكام الدستورية». وتابع: «على العكس تماما رأيت البطريرك مهتماً جداً بمبادرته على الأساس الذي شرحت». وكان الراعي قد دخل على خط تذليل عقبات الحكومة بين عون والحريري ملتقياً الطرفين قبل أن يعقد اجتماعين معهما، كلاً على حدة، لكن من دون تسجيل أي خرق على خط التأليف في ظل تمسك كل طرف بشروطه.
وفيما وصفت مصادر مطلعة على أجواء الزيارة، اللقاء بالإيجابي، أشارت إلى أن زيارة مستشار عون لم تكن في إطار مهمة لتحريك الحكومة. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الزيارة كانت في إطار التهنئة وفي الوقت عينه مناسبة لعرض وجهة نظر الرئاسة من القضايا العالقة لا سيما في الحكومة وما هو أبعد منها كوضع لبنان في المنطقة، مشددة على قناعة لدى الراعي، كما لدى الجميع، أنه لا مصلحة للبنان لأن يحصل أي عرقلة أو خلاف بل على العكس الإسراع بتأليف الحكومة التي سيتابع الراعي جهوده تجاه تذليل عقباتها».
ومع الأجواء التي تشير إلى ربط بعض الأفرقاء الحكومة بتسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الحكم، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» المحلية عن مصادر مقربة من «حزب الله» قولها إنه لا تطورات بشأن الحكومة أقلّه قبل رحيل الرئيس دونالد ترمب عن البيت الأبيض وتسليم مفاتيحه لسلفه {لنعرف على أي برّ سنرسو مع الإدارة الجديدة». وفي حين أثنت المصادر على المبادرات على خط التشكيل من اجل تذليل العقبات، وآخرها مبادرة البطريرك الماروني وان اصطدمت بالعقبات، لكنها رفضت الإجابة عن سؤال عمّا إذا كان الحزب سيتدخّل بدوره لتذليل العقبات وترتيب العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة).
في المقابل، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «انتظار تشكيل حكومة جديدة قادرة على الإنقاذ في ظل الأكثرية الحاكمة الحالية هو كمن ينتظر أن تنبت مراع خضر وسط صحراء قاحلة»، معتبراً أن «الحل الوحيد المتبقي للخروج من أزمتنا الحالية يكمن في الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».