تقرير إسرائيلي يحذر من انفلات المستوطنين

اعتقال 128 امرأة و543 طفلاً فلسطينياً في العام الماضي

مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين بغور الأردن بالضفة، تدخل فيها الأمن الإسرائيلي، في نوفمبر الماضي (إ.ف.ب)
مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين بغور الأردن بالضفة، تدخل فيها الأمن الإسرائيلي، في نوفمبر الماضي (إ.ف.ب)
TT

تقرير إسرائيلي يحذر من انفلات المستوطنين

مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين بغور الأردن بالضفة، تدخل فيها الأمن الإسرائيلي، في نوفمبر الماضي (إ.ف.ب)
مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين بغور الأردن بالضفة، تدخل فيها الأمن الإسرائيلي، في نوفمبر الماضي (إ.ف.ب)

في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون أمنيون في إسرائيل من «النشاط العدائي المتصاعد للمستوطنين اليهود الشباب ضد الفلسطينيين العزل، وضد جنود الجيش الإسرائيلي أيضاً»، وأكدوا أن هؤلاء الشبان منفلتون بلا حسيب، بسبب القيود السياسية من الحكومة، كشف تقرير صدر في رام الله، أمس (الخميس)، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ركزت ملاحقتها للفلسطينيين فقط، فاعتقلت 4634 فلسطينياً، خلال العام المنصرم، بينهم 543 قاصراً، و128 سيدة.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الليلة قبل الماضية، 36 شاباً يهودياً من المستوطنين، خلال مظاهرة أقامها المتدينون احتجاجاً على مقتل فتى منهم برصاص شرطي، وأطلقت سراح معظمهم في الصباح. وقد فسر ممثل الشرطة الاعتقال، بشبهات الاعتداء على رفاقه، وهم يحاولون فرض النظام. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، تصريحات أدلى بها مسؤولون أمنيون قالوا فيها إن شباب المستوطنات ينفذون اعتداءات إجرامية على الفلسطينيين الأبرياء، وعندما تأتي الشرطة لفرض النظام يهاجمونها بقذف الحجارة وتخريب السيارات. وقالوا: «ينبغي النظر في عيون هؤلاء الشبان ونيران الكراهية التي تشع منها. إنهم يشكلون خطراً على أمن إسرائيل».
في شأن متصل، جاء في تقرير مشترك صدر عن نادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، وهيئة شؤون الأسرى، أن عدد المعتقلين في السجون الإسرائيلية الإجمالي، بلغ مع نهاية العام، 4400 أسير، منهم 40 امرأة، و170 طفلاً، وأن عدد المعتقلين الإداريين، أي من دون محاكمة أو تهمة، وصل إلى نحو 380. فيما بلغ عدد المرضى بين الأسرى 700 أسير و300 يعانون الأمراض المزمنة وبحاجة لعلاج مناسب ورعاية مستمرة، وعلى الأقل هناك 10 حالات لمصابين بالسرطان وبأورام بدرجات متفاوتة، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي (81 عاماً)، وهو أكبر الأسرى سناً.
وأوضح التقرير أنه خلال العام 2020 أصدرت المحاكم الإسرائيلية 5 أحكام بالسجن المؤبد، ليرتفع عدد المحكومين إلى 543 أسيراً. وأن عدد شهداء الحركة الأسيرة وصل إلى «226» شهيداً؛ حيث ارتقى 4 أسرى داخل سجون الاحتلال خلال العام المنصرم، وهم «نور الدين البرغوثي، وسعدي الغرابلي، وداود الخطيب، وكمال أبو وعر».
واعتبر التقرير العام 2020 ذروة جديدة في سياسة التنكيل المنهجي، وانتهاكاتها المنظمة لحقوق الأسرى والمعتقلين التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية، كجزء من بنية العنف التي تفرضها على الواقع الفلسطيني؛ حيث تصدرت جملة من الانتهاكات واقع قضية المعتقلين، والأسرى في السجون الإسرائيلية، ولا سيما مع انتشار فيروس «كورونا»، والتحولات التي رافقت الوباء، عبر جملة من الإجراءات التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال، وساهمت في تفاقم ظروف الاعتقال.
وحسب التقرير، بلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، «26» أسيراً، أقدمهم الأسيران كريم يونس، وماهر يونس المعتقلان منذ يناير (كانون الثاني) عام 1983م بشكل متواصل، والأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، بما مجموعه أكثر «40» عاماً، قضى منها «34» عاماً بشكل متواصل، وتحرر عام 2011 في صفقة «وفاء الأحرار»، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014. وعدد نواب المجلس التشريعي في دورته الأخيرة والمعتقلين «9» نواب.
وأكدت مؤسسات الأسرى على أن أعلى نسبة اعتقالات في المحافظات سُجلت في القدس وبلداتها، ووصلت إلى «1975» حالة اعتقال، كانت أعلاها في بلدة العيسوية حيث سُجلت «642» حالة اعتقال، من بينها «363» قاصراً، و«100» من النساء، بينهن 3 قاصرات. وصعّدت سلطات الاحتلال من استهداف للبلدات والمخيمات التي تشهد مواجهة مستمرة مع الاحتلال، خاصة البلدات والمخيمات القريبة من المستوطنات المُقامة على أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية. كما استهدفت عمليات الاعتقال طلاب الجامعات.
واستعرض التقرير كذلك جملة ممارسات الاحتلال بحق الأسرى، أبرزها التعذيب، والإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)، والعزل الانفرادي التي صعّدت من تنفيذه، والاقتحامات وعمليات القمع المنهجية لأقسام الأسرى وغرفهم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.