مطعم لـ«الوجبات الخفيفة» وسط أنقاض بومبي الإيطالية

جانب من آثار متجر بيع الطعام (أ.ف.ب)
جانب من آثار متجر بيع الطعام (أ.ف.ب)
TT

مطعم لـ«الوجبات الخفيفة» وسط أنقاض بومبي الإيطالية

جانب من آثار متجر بيع الطعام (أ.ف.ب)
جانب من آثار متجر بيع الطعام (أ.ف.ب)

في كشف أثري «استثنائي» في مدينة بومبي الإيطالية القديمة، عثر علماء الآثار على «مطعم للوجبات الخفيفة» بحالة جيدة بعد أن تعرضت المدينة القديمة للدمار قبل قرنين من الزمان بسبب ثوران بركاني، حسب صحيفة (ميترو) اللندنية.
يعتبر الاكتشاف هو في الأساس المعادل الروماني لكشك طعام الشارع الحديث، وقد تم اكتشافه العام الماضي في موقع بومبي الأثري إلى الجنوب الشرقي من نابولي في إيطاليا. وفي تصريح لوكالة «رويترز» للأنباء، ذكر ماسيمو أوسانا، مدير حديقة بومبي الأثرية، أن «هذا اكتشاف غير عادي؛ نظراً لأنها المرة الأولى التي نكتشف فيها موقعاً كاملاً لإعداد الطعام».
كشفت الحفريات أيضاً عن بقايا طعام وشراب بقيت لمدة 2000 عام في جرار وحاويات. وقد اكتُشف متجر بيع الطعام، المعروف باسم «تريمبوليام»، وهو اسم لاتيني يعني مكان إعداد المشروبات الساخنة، في موقع يحمل اسم «ريجيو 5» التابع للمتنزه الأثري، والذي لم يفتح للجمهور بعد، واكتُشف السبت الماضي.
وقد اكتُشفت أيضاً بقايا طعام في جرار عميقة يعود تاريخها إلى ما يقارب 2000 عام كان تحوى طعاماً ساخناً قام صاحب المطعم بإنزالها في منضدة ذات ثقوب دائرية. وقد تزينت واجهة المنضدة بلوحات جدارية ذات ألوان زاهية، بعضها يصور حيوانات كانت جزءاً من مكونات الطعام المبيع، مثل دجاجة وبطتين معلقتين رأساً على عقب.
كانت بومبي، التي تقع على بعد 23 كيلومتراً (14 ميلاً) جنوب شرقي مدينة نابولي، موطناً لنحو 13 ألف شخص عندما دفنت تحت الرماد والحصى والغبار، حيث تعرضت لقوة تفجيرية تعادل العديد من القنابل الذرية. وقالت فاليريا أموريتي، عالمة الأنثروبولوجيا؛ تعليقاً على الاكتشاف «تُظهر تحليلاتنا الأولية أن الرسومات الموجودة على واجهة المنضدة تمثل بعض الطعام والشراب الذي كان يجري بيعه هناك». واستطردت أموريتي قائلة، إنه تم العثور على بقايا لحم الخنزير والأسماك والقواقع ولحم البقر في الحاويات، وهو اكتشاف وصفته بأنه «شهادة على التنوع الكبير في المنتجات الحيوانية المستخدمة في تحضير الأطباق» في ذلك الوقت.
الجدير بالذكر، أنه قد تم الكشف عن نحو ثلثي البلدة القديمة التي تبلغ مساحتها 66 هكتاراً (165 فداناً)، حيث لم يجرِ الكشف عن تلك الآثار حتى القرن السادس عشر إلى أن بدأت أعمال التنقيب المنظمة نحو عام 1750 ميلادية، وهي وثيقة نادرة للحياة اليونانية الرومانية؛ إذ تعد بومبي واحدة من أشهر مناطق الجذب في إيطاليا وتُعد موقع تراث عالمي لـ«يونيسكو».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.