في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون أمنيون في إسرائيل من «النشاط العدائي المتصاعد للمستوطنين اليهود الشباب ضد الفلسطينيين العزل، وضد جنود الجيش الإسرائيلي أيضاً»، وأكدوا أن هؤلاء الشبان منفلتون بلا حسيب، بسبب القيود السياسية من الحكومة، كشف تقرير صدر في رام الله، أمس (الخميس)، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ركزت ملاحقتها للفلسطينيين فقط، فاعتقلت 4634 فلسطينياً، خلال العام المنصرم، بينهم 543 قاصراً، و128 سيدة.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الليلة قبل الماضية، 36 شاباً يهودياً من المستوطنين، خلال مظاهرة أقامها المتدينون احتجاجاً على مقتل فتى منهم برصاص شرطي، وأطلقت سراح معظمهم في الصباح. وقد فسر ممثل الشرطة الاعتقال، بشبهات الاعتداء على رفاقه، وهم يحاولون فرض النظام. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، تصريحات أدلى بها مسؤولون أمنيون قالوا فيها إن شباب المستوطنات ينفذون اعتداءات إجرامية على الفلسطينيين الأبرياء، وعندما تأتي الشرطة لفرض النظام يهاجمونها بقذف الحجارة وتخريب السيارات. وقالوا: «ينبغي النظر في عيون هؤلاء الشبان ونيران الكراهية التي تشع منها. إنهم يشكلون خطراً على أمن إسرائيل».
في شأن متصل، جاء في تقرير مشترك صدر عن نادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، وهيئة شؤون الأسرى، أن عدد المعتقلين في السجون الإسرائيلية الإجمالي، بلغ مع نهاية العام، 4400 أسير، منهم 40 امرأة، و170 طفلاً، وأن عدد المعتقلين الإداريين، أي من دون محاكمة أو تهمة، وصل إلى نحو 380. فيما بلغ عدد المرضى بين الأسرى 700 أسير و300 يعانون الأمراض المزمنة وبحاجة لعلاج مناسب ورعاية مستمرة، وعلى الأقل هناك 10 حالات لمصابين بالسرطان وبأورام بدرجات متفاوتة، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي (81 عاماً)، وهو أكبر الأسرى سناً.
وأوضح التقرير أنه خلال العام 2020 أصدرت المحاكم الإسرائيلية 5 أحكام بالسجن المؤبد، ليرتفع عدد المحكومين إلى 543 أسيراً. وأن عدد شهداء الحركة الأسيرة وصل إلى «226» شهيداً؛ حيث ارتقى 4 أسرى داخل سجون الاحتلال خلال العام المنصرم، وهم «نور الدين البرغوثي، وسعدي الغرابلي، وداود الخطيب، وكمال أبو وعر».
واعتبر التقرير العام 2020 ذروة جديدة في سياسة التنكيل المنهجي، وانتهاكاتها المنظمة لحقوق الأسرى والمعتقلين التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية، كجزء من بنية العنف التي تفرضها على الواقع الفلسطيني؛ حيث تصدرت جملة من الانتهاكات واقع قضية المعتقلين، والأسرى في السجون الإسرائيلية، ولا سيما مع انتشار فيروس «كورونا»، والتحولات التي رافقت الوباء، عبر جملة من الإجراءات التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال، وساهمت في تفاقم ظروف الاعتقال.
وحسب التقرير، بلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، «26» أسيراً، أقدمهم الأسيران كريم يونس، وماهر يونس المعتقلان منذ يناير (كانون الثاني) عام 1983م بشكل متواصل، والأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، بما مجموعه أكثر «40» عاماً، قضى منها «34» عاماً بشكل متواصل، وتحرر عام 2011 في صفقة «وفاء الأحرار»، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014. وعدد نواب المجلس التشريعي في دورته الأخيرة والمعتقلين «9» نواب.
وأكدت مؤسسات الأسرى على أن أعلى نسبة اعتقالات في المحافظات سُجلت في القدس وبلداتها، ووصلت إلى «1975» حالة اعتقال، كانت أعلاها في بلدة العيسوية حيث سُجلت «642» حالة اعتقال، من بينها «363» قاصراً، و«100» من النساء، بينهن 3 قاصرات. وصعّدت سلطات الاحتلال من استهداف للبلدات والمخيمات التي تشهد مواجهة مستمرة مع الاحتلال، خاصة البلدات والمخيمات القريبة من المستوطنات المُقامة على أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية. كما استهدفت عمليات الاعتقال طلاب الجامعات.
واستعرض التقرير كذلك جملة ممارسات الاحتلال بحق الأسرى، أبرزها التعذيب، والإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)، والعزل الانفرادي التي صعّدت من تنفيذه، والاقتحامات وعمليات القمع المنهجية لأقسام الأسرى وغرفهم.
تقرير إسرائيلي يحذر من انفلات المستوطنين
اعتقال 128 امرأة و543 طفلاً فلسطينياً في العام الماضي
تقرير إسرائيلي يحذر من انفلات المستوطنين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة