ألمانيا تتابع «بقلق» إجراءات تسليم أسانج المحتمل

مظاهرة داعمة للإفراج عن أسانج في لندن في 12 ديسمبر الماضي (أ.ب)
مظاهرة داعمة للإفراج عن أسانج في لندن في 12 ديسمبر الماضي (أ.ب)
TT

ألمانيا تتابع «بقلق» إجراءات تسليم أسانج المحتمل

مظاهرة داعمة للإفراج عن أسانج في لندن في 12 ديسمبر الماضي (أ.ب)
مظاهرة داعمة للإفراج عن أسانج في لندن في 12 ديسمبر الماضي (أ.ب)

عبّرت الحكومة الألمانية، أمس الأربعاء، عن القلق إزاء إجراءات التسليم المحتمل لجوليان أسانج وحضت السلطات على الأخذ في الاعتبار الصحة الجسدية والذهنية لمؤسس موقع ويكيليكس، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت مفوضة الحكومة لحقوق الإنسان، باربل كوفلر، في بيان: «أتابع بقلق إجراءات التسليم في المملكة المتحدة بحق مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج». وأسانج البالغ 49 عاما، يقبع في سجن بلمارش الخاضع لتدابير أمنية مشددة في لندن، بانتظار صدور قرار مرتقب في 4 يناير (كانون الثاني) لقاض بريطاني يبت في طلب الولايات المتحدة تسلمه، في قضية يرى أنصاره أنها تسلط الضوء على حرية وسائل الإعلام.
ويواجه الناشر الأسترالي 18 تهمة في الولايات المتحدة على خلفية نشر موقع ويكليكيس 500 ألف وثيقة سرية في 2010، تتضمن تفاصيل حول عمليات عسكرية في أفغانستان والعراق، من ضمنها جرائم حرب محتملة.
وقالت كوفلر: «ينبغي عدم غض النظر عن النواحي الإنسانية والمرتبطة بحقوق الإنسان لعملية تسليم محتملة».
وأضافت: «من الضروري أخذ الصحة الجسدية والذهنية لجوليان أسانج في الاعتبار عند اتخاذ القرار بشأن تسليمه للولايات المتحدة»، مشددة على أن بريطانيا «مُلزمة المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان».
واعتُقل أسانج في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2010، ويمكن أن يحكم عليه بالسجن مدة تصل إلى 175 عاما في حال الإدانة. وفي عام 2012 وعندما كان في إطلاق سراح مشروط، تهرب من مسعى من السويد لتسلمه بعد أن طلب اللجوء في سفارة الإكوادور في لندن.
وبقي في البعثة الدبلوماسية الصغيرة سبع سنوات، وأُسقطت التهم السويدية فيما بعد. لكن تم تسليمه للشرطة البريطانية في أبريل (نيسان) 2019 بعدما تغيرت الحكومة في كيتو، ثم أودع السجن لانتهاكه شروط إطلاق سراحه. وأودعت الولايات المتحدة بعد ذلك طلبا رسميا لتسلمه.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.