احتجاجات في عين عيسى على «صمت» موسكو وتصعيد أنقرة

عناصر من الشرطة الروسية في بلدة عين عيسى شمال شرقي سوريا (روسيا اليوم)
عناصر من الشرطة الروسية في بلدة عين عيسى شمال شرقي سوريا (روسيا اليوم)
TT

احتجاجات في عين عيسى على «صمت» موسكو وتصعيد أنقرة

عناصر من الشرطة الروسية في بلدة عين عيسى شمال شرقي سوريا (روسيا اليوم)
عناصر من الشرطة الروسية في بلدة عين عيسى شمال شرقي سوريا (روسيا اليوم)

واصلت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لها قصفها على بلدة عين عيسى في شمال الرقة، في وقت عززت القوات الروسية وجودها بالمنطقة وسط احتجاجات من الأهالي على الصمت الروسي تجاه الهجوم التركي.
وشنت القوات التركية، ليل الاثنين - الثلاثاء، قصفا مكثفا استهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في البلدة الواقعة في شمال شرقي سوريا على الرغم من بدء القوات الروسية وقوات النظام نشر نقاط عسكرية في البلدة بموجب اتفاق مع تركيا على أن تسلم قسد البلدة إلى النظام.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إنه تم القضاء على 20 من عناصر «قسد» لدى محاولته التسلل في مناطق «نبع السلام» شمال شرقي سوريا والواقعة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها وإن المدفعية التركية نفذت قصفا مكثفا بالمنطقة كما قامت القوات الخاصة التركية (الكوماندوز) بالاشتباك مع المتسللين.
ونقلت صحيفة «حرييت» التركية، أمس (الثلاثاء) عن مصادر عسكرية أنه خلال أنشطة المراقبة اليومية للطائرات المسيرة في شمال شرقي سوريا، تم رصد مجموعات من وحدات حماية الشعب الكردية (أكبر مكونات قسد) وهي تحاول التسلل إلى منطقة «نبع السلام» التي تسيطر عليها القوات التركية، وأن المدفعية التركية شنت قصفا مكثفا بالمنطقة، فيما قامت وحدات الكوماندوز التركية بهجوم بري، أدى لمقتل 20 مسلحا من قسد.
وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد، مقتل 15 مسلحا من «قسد» في عملية مماثلة، في الوقت الذي يواصل فيه «الجيش الوطني السوري»، بدعم تركي، عملياته لإبعاد الوحدات الكردية المسلحة من المنطقة، وسط إسناد مدفعي من القوات التركية.
وأضافت الصحيفة أن روسيا طلبت من الوحدات الكردية المسلحة فتح المجال لقوات النظام السوري في المنطقة، والتقليل من وجودها هناك، بعد تصاعد الاشتباكات مع الفصائل الموالية لتركيا بداية الشهر الحالي.
وأشارت إلى أنه على الرغم من بدء تنفيذ الاتفاق، هاجم أنصار «قسد»، المعارضين للخطة، موقعا للقوات الروسية وقذفوه بالحجارة.
وأرسلت القوات الروسية تعزيزات إضافية مع تصاعد التوترات في عين عيسى. وقال الجنرال فياتشيسلاف ستكين، نائب قائد القوات الروسية في سوريا، إنه «لوحظ توتر خطير في عين عيسى ومحيطها، وأرسلنا تعزيزات من وحدات الشرطة العسكرية الروسية من أجل منع تحول هذا التوتر إلى صراع كبير».
وقالت «حرييت»، إن الجنرال الروسي، الذي ألقى بتصريحات لام فيها تركيا، قال إنه تم التوصل مع الجانب التركي لاتفاق بشأن عين عيسى، يتضمن نشر نقاط مراقبة مشتركة من القوات الروسية والنظام السوري.
ولم تعلق تركيا على ما تردد بشأن التوصل لاتفاق حول عين عيسى، لكن وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو ناقش في اجتماعه أمس في سوتشي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، التطورات في عين عيسى وإدلب والملف السوري بشكل عام.
وتجمع المئات من أهالي عين عيسى أمس، للمرة الثانية في 4 أيام، في مظاهرة أمام القاعدة الروسية في البلدة للتنديد بالصمت الروسي إزاء التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة، من قصف تركي يومي، وتهديدات بشن عملية عسكرية على المنطقة.
على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، بوقوع اشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا، وقوات مجلس منبج العسكري، على محاور شمال مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، تزامنت مع قصف صاروخي تركي استهدف قرى خاضعة لسيطرة مجلس منبج العسكري بالمنطقة.
في الوقت ذاته، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة عسكرية تابعة للجيش الوطني السوري في بلدة صوران بريف حلب الشمالي، ما أدى لإصابة أحد عناصره بجروح، كما انفجرت عبوة ناسفة في مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها، شمال حلب، ما أدى لأضرار مادية.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.