الغرافيتي ينشط في نيويورك «لئلا تموت»

جدارية للفنانة لين يون قرب مركز التجارة العالمي (أ.ف.ب)
جدارية للفنانة لين يون قرب مركز التجارة العالمي (أ.ف.ب)
TT

الغرافيتي ينشط في نيويورك «لئلا تموت»

جدارية للفنانة لين يون قرب مركز التجارة العالمي (أ.ف.ب)
جدارية للفنانة لين يون قرب مركز التجارة العالمي (أ.ف.ب)

في مدينة لم تعد شوارعها تنبض بالحياة وغابت عنها المظاهر الاجتماعية، بل يشكّل الغرافيتي «وسيلة لتأكيد الوجود في ظلّ الانطباع السائد بأن نيويورك قد ماتت» بسبب الوباء. وعند حلول الليل، يلقي رسّام الغرافيتي ساينوسليب نظرة سريعة على محيط متجر للسلع الفاخرة أُغلق بعد تعرّضه للنهب على هامش المظاهرات. ويقول الفنان الأربعيني الذي يسترزق من فنّه تحت اسم مستعار آخر: «لم نشهد أبداً فترة كهذه».
وتشكّل واجهات مئات المتاجر التي أغلقت أبوابها نهائياً من جرّاء التداعيات الاقتصادية للوباء «دعوة» إلى الفنّانين. والحال كذلك بالنسبة إلى الجدران والشوارع والأرصفة التي تمثّل كلّها ركائز لهذه الرسوم، وصولاً إلى عربات قطار الأنفاق التي طُليت 34 منها منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول). ويقول ساينوسليب: «إنها نهضة الغرافيتي». ويقول ساينوسليب إن «الناس يريدون الإعراب عن مكنوناتهم»، مشيراً إلى أنه رأى أشخاصاً في السبعينات من العمر يمارسون هذا النشاط، «فقد استولى عليهم الملل ويريدون ما يشغلهم».
غير أن هذا الزخم الإبداعي لا يلقى استحسان الجميع. وكان قد انتقد حاكم ولاية نيويورك أندرو كوومو، ما وصفه بتقاعس رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو، معتبراً أنه «مؤشّر إضافي إلى تدهور» ظروف العيش في نيويورك في ظلّ ارتفاع الجرائم وعمليات إطلاق النار. وتقول دارسي ويبير التي انتقلت مؤخراً للعيش في نيويورك: «إنها حقاً قذرة. يقول البعض إنه فنّ، لكن هل هو مجاز؟ لا، لذا، هي أعمال تخريب». ويرى البعض أن هذه الغرافيتي تعود بالذاكرة إلى السبعينات والثمانينات عندما كانت المدينة تئن تحت وطأة الجرائم وصعوبات مالية».
وتؤكّد شرطة نيويورك من جهتها في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية أنها «تدرك ضرورة التعامل مع الجنح المتعلّقة برسوم الغرافيتي».



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.