الحكومة اليمنية الجديدة تصل إلى عدن اليوم لبدء مهامها

بادي لـ«الشرق الأوسط»: الملفان الاقتصادي والأمني أبرز أولوياتها

صورة جماعية للحكومة اليمنية الجديدة مع الرئيس هادي (الشرق الأوسط)
صورة جماعية للحكومة اليمنية الجديدة مع الرئيس هادي (الشرق الأوسط)
TT

الحكومة اليمنية الجديدة تصل إلى عدن اليوم لبدء مهامها

صورة جماعية للحكومة اليمنية الجديدة مع الرئيس هادي (الشرق الأوسط)
صورة جماعية للحكومة اليمنية الجديدة مع الرئيس هادي (الشرق الأوسط)

تصل العاصمة المؤقتة عدن، اليوم (الأربعاء)، الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة الدكتور معين عبد الملك بعد أن أدت اليمين القانونية السبت الماضي أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في العاصمة السعودية الرياض، حيث تستعد البلاد لمرحلة جديدة تركز على التنمية وإنقاذ الاقتصاد وتوحيد الصفوف لمواجهة الانقلاب الحوثي.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة الجديدة ستصل العاصمة المؤقتة عدن اليوم (الأربعاء)، وفقاً لما هو مخطط، مشيراً إلى أن «هذه العودة يؤمل عليها اليمنيون والمجتمع الدولي كثيراً، وهي خطوة في مسار تنفيذ اتفاق الرياض برعاية الأشقاء في السعودية».
وبحسب بادي، فإن الحكومة «لديها أولويات كثيرة، وعلى رأسها ما حدده الرئيس عبد ربه منصور هادي في الاجتماع الأول مع أعضاء الحكومة، حيث تحدث عن الجانب العسكري وتوحيد الجهود ضد الخصم الحوثي، إلى جانب التحدي الاقتصادي وتحسين الخدمات الذي يعد الملف الكبير الذي يواجه الحكومة، بالإضافة إلى استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض، خاصة ما يتعلق بتجميع الأسلحة، وتوجيهها نحو جبهات القتال».
وتحدث راجح بادي عن إرادة حقيقية لدى الحكومة الجديدة التي ستعمل على تطبيع الأوضاع للتغلب على الصعوبات رغم الظروف الصعبة اقتصادياً وأمنياً.
وقال «نأمل كثيراً في مساعدة الأشقاء والمجتمع الدولي لدعم الحكومة والاقتصاد الوطني الذي يعيش مرحلة متدهورة ويحتاج إلى دعم، كما نعلم الأشقاء في السعودية هم الداعم الرئيسي لليمن، ونأمل من بقية الأشقاء والمجتمع الدولي الوقوف بجانبنا، تلقينا وعوداً كثيرة قبيل تشكيل الحكومة، ونتمنى الالتزام بهذه التعهدات من أجل أن تتمكن الحكومة من تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وهذا سينعكس ويسهل جهود اليمنيين كافة لمواجهة المشروع الحوثي المدعوم إيرانياً». ولفت المتحدث باسم الحكومة اليمنية إلى أن «توجيهات الرئيس اليمني لأعضاء الحكومة كانت واضحة، حيث دعا الوزراء للعمل من مقر وزاراتهم، وتحويل عدن إلى عاصمة لكل اليمنيين». وتابع «الوزراء يدركون جدية رسالة الرئيس، أن من ينجح سيحظى بالاحترام، ومن قصّر ستتم مساءلته وتغييره، ولن تستطيع الأحزاب والمكونات السياسية حماية من يفشل في إدارة وزارته».
إلى ذلك، أعلنت قوات الحماية الرئاسية أنها تسلمت القصر الرئاسي في منطقة معاشيق في عدن، حيث سيقيم أعضاء الحكومة، تنفيذاً للشق الأمني من اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي بات هو الآخر ممثلاً في الحكومة الجديدة. وفي وقت سابق كان محافظ عدن أحمد لملس، عقد اجتماعاً لمديري المكاتب التنفيذية، في سياق الاستعداد لاستقبال الحكومة، وقال في تصريحات رسمية، إن كلمة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي أمام الحكومة الجديدة تعد «توجيهات ملزمة التنفيذ وبرنامج عمل لقيادة المحافظة خلال المرحلة المقبلة».
وذكرت وكالة «سبأ»، أن المحافظ لملس «وجّه مديري المكاتب التنفيذية والخدمية في العاصمة المؤقتة، بترجمة تلك التوجيهات إلى واقع عملي على الأرض، والعمل على تذليل أي صعوبات أمام عودة الحكومة وتهيئة الأجواء المناسبة لعودتها وعملها من العاصمة عدن».
ونقلت المصادر عن المحافظ، أنه «أشار إلى أن وجود الحكومة سيكون عوناً وعاملاً مساعداً لقيادة المحافظة في حل جملة من المشكلات التي تعاني منها العاصمة المؤقتة»، مشدداً على وجوب استغلال وجودها في عدن لتنفيذ المشروع الاستراتيجي المتمثل في إعادة بناء وتنمية عدن، والعمل على استعادة دورها الريادي في المجالات كافة. وقال «الحكومة قادمة خلال اليومين المقبلين بخطة وتوجه وبرنامج لمعالجة كل التحديات، وعليه نحن سنكون جاهزين لها بكل برامجنا وخططنا وكل إمكاناتنا، وسنكون مساعدين لها لتجاوز هذه التحديات».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.